السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بيتللو.. والمعجزة * بقلم : بدر مكي

نشر بتاريخ: 16/04/2011 ( آخر تحديث: 16/04/2011 الساعة: 16:41 )
الحصان الاسود.. مفاجأة الدوري.. هكذا كان يطلق على فريق بيتللو خلال الدوري.. مجموعة من اولاد البلد.. اخذوا على عاتقهم.. ان يصعدوا بالفريق.. الى مصاف اندية المحترفين «ب» بمساعدة المدرب المخلص ايمن صندوقة.. وهكذا كان خلال سنتين من دوري المناطق الى المحترفين «ب».. سياسة حرق المراحل.. مارسها ابناء القرية الصغيرة العدد.. الكبيرة بالارادة والانتماء.. كان مراد مصلح مع ايمن.. خير سند للوصول الى القمة.. وهذا لا يتحقق اذا لم تكن الادارة على قدر من المسؤولية.. ولكنها كانت.. واصبحت تسهر على راحة الفريق واللاعبين.. مع مجموعة من المشجعين من بين اربعة آلاف نسمة هم ابناء القرية القابعة في محافظة رام الله والبيرة.

ربما كان الامر مستحيلا.. ان يصل هذا الفريق الذي يضم لاعبين من ابناء القرية.. الى ما وصل اليه.. نعم.. لك ان تتخيل.. كيف حدث هذا الامر.. بل.. وسأقول لكم بلا مواربة من كان يسمع بالقرية؟! ولكن نتائج الفريق.. جعل من تلك القرية اسما مشهودا له ومشهورا في كرتنا الفلسطينية.. وهذه حكاية ناد.. جعل من القرية اسما يشار لها بالبنان.

واوضح ايمن صندوقة مدرب الفريق.. ابن العائلة الكروية.. التي لعب ابناؤها مع عديد الفرق منذ ثلاثين عاما.. انه غاب عن الفريق مباراتين لظروف طارئة.. تولى خلالها شقيقه حسن.. ادارة الدفة وهذا حسن درب العديد من الفرق وحقق نتائج رائعة هي العائلة اذن.. تتحول من مجال اللعب.. وقد ابدعت الى مجال التدريب.. وقد تألقت..

وايمن كان في الغياهب.. في بدايات التسعينيات.. بطلا لمعتقله في لعبة كرة الطاولة.. نسج علاقات مع نادي بيتللو.. ويحسب نفسه على القرية.. من ابنائها.. وقد تعاملوا معه باحترام كبير.. وقابلهم هو بالاخلاص في العمل.. والذي يعرف ايمن انه حروري وعصبي.. من اجل الفريق.. ويقاتل في الملعب بشراسة.. مقرون ذلك بالاخلاق والروح الرياضية وهو يطالب اتحاد اللعبة بضرورة الاهتمام بالمدربين الشباب وهناك العديد من فرص الدورات المعتمدة التي يجب ان تحظى بها هذه الكوكبة من المدربين.. بالاستزادة من المعرفة لتطوير القدرات، رغم انه خاض ثلاث دورات تدريبية.. ولكن احد نفاثات فلسطين.. بحاجة للمزيد.

مبروك بيتللو.. لاولئك الذين كانوا يدفعون من جيوبهم وعلى حساب قوت عيالهم.. من اجل نصرة الفريق ودعمه واسناده لمواصلة مشواره.. وهذه القرية والنادي نموذج رائع يحتذى في العطاء والانتماء.. وهكذا هو مدربهم.. الواعي.. ايمن صندوقة.