الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

ملعب بلدية قلقيلية ... في ذمة الله

نشر بتاريخ: 15/04/2011 ( آخر تحديث: 15/04/2011 الساعة: 22:09 )
بقلم : أ . مؤيد شريم- عضو اتحاد كرة القدم الفلسطيني

إننا نحن معشر الرياضيين لنفخر بملعب بلدية قلقيلية ... نفخر به لأنه الأول تعشيبا في فلسطين ... نفخر به لأنه الأول إضاءة في فلسطين ... نفخر به لأنه الأول الذي احتضن نهائي كأس فلسطين في ظل سيادة السلطة الوطنية الفلسطينية ... نفخر به لأنه أنجب كوكبة من المع نجوم الكرة الفلسطينية ... نفخر به لأنه خرج مدارس كروية قل نظيرها على مستوى الوطن ... نفخر به لأنه كان يعد أساسا ً مهما ً لبناء الفرق الرياضية ... نفخر به لان أهميته تكمن في تنمية الرياضة الفلسطينية وصقلها ... نفخر به لأنه كان يعد محطة لمعسكرات المنتخبات الفلسطينية ... ونفخر به لأنه كان مسرحا ً للبطولات والدورات الرياضية ذات اللون الخاص .

انه من المضحك المبكي بعد كل هذا الفخر أن نشيع بأيدينا ملعب بلدية قلقيلية إلى مثواه الأخير ... ملعب قلقيلية فارق الحياة وفي ذمة الله ... ملعب قلقيلية أصبح اضحوكه للأطفال الذين يداعبون الكرة فيه ... ملعب قلقيلية أصبح بقرار مجلس بلدية قلقيلية المعين مكان لاصطفاف الحافلات والمركبات التي تأتي لزيارة حديقة الحيوانات ... ملعب قلقيلية لفظ أنفاسه بعد مهرجان قلقيلية الخضراء ... ملعب قلقيلية تنتهك حرمته ... أكثر من عام ونيف لم تجري عليه أي مباراة رسمية أو ودية بعدما كانت الفرق تتهافة عليه للعب فيه من مختلف مناطق فلسطين ومناطق ال48 ... رحماك يا رب تؤخذ قرارات مصيرية بحقه دون الرجوع إلى من لهم اليد الطولى في الشأن الرياضي في مدينة قلقيلية ... تؤخذ هذه القرارات وكأننا أحجار على رقعة شطرنج .

ما هكذا تؤخد القرارات يا بلدية قلقيلية ؟ لا عذر لكم ... نحن لسنا بصدد سماع هذه الأعذار ... هناك هم كبير بين أوساط الرياضيين في مدينة قلقيلية ... جمود في أوصال الحركة الرياضية ... إحباط ... تذمر ... طوفان يغتال أحلام الواعدين ... أطياف من الإصابات تلاحق الفتيه وتحرمهم من مداعبة الكرة لسنوات بسبب سوء أرضية الملعب .

ليس من باب التجني عليكم لكن التغاضي عن الحق هو لبس في التصور وخطيئة في القلب وان التستر عن الخطايا والمأثم لهو الفساد بعينه والذي لايمكن ان ينسى أو ينسخ او يمحا من الذاكرة ما دام الراصد بالمرصاد .

إن قلوب الرياضيين تحترق ونفوسهم تضطرب بسبب ما آلت إليه الرياضة في قلقيلية ... لقد هجر الكثير من اللاعبين أندية محافظة قلقيلية ... لقد اعتزل البعض الملاعب واخذ العد التنازلي يأخذ مجراه في مستوى أندية قلقيلية خاصة الفئات المساندة ... الكل يعلم إن البلدية تزرع الأمل لكي يحصد المواطن الثمر والبلدية يد حانية تمسح اللالام وتزيل المواجع تبني ولا تهدم لا تتأثر بفعل الحوادث والجواذب والدوافع والمؤثرات ... والبلدية تحمل هموم المواطن وتفيء عليه بسبل الراحة الورخاء ... هذا الأمر يتعلق بعوام الناس وهو من صميم عمل البلدية فما بالكم في الخواص من الرياضيين الذين يضحو من اجل رفعة مدنهم وقراهم ومخيماتهم ... أليس بالأذكى أن تمد البلدية العون لهؤلاء ولمن يحتضنهم ؟ أليس بالأجدر بالبلدية أن توفر كل سبل الدعم لهم ولأنديتهم؟

إن مجلس بلدية قلقيلية المقال كان يوفر الدعم اللازم لأندية قلقيلية وهو على التصاق مباشر بإدارات الأندية ... كان هناك إعفاء كامل لإضاءة ملاعب المدارس لصالح الأندية ... كان هناك توفير فرص عمل وبطالة للاعبي الأندية ... كان هناك اهتمام ورعاية لملعب بلدية قلقيلية وتم عملية توسعة الملعب ... كان هناك دعم لمواصلات الأندية ... ولكن ألان الأمر مغاير لذلك فلا إعفاء كهرباء ولا دعم مادي ولا اهتمام بالملعب البلدي .

اعلم أن هذه الكلمات ثقيلة ولها تبعيات كبيرة لكن لابد أن تخرج من عقالها وان كانت هذه الكلمات الثقيلة فهي بلسم للمظلومين وان كانت كبيرة فهي شفاء لم َ في صدور المحرومين وان كانت تؤرق مضاجع بعض المسئولين في تلك المؤسسات فهي تروي ظمأ تلك الأندية المحرومة .

يعلم الله أن هذه الكلمات ليس من باب الطعن أو والتشهير بل من باب الغيرة والحرص على المصلحة العامة ... رحم الله الفاروق عمر عندما قال " والله لئن عثرت بغلة في سواد العراق لسألني الله عنها لم َ لم تصلح لها الطريق يا عمر ".