لجان العمل الصحي تحذر من مخاطر تزايد نسب الفقر على كافة القطاعات
نشر بتاريخ: 11/09/2006 ( آخر تحديث: 11/09/2006 الساعة: 12:12 )
رام الله - معا - حذر الدكتور احمد مسلماني، مدير مؤسسة لجان العمل الصحي، من خطورة ما تضمنه المسح الأخير لشركة الشرق الأدنى للاستشارات، والذي أفاد بأن نسب الفقر في الأراضي الفلسطينية وصلت إلى نحو 65%.
وقال مسلماني، في بيان له وصل "معا" نسخة منه، إننتائج المسح غير مطمئنة بشكل جدي، وذلك يشكل صدمة بالمعنى الشامل، مقرونة بالحالة السياسية والاجتماعية والصحية للمواطنين، وله دلالات عميقة لا تشير فقط إلى أن ثلثي الأسر الفلسطينية تعيش تحت خط الفقر، ولا يتجاوز دخل الفرد فيها الدولاران يوميا، وإنما تطال البقاء والصمود على الأرض للإنسان الفلسطيني وصحته التي تشكل التحدي الأبرز، بانضمام تجمعات سكانية في الريف والمخيمات والمدن إلى الفئات المهمشة والأكثر فقرا وذوي الاحتياجات الخاصة .
وأضاف مسلماني:" إننا نواجه اليوم أمراضا تشبه تلك الموجودة في دول أفريقيا ودول جنوب شرق آسيا الفقيرة، ولا سيما فيما يخص أمراض فقر الدم للنساء الحوامل، والأطفال تحت سن الخمس سنوات، خلال الاعوام الستة الأخيرة، إذ ارتفعت نسب هذا المرض من 20% إلى أكثر من 42% وهو أمر مذهل ومزعج ومثير للقلق" .
وحمل المسلماني الاحتلال المسؤولية عن تردي الحالة الاقتصادية في الأراضي الفلسطينية، وما ينجم عنها من مخاطر صحية ومعيشية مشيرا إلى ارتفاع نسب الولادات في المنازل بين النسوة الفلسطينيات، كأحد تجليات هذا الواقع وما يعنيه من تهديد أكيد لصحة الطفل والأم، داعيا مقدمي الخدمات الصحية وواضعي السياسات العامة والمجلس التشريعي ووزارة الصحة، لاتخاذ إجراءات مواجهة لخطر الفقر المتنامي، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الشعب الفلسطيني يناضل من اجل حريته وانعتاقه من المحتل وفق خطة تنموية معمقة ومتكاملة في القطاعات المختلفة .
وأعرب عن خشيته من تحول نسب الفقر الواردة في المسح إلى حالة مزمنة على ارض الواقع، ما يعني العودة بالواقع الصحي نصف قرن إلى الوراء، إلى أمراض انتهت وقضي عليها منذ عقود، عدا عن رهن صحة المواطنين بالمساعدات الدولية التي بات معظمها مشروطة سياسيا الأمر الذي يعني كلف اجتماعية وسياسية وثقافية .
ومن النسب التي استعرضها مسلماني في تعليقه على نتائج مسح الفقر، هي ارتفاع معدلات الخصوبة في الأراضي الفلسطينية إلى (4.6)%، ومعاناة عشرة أطفال دون سن الخامسة من بين كل مئة طفل من سوء التغذية وقصر القامة، اضافة الى أن (7.7)% من الأفراد يعانون من أمراض مزمنة، فيما تصل معدلات الوفيات من الأطفال الرضع إلى 24.4 لكل ألف رضيع، فيما بلغ معدل وفيات الأطفال إلى 28.3 لكل ألف ولادة حية.
وطالب مسلماني السلطة الفلسطينية بكافة مكوناتها بالاهتمام بواقع الإنسان الفلسطيني واحتياجاته، والكف عن المناكفات السياسية التي تهمل المواطن وتكون على حسابه، والتي تتجاهل المسبب الرئيس في تراجع مستوى صحة واقتصاد المواطن الناجم عن سياسات الاحتلال والحصار الدولي الخانق المفروض على الشعب الفلسطيني من قبل إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية .