بذكرى يوم الاسير- 6 الاف اسير بينهم 245 طفلا و37 اسيرة بسجون الاحتلال
نشر بتاريخ: 16/04/2011 ( آخر تحديث: 16/04/2011 الساعة: 13:56 )
بيت لحم- معا- كشف تقرير إحصائي جديد أصدرته وزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية، بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني والذي يصادف في السابع عشر من ابريل من كل عام، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت منذ العام 1967 ولغاية اليوم قرابة 750 ألف مواطن ومواطنة، بينهم قرابة 12 ألف مواطنة وعشرات الآلاف من الأطفال.
وقالت الوزارة في تقريرها بأنه لم تعد هناك عائلة فلسطينية إلا وتعرض أحد أو جميع أفرادها للاعتقال، وهناك من تكرر اعتقالهم مرات عديدة، ولم تعد هنالك بقعة في فلسطين إلا وأن أقيم عليها سجناً أو معتقلاً أو مركز توقيف.
اعتقالات خلال انتفاضة الأقصى
وأشارت الوزارة في تقريرها بأنه ومنذ بدء انتفاضة الأقصى في 28 سبتمبر أيلول 2000، سُجلت أكثر من (70) ألف حالة اعتقال، بينهم قرابة (8 آلاف) طفل، وعشرات النواب ووزراء سابقين، وأكثر من عشرين ألف قرار اعتقال إداري ما بين اعتقال جديد وتجديد الاعتقال، و(850) مواطنة منهن أربع أسيرات وضعن مولودهن داخل السجن خلال انتفاضة الأقصى وهن: ميرفت طه من القدس، منال غانم من طولكرم، سمر صبيح وفاطمة الزق من غزة، وجميعهن تحررن من الأسر.
اعتقالات شاملة وإجراءات قمعية طالت الجميع
وأكدت الوزارة بأن تلك الاعتقالات لم تقتصر على شريحة معينة أو فئة محددة، بل طالت وشملت كل فئات وشرائح المجتمع الفلسطيني دون تمييز، حيث شملت أطفال وشبان وشيوخ، فتيات أمهات وزوجات، مرضى ومعاقين وعمال وأكاديميين، نواب في المجلس التشريعي ووزراء سابقين، وقيادات سياسية ونقابية ومهنية...الخ.
وأن الاعتقالات باتت ظاهرة يومية وجزءاً من ثقافة كل من يعمل في مؤسسة الاحتلال الأمنية، وتقليداً ثابتاً في سلوكهم، حيث (لا) يمضي يوم واحد إلا ويُسجل فيه اعتقالات، وغالبيتها العظمى ليس لها علاقة بالضرورة الأمنية كما يدعي الاحتلال، حتى أضحت مفردات "الاعتقال، السجن والتعذيب" من المفردات الثابتة في القاموس الفلسطيني، وجزء من الثقافة الفلسطينية.
فيما رأت الوزارة في أن الخطورة تكمن بأن مجمل تلك الاعتقالات وما رافقها ويرافقها ويتبعها تتم بشكل مخالف لقواعد القانون الدولي الإنساني من حيث أشكال الاعتقال وظروف الاعتقال ومكان الاحتجاز والتعذيب وأشكال انتزاع الاعترافات، وما مُورس ويمارس بحق المعتقلين...الخ، وأن كل من تعرض للاحتجاز أو الاعتقال تعرض لأحد أشكال التعذيب الجسدي أو النفسي والإيذاء المعنوي والإهانة أمام الجمهور وأفراد العائلة، فيما الغالبية تعرضوا لأكثر من شكل من أشكال التعذيب.
مؤكدة بأن "إسرائيل" وأجهزتها الأمنية المختلفة لا تميز في إجراءاتها وتعاملها مع الأسرى ما بين أسير وآخر ولا تراعي احتياجات الأطفال أو النساء أو حتى المرضى والمعاقين.
قرابة ( 6 ) آلاف أسير وأسيرة الآن في سجون ومعتقلات الاحتلال
وكشف تقرير وزارة الأسرى والمحررين بأن ما يقارب من (6 آلاف) أسير لا يزالوا قابعين في سجون ومعتقلان الإحتلال الإسرائيلي، بينهم عشرات الأسرى العرب من جنسيات مختلفة، ومن بين هؤلاء (820 أسيراً) صدر بحقهم أحكاماً بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو لمرات عديدة منهم (5) أسيرات هن: أحلام التميمي، قاهرة السعدي، دعاء الجيوسي، آمنة منى، سناء شحادة، وتعتبر الأسيرة أحلام التميمي الأعلى حكماً في تاريخ الحركة النسوية الأسيرة حيث تقضي حكما بالسجن المؤبد 16 مرة، وهي معتقلة منذ قرابة عشر سنوات.
مبيناً أن من بين العدد الإجمالي للأسرى يوجد (37) أسيرة، و(245) طفلاً ويشكلون ما نسبته (4.1%) من إجمالي عدد الأسرى فيما يوجد المئات من الأسرى اعتقلوا وهم أطفال وتجاوزوا مرحلة الطفولة وهم في السجن ولا يزالوا، و(180) معتقلاً إدارياً، و(12) نائباً، وعدد من القيادات السياسية، وهؤلاء موزعين على قرابة 17 سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف، أبرزها نفحة، ريمون، عسقلان، بئر السبع، هداريم، جلبوع، شطة، الرملة، الدامون، هشارون، هداريم، ومعتقلات النقب وعوفر ومجدو...إلخ.
الأسـرى القدامى، عمداء الأسرى، جنرالات الصبر
وأوضحت الوزارة في تقريرها بأن "الأسرى القدامى"، "عمداء الأسرى"، و"جنرالات الصبر"، باتت مصطلحات ثابتة في قاموس الحركة الأسيرة، وبالأرقام يتبين أن (302 أسيراً) معتقلين منذ ما قبل اتفاق أوسلو وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية في الرابع من مايو/آيار عام 1994، وهؤلاء يُطلق عليهم مصطلح "الأسرى القدامى" باعتبارهم أقدم الأسرى، فأقل واحد منهم مضى على اعتقاله 17 عاماً، ومن بينهم (136) أسيراً مضى على اعتقالهم عشرين عاماً وما يزيد وهؤلاء يُطلق عليهم مصطلح "عمداء الأسرى"، فيما قائمة "جنرالات الصبر" وهو مصطلح يُطلق على من مضى على اعتقاله ربع قرن وما يزيد تصل مع نهاية الشهر الجاري إلى (41) أسيراً، بينهم أسير عربي واحد من هضبة الجولان السورية المحتلة.
ومن بين "جنرالات الصبر" يوجد (4) أسرى أمضوا أكثر من ثلاثين عاماً وهم: نائل وفخري البرغوثي، وأكرم منصور، والأسير المقدسي فؤاد الرازم.
ويُعتبر الأسير نائل البرغوثي المعتقل منذ ابريل/نيسان عام 1978 هو عميد الأسرى عموماً وأقدمهم حيث دخل عامه الرابع والثلاثين في الأسر، والأسير "سامي يونس" شيخ المعتقلين وأكبرهم سناً (82 عاماً) عميد أسرى الداخل، والأسير "فؤاد الرازم" عميد أسرى القدس، والأسير "سليم الكيال" عميد أسرى قطاع غزة. فيما يُعتبر الأسير "صدقي المقت" من الجولان السورية المحتلة عميد الأسرى العرب وجميعهم أمضوا أكثر من ربع قرن في السجون بشكل متواصل.
تحية إلى مروان البرغوثي في ذكرى اعتقاله
ووجهت وزارة الأسرى التحية إلى القائد الأسير مروان البرغوثي في الذكرى التاسعة من اعتقاله واختطافه، معتبرةً أن البرغوثي يشكّل حالة نضالية مميّزة في عدم تعاطيه مع محاكم الاحتلال وعدم الاعتراف بشرعيتها وقانونيتها، وثمّنت الوزارة صموده العظيم في أقبية التحقيق والعزل الانفرادي ودوره الكبير في تجسيد وحدة الأسرى داخل السجون وبدوره السياسي والوطني المتواصل لإنهاء الانقسام وتجسيد الوحدة الوطنية الفلسطينية، ووجهت الوزارة أيضاً تحيتها إلى النائب الأسير أحمد سعادات، الأمين العام للجبهة الشعبية، المعزول في العزل الانفرادي منذ عامين، وإلى كافة القادة والرموز الصامدين خلف قضبان سجون الاحتلال.
تحية إلى أهالي قرية عورتا، وخاصة النساء
ووجهت وزارة الأسرى بمناسبة يوم الأسير تحيتها إلى أهالي قرية عورتا الذين تعرّضوا لحملات اعتقال جماعية طالت أكثر من 250 امرأة من القرية، واعتبرت الوزارة أن قرية عورتا، قرية منكوبة تعرضت للعقاب الجماعي وللمداهمات في أكبر عملية إرهاب إسرائيلي تقوم بها سلطات الاحتلال خلال هذا العام. وحيّت الوزارة نساء عورتا الصامدات اللواتي تعرّضن للاعتقال والتعذيب والإهانات على يد سلطات الاحتلال وقواته القمعية.
أوضاع مأساوية
وعن الأوضاع الحياتية والمعيشيسة داخل سجون الإحتلال أشار التقرير بأن الحديث يطول هنا ويحتاج إلى دراسات مطولة، خاصة واننا نتحدث عن قائمة طويلة من الإنتهاكات كالتعذيب والإهمال الطبي والعزل الإنفرادي والحرمان من الزيارات وابتزاز الأطفال وسوء الطعام...الخ، وباختصار شديد فان اوضاع الأسرى تتناقض بشكل فاضح مع كافة المواثيق والأعراف الدولية وأن "اسرائيل" تسلب منهم أبسط الحقوق وتتعامل معهم على قاعدة ان (لا) حقوق لكم، وقالت وزارة الأسرى في تقريرها بأن (202) أسيراً قد استشهدوا بعد الإعتقال منذ العام 1967 وفقاً لما هو موثق لدينا، ومن هؤلاء الشهداء (70 معتقلاً) استشهدوا نتيجة التعذيب و(51 معتقلاً) نتيجة الإهمال الطبي و(74معتقلاً) نتيجة القتل العمد والتصفية المباشرة بعد الاعتقال، و(7) أسرى استشهدوا نتيجة إطلاق النار المباشر عليهم من قبل الجنود والحراس وهم داخل السجون.
وفي ختام التقرير ناشدت وزارة الأسرى والمحررين كافة أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، للمساهمة الفاعلة في إحياء يوم الأسير الفلسطيني، وناشدت المجتمع الدولي بكافة مؤسساته الحقوقية والإنسانية التحرك لتوفير الحماية القانونية والإنسانية للأسرى وإلزام حكومة الاحتلال باحترام القانون الدولي الإنساني في تعاملها مع المعتقلين، ووضع حد لسياستها القمعية ولاستهتارها بالقيم والمبادئ الإنسانية الدولية.