الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الأسرى في سجون الاحتلال يحيون يوم الأسير غدا بالإضراب عن الطعام

نشر بتاريخ: 16/04/2011 ( آخر تحديث: 16/04/2011 الساعة: 23:56 )
رام الله- معا- يحيي الأسرى الفلسطينيون في كافة سجون الاحتلال، يوم الاسير الذي يصادف غدا الأحد، بالاضراب عن الطعام لمدة يوم واحد كخطوة رمزية للتذكير بقضيتهم، ولفت الأنظار الى المستوى الخطير وشروط الحياة وحالة الانتهاكات والتنكيل التي يتعرضون لها هم وعائلاتهم.

يذكر أن هذه الذكرى تاتي في ظل حالة غليان شديدة تعيشها السجون وفي سياق خطوات تحضيرية تمهد للشروع في خطوة للاضراب المفتوح عن الطعام تشمل كافة الفصائل تحت عناوين جامعة ووطنية تبرز أكثر المطالب الخاصة مثل قضية الأسرى المرضى، المعزولين، معاناة الأهل أثناء الزيارات وعلى الحواجز العسكرية والعقاب الجماعي وسحب الإنجازات.

وقد وجه الأسرى في رسائلهم ونداءاتهم مناشدة من أجل استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام وإعادة بناء البيت الفلسطيني الداخلي على أسس ديمقراطية توافقية جامعة وفي إطار مؤسسات ومرجعيات موحدة.

مسيرة حاشدة برام الله:

وكانت القوى الوطنية والاسلامية احيت ظهر اليوم، ذكرى يوم الاسير الفلسطيني عبر مسيرة حاشدة دعت اليها في مدينة رام الله والبيرة، وسط الدعوة لكافة الجماهير وقطاعات شعبنا بضرورة الالتفاف حول الاسرى ومطالبهم العادلة بالحرية خاصة انهم يعتزمون البدء بالاضراب المفتوح عن الطعام في كافة سجون الاحتلال.

وشدد متحدثون رسميون عن الفصائل والاحزاب الوطنية، على مواصلة النضال الوطني حتى تحرير كامل أسرانا من السجون دون قيد أو شرط أو تمييز، مؤكدين ان اسرانا يخوضون أرقى أشكال النضال والتحدي والصمود إمام الانتهاكات والجرائم التي يقترفها الاحتلال الإسرائيلي بحقهم.

واكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، سلطات ابو العينيين، في كلمته امام المئات من المشاركين في المسيرة التي رفعت خلال الاعلام الفلسطينية وصور العشرات من الاسرى، على حرص الحركة وبقية الفصائل الوطنية على مواصلة مشوار النضال الوطني الذي تجسد بشلال الدماء الزكية في مسيرة الثورة الفلسطينية.

وقال ابو العينيين" لا يمكن ان يستقيم السلام في ظل الاستيطان وفي ظل عدم حصول اسرانا على الحرية من سجون الاحتلال" مؤكدا ان دماء الشهداء وعذابات الاسرى والجرحى ستبقى امانة في عنق كل الشرفاء والمناضلين من ابناء شعبنا.

واشار الى ان حركة فتح قدمت خيرة قادتها في سبيل الحرية والاستقلال وعلى رأسهم قائدها الرمز ياسر عرفات، والقائد خليل الوزير ابو جهاد ومئات الشهداء في سبيل تحرير فلسطين ونيل حريتنا.

وقال "ان الاسرى الفلسطينيين هم طليعة الامة العربية من محيطها الى خليجها وان الشعب الفلسطيني سوف يواصل نضاله الوطني حتى تحقيق اهدافه وتحرير اسراه من سجون الاحتلال".

من جانبه اكد وزير شؤون الاسرى والمحررين، عيسى قراقع، على اهمية تكامل الاداء والادوار في دعم قضية الاسرى وتدويلها على المستوى الدولي.

وقال "ان السلام الحقيقي هو الذي يوقع مع المناضلين والاحرار من اسرانا الابطال"، واصفا الاسرى بجنرالات الصبر وهم يتحدون الجلادين ويواجهون ظلام السجن وقيود السجان.

وتابع "بدونكم لا يوجد أي معنى لاية قضية واي سلام حقيقي"، مشددا على ان كل الشعب الفلسطيني خلف اسراه الذين يواجهون الارهاب الاسرائيلي في داخل السجون.

ودعا قراقع كافة المؤسسات الحقوقية والانسانية الى القدوم للاراضي الفلسطينية والتحقيق في جرائم الاحتلال التي تمارسها الدولة "العنصرية" التي تستهتر بكل الاعراف والمواثيق.

وقال مخاطبا للاسرائيلين:" لا تحلموا ان تاخذوا منا سلاما او مصالحة او تعايشا ما دمتم تلبسون ثوب الجلادين والسجانين"، مشددا على اهمية العمل من اجل تدويل قضية الاسرى للضغط من اجل تحرك المجتمع الدولي لحماية الاسرى من خلال القوانين والمواثيق الدولية التي تحافظ على إنسانية الانسان.

واعلن رئيس نادي الاسير الفلسطيني، قدورة فارس، عن وجوج نقاش جدي بين الاسرى في سجون الاحتلال من كافة الفصائل لبدء الاضراب المفتوح عن الطعام، داعيا كافة الجماهير للاستعداد لمساندة الاسرى في معركة الامعاء الخاوية التي يمكن ان تبدا في أي لحظة في كافة سجون الاحتلال.

كما اكد على ان رسالة الاسرى في سجون الاحتلال في هذا اليوم هي ضرورة انهاء الانقسام وقال " رسالة الاسرى واضحة لكل القيادات وقادة الفصائل بانه كفى لحوار لا يؤدي الى مصالحة حقيقية".

وبعث فارس برسالة الاسرى الى كل الاحرار في الوطن العربي وفي مقدمتهم المناضلين في ميدان تحرير العرب من الظلم والاستبداد داعيا كل الفئات والقوى الشبابية العربية لجعل قضية الاسرى من ضمن الاجندة التي تتطلب مواصلة النضال من اجل تحقيقها.

واكد عضو الهيئة العليا للأسرى الفلسطينيين وعضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية، حلمي الأعرج ،في كلمتة باسم للقوى الوطنية التي ألقاها في المهرجان الذي نظم في رام الله إحياء للذكرى الثالثة والعشرون لاستشهاد البطل خليل الوزير (ابو جهاد)، ومصادفتها مع يوم الأسير الفلسطيني.
وحيا باسم القوى الوطنية والإسلامية لروح الشهيد القائد ابو جهاد وجميع شهداء الشعب الفلسطيني مجدداً العهد على مواصلة مسيرة النضال حتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

وأوضح الأعرج أن هذا العام يتمايز عن الأعوام الباقية من خلال توحد الحركة الأسيرة الفلسطينية في مواقفها ونضالاتها ومطالبتها لإنهاء الانقسام لدحر الاحتلال، واتساع وشمولية الفعاليات والمؤتمرات الدولية التي تؤشر على تنامي الوعي الدولي بقضية الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد الأعرج أن الحركة الأسيرة الفلسطينية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الممارسات الإسرائيلية اللاانسانية بحقها من حرمان للزيارة، وسياسة الإهمال الطبي المتعمد والعزل الانفرادي وهذا ما دعاها للتوحد في إطار الهيئة القيادية العليا للحركة الأسيرة والتي ستعلن خلال الفترة القريبة عن خطوة نضالية استراتيجية تتوج بالإضراب المفتوح عن الطعام دفاعاً عن كرامتها الإنسانية.

"حريات" يدعو لحملة وطنية ودولية لإطلاق سراح الأسرى القدامى والمرضى:

من جهة ثانية دعا مركز حريات إلى إطلاق أوسع حملة وطنية ودولية لإطلاق سراح الأسرى القدامى والمرضى، وإيصال رسالتهم إلى المجتمع الدولي لإطلاعه على حجم الجريمة التي ترتكب بحق أسرى الشعب الفلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي وعلى درجة المعاناة اليومية التي يتعرضون لها جراء السياسة الممنهجة المتبعة ضدهم من قبل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة.

وأشار حريات، في بيان له لمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، إلى وجود مئات الأسرى القدامى وأكثر من ألف أسير مريض في السجون الإسرائيلية، منهم أكثر من 160 حالة مرضية صعبة يتعرضون لسياسة الإهمال الطبي، وإلى انتهاك فظ لأبسط حقوقهم الإنسانية، ولا تزال الحكومة الإسرائيلية تضرب بعرض الحائط المناشدات والمطالبات والقرارات الدولية، خاصة قرار منظمة الصحة العالمية، الذي دعاها في أيار العام الماضي لتقديم العلاج اللازم للأسرى المرضى واستقبال لجنة تقصي حقائق مع الصليب الأحمر الدولي الأمر الذي يستدعي تطوير منهجية والية العمل المعمول بها لنصرة قضية الأسرى.

وقال حريات :إن دخول عميدي الأسرى نائل وفخري البرغوثي عامهما الرابع والثلاثين في الأسر، والخطر الذي يتهدد حياة عميد الأسرى الثالث أكرم منصور، الذي مضى على اعتقاله 32 عاما، بسبب المرض الشديد من شأنه أن يدق ناقوس الخطر تجاه حياة الأسرى القدامى والمرضى، ويستدعي أن تتوحد كل مكونات المجتمع الفلسطيني، وفي مقدمتها الرئاسة والحكومة ووزارة شؤون الأسرى والمؤسسات العاملة في مجال الأسرى ولجان أهالي الأسرى على إستراتيجية وطنية جوهرها النضال من أجل إطلاق سراح الأسرى، وفي القلب منهم الأسرى القدامى والمرضى والعمل على تفعيل دور الممثليات الفلسطينية في الخارج.

واكد ان هدف الحملة هو تجنيد المؤسسات الحقوقية الدولية وكل الأحرار المدافعين عن حقوق الإنسان وأصدقاء الشعب الفلسطيني في العالم للانخراط في هذه الحملة، التي من شأنها أن تكشف الوجه الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي أمام الرأي العام العالمي وتعري الزيف الذي يدعيه الاحتلال بشأن ديمقراطيته المزعومة واحترامه لحقوق الإنسان والتزامه بالمواثيق والاتفاقيات الدولية ويظهر بطلان ادعاءاته الرامية لوصم نضال الأسرى بالإرهاب والأهم أن من شأن هذه الحملة أن توحد كل الطاقات والجهود نحو هدف سام محدد واقعي وملموس يصب بالضرورة في نصرة قضية الأسرى ويرفع من شأنها ومكانتها في أوساط المجتمع الدولي بصفتها قضية شعب يناضل من أجل حريته واستقلاله.

واختتم حريات بيانه بهذه المناسبة بالتوجه بالتحية للأسرى والأسيرات الذين يرزحون خلف قضبان سجون الاحتلال، مثمنا جهودهم لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية.