الأحد: 22/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

بعد عام على نهاية الانسحاب الاسرائيلي ....غزة بين الاجتياحات المتكررة و السياسات المتعثرة

نشر بتاريخ: 12/09/2006 ( آخر تحديث: 12/09/2006 الساعة: 21:07 )
غزة-معا- انتهى عام على رحيل آخر جندي إسرائيلي عن القطاع ولكن الاحتلال لم ينته فما زالت المعابر مغلقة ومازالت الاجتياحات تفتك بارواح العديد من السكان الفلسطينيين حيث بلغ عدد الشهداء منذ نهاية الانسحاب 362 شهيد 64 منهم أطفال و50 شهيدا استهدفوا من خلال الاغتيالات ووصل عدد الجرحى إلى 1325 جريح

رحل الجيش الإسرائيلي عن 26 بؤرة استيطانية في القطاع بعدته وعتاده ولكن بقي الفلتان والانحلال واصبحت الفوضى ظاهرة واضحة في الشارع الفلسطيني الذي فاق عدد القتلى فيه جراء النزاعات الداخلية عدد الشهداء برصاص وقذائف وصواريخ الاحتلال.

اعتقد الفلسطينيون في البداية أن الانسحاب سيكون نعمة لهم وستدخل الاستثمارات ورؤؤس الأموال إلى ارض القطاع وستصبح سنغافورة العرب وسيمكننا الاستغناء عن العمل داخل إسرائيل بحيث ستكثر المشاريع الاقتصادية الدولية والعربية والمحلية وسنستخرج الغاز من بحر غزة وتكون الحياة ولا أجمل ولكن ما الذي حدث !!!!!

60% من الفلسطينيين تحت خط الفقر وآلاف الخريجين والشبان بلا عمل وآلاف الدونومات من الأراضي المحررة لم تستغل اقتصاديا بل أصبحت مرتعا للفصائل الفلسطينية ولبعض المسلحين الذين يسيطرون على مئات الدونومات بدون وجه حق وغير ذلك عشرات آلاف العمال يبحثون عن المساعدات ليسدوا رمق أطفالهم متسائلين عن الذي يحدث لهم ومن سببه الحصار الخارجي أم سوء تقدير الموقف الداخلي

فلقد شهد هذا العام تطورات دراماتيكية على الساحة الفلسطينية سواء من خلال الانتخابات التي افرزت حكومة بقيادة حماس وما تبعها من حصار مالي واقتصادي على الفلسطينيين وحكومتهم المنتخبة من قبل إسرائيل ومن والاها و صراع على الصلاحيات بين الحكومة والرئاسة في مسميات ومصطلحات لم يعرفها الشارع الفلسطيني قبل ذلك وبعد ذلك تشكيل قوة تنفيذية خاصة بالداخلية وما تبعها من أصوات رافضة لها أما عبر التصريحات أو عبر الرصاص.

وفي ظل هذا الوضع تأتي عملية الوهم المتبدد الفلسطينية والتي اسر فيها الجندي الاسرائيلي "جلعاد شليط" وردت إسرائيل بعملية أمطار الصيف التي أغرقت القطاع بآلاف القذائف والصواريخ حيث جعلت النوم مستحيلا في عيون الاف السكان و لتجعل سيناريو القصف والتدمير خالدا في ذهن الفلسطينيين وبالرغم من ذلك صمدت المقاومة الفلسطينية في مطالبها وابقت الجندي الاسرائيلي بحوزتها رافضة تسليمه الا باطلاق سراح الأسرى في السجون الإسرائيلية من النساء والأطفال ولم تنجح جهود الوساطة المصرية في حل الأزمة إلى الآن مع ما سمعناه من قرب التوصل إلى اتفاق مع اسري الجندي.

يقول صالح زيدان القيادي في الجبهة الديمقراطية لمعا" :"لقد وصل الوضع الفلسطيني إلى حالة سيئة واسوا مما كانت فالحصار متواصل والعدوان متصاعد وهناك تدهور مريع في الحالة الاقتصادية والاجتماعية و تزايد ملحوظ للفلتات الأمني "

وأكد زيدان أن المخرج الوحيد من هذه الأزمة هو وحدة المجتمع الفلسطيني وتطوير منظمة التحرير ودراسة الأساليب والوسائل الأنسب في مقاومة الاحتلال وبناء مؤسسات المجتمع الفلسطيني