جبر رحل للقبر من قهر المستوطنين والخنازير في برقين
نشر بتاريخ: 12/04/2011 ( آخر تحديث: 12/04/2011 الساعة: 17:50 )
بيت لحم – معا – من المتعارف أن تكون حدود القرى هي امتداد لبداية قرى أخرى ، لكن قرية بروقين غرب سلفيت حالها غير ذلك ، فحدودها الشمالية ملتقى لمخلفات مصانع مستوطنة بركان والمواد السامة التي تحملها ، وحدودها في المنطقة الشرقية ملتقى للمياه العادمة من مستوطنة ارائيل والتي تختلط معها المياه العادمة القادمة من مدينة سلفيت .
"مرتع خصب لانتشار أمراض السرطان" ، بهذه الكلمات بدأ المواطن جبر بركات وقد بدت على صوته تعب السنين التي قضاها وهو يحاول الوصول إلى أشجار أرضه وزيتونه، يروي حكايته لبرنامج " على الطاولة " الذي يبث على أثير شبكة معا الاذاعية ، خلال مقابلة أجرتها معه زميلتنا عهود الخفش ، ولم يدرك أن هذه الكلمات هي أخر الرسائل التي سيبثها للعالم أجمع ، فبركات رحل من الحياة بعد يوم من المقابلة ، وهو الرجل الذي أنهكه مرض السرطان الذي ورثه من الواقع البيئي الذي عاشه " ويبدو ان سرطان الاستيطان خنقه وقهره أكثر من سرطان الدم .
وحول ما تواجهه بلدة بروقين، يتحدث رئيس بلديتها عكرمة سمارة، ويؤكد أن بلدته التي يبلغ تعداد سكانها 4 آلاف نسمة تعاني منذ نهاية الثمانينات من مشكلة حقيقة وخطيرة بسبب المياه العادمة التي تصب فيها، ويضيف "تصلنا المياه العادمة من مدينة سلفيات التي تختلط بالمياه العادمة لمستوطنة ارائيل من الجهة الشرقية، أما الشمالية حيث المستوطنات الصناعية ومنها بركان والتي تنجم عنها مياه خطرة جدا بسبب صناعاتها الكيماوية، وهذا كله قد اثر على الثروة الحيوانية والزراعية للبلدة، حيث لا تبعد المستوطنات عن البلدة سوى 60 مترا".
ويضيف سمارة " لم تعد أشجار لوز بروقين قادرة على حمل أزهار ولم تعد ينابيعها تروي عطش أرضها بعد أن جارت عليها المستوطنات الإسرائيلية بملوثاتها وعاثت بتربتها فسادا ، فنسبة التلوث عالية، وقد سببت المياه العادمة تلوث ينابيع البلدة الثلاثة التي كنا نعتمد على مياهها مما يضطرنا إلى شراء المياه من الشركة الإسرائيلية وبكمية غير كافية .
ويؤكد سمارة وجود مخططات لإنشاء محطات تنقية لها ولكن الاحتلال رفض الموقع المقترح المطروح لإنشاء محطة التنقية ومعالجة المياه وحاولت البلدية اقتراح مكان أخر ولكن تم رفضه أيضا بحجة انه من الضروري أن يكون هناك مشاركة بين مجاري مستوطنة ارائيل ومجاري بلدية سلفيت ، والبلدية خاطبت أكثر من جهة مسؤولة في الحكومة وجهات أجنبية ، ولكن لم تتلقى أي رد منذ 6 سنوات ، وما زالت المجاري تجري بين المنازل ولا حل للمشكلة حتى الآن.
ويبين سمارة أن المعاناة لم تتوقف عند هذا الحد بل تعدته إلى انتشار الأمراض الغريبة كالأمراض الجلدية والسرطان بكافة أشكاله ، بالإضافة إلى تكاثر الحيوانات الضارة، مثل الخنازير الإسرائيلية البرية التي تجد في المجاري مرتعا خصبا لتكاثرها، والتي بدورها تقوم بتخريب المزروعات والتعدي على المنازل والمواطنين.
من جانبه ، أعتبر المهندس علي سبوبة مدير عام الحكم المحلي في سلفيت ، أن المشكلة الموجودة في بلدة بروقين لها بعدين ، البعد الأول يتمثل في هدر لمصدر مائي طبيعي يستفيد منه أبناء المنطقة حيث أصبحت المياه غير صالحة للشرب ، والبعد الثاني أن هذا المورد يلوث موارد أخرى ، فالضرر الأكبر يتحمله الجانب الإسرائيلي .
وفيما يتعلق بمشاركة محافظة سلفيت مستوطنة ارئيل بتصريف مخلفاتها باتجاه قرية بروقين ، أوضح سبوبة أن هذه المشكلة كان يجدر أن تتم معالجتها في وقتها ، خاصة في منطقة نبع المطوي الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية والذي يمر بالجهة الجنوبية من بروقين، وبالتالي فان الحل هو وضع خط للمياه العادمة بأنابيب إضافية لمنع تسرب المياه إلى بروقين لتتجاوز هذه الأنابيب البلدة وخاصة المنطقة السكنية باتجاه المنطقة الغربية ، مبينا وجود مقترحات وبوادر لمعالجة المشكلة هذا العام ، وأن هناك جهات كثيرة تعنى بالبيئة والمياه تعمل على حل هذه المشكلة .