الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

غزة - مشاركون يدعون إلى تكثيف الحملات الإعلامية المناصرة للأسرى

نشر بتاريخ: 18/04/2011 ( آخر تحديث: 18/04/2011 الساعة: 09:04 )
غزة- معا- دعا مشاركون في ندوة حوارية نظمت الأحد حول الأسرى في جامعة الأقصى بغزة إلى تكثيف الحملات الإعلامية المناصرة للأسرى، وأكدوا اعتزازهم بالأسرى الأبطال المحتجزين خلف القضبان في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي.

وشدد المشاركون في الندوة التي نظمها قسم الجغرافيا بالجامعة بعنوان: 'الأسرى الفلسطينيون.. الواقع والتحديات' على إصرار شعبنا على الإفراج عن جميع الأسرى دون أي تمييز وإغلاق هذا الملف نهائيا، مشددين على أنه لن يهدأ أي فرد فلسطيني دون أن يخرج الأسرى والمعتقلين جميعا من خلف قضبان القمع الإسرائيلي.

واعتبر عبد القادر إبراهيم حماد رئيس قسم الجغرافيا أن قضية الأسرى تعتبر من أكبر القضايا الإنسانية في العصر الحديث، خاصة أن أكثر من ربع الشعب الفلسطيني قد دخل السجون منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي في واحدة من أكبر عمليات الاعتقال التي شهدها التاريخ المعاصر.

وأشار حماد إلى أن عدد الأسرى الفلسطينيين والعرب القابعين في السجون الإسرائيلية يقدر بأكثر 6 آلاف أسير وأسيرة يتوزعون على أكثر من 23 سجنا ومركز توقيف وتحقيق، في ظروف قاسية جدا.

وشدد عدنان الكحلوت عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة على أن الأسرى قضية إجماع وطني وأن الأمة الحية لا تنسى قادتها وشهداءها وأسراها.

وقال إن هذه الذكرى تثير المشاعر والغضب والحزن وكل معاني التضحية والفداء، مضيفا أننا نعتز بأسرانا ونفتخر بهؤلاء المجاهدين وراء قيود وقضبان السجان.

وأشار إلى أن سلطات الاحتلال تقوم في كل لحظة يقوم باعتقال وتعذيب أبناء هذا الشعب الصامد من أسرى مواطنين وتشريد واجتياح ضد أبناء الشعب الفلسطيني، مشددا على أن القيد ينال من أيدي الأسرى الأبطال ولكن لا ينال من عزتهم وكرامتهم شيئا.

وأوضح أن هؤلاء الأسرى ليسوا مجرمين إنما هم أسرى الحرية والشرف لأسمى قضية لأسمى هدف يعيشون من أجله مضيفا أن الشعب الفلسطيني كله في الداخل والخارج أجمع على أن هذه القضية مركزية محل اجماع وطني لا تنازل عنه ولن يكون أحد منهم ماده للتساوم والربح والخسارة لأن الأمة الحية دائما وأبدا لا تنسى من ضحوا من أجلها للوصول إلى العز والتمكين كما أننا لا ننسى الجرحى والشهداء بل نحترمهم ونبذل كل ما نستطيع من أجل أن تزيل المعاناة عنهم.

وتطرق زهير عابد عميد كلية الإعلام في جامعة الأقصى إلى الدور الوطني للإعلام تجاه قضية الأسرى حيث أوضح أن قضية الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي ومعتقلاته هي من القضايا المركزية للشعب الفلسطيني.

وشدد أنه على الإعلام أن يلعب دورا فعالا في طرح قضية الأسرى في جميع وسائله المتاحة التقليدية والجديدة لمناصرة الأسرى والحشد لقضيتهم وتعرية الاحتلال الاسرائيلي وأعماله القذرة في حق أسرانا، بحيث تكون قضيتهم على أولويات أجندة وسائل الإعلام ومن وأولويات اهتماماتها.

ورأى أن الأسرى هم رمز وحدتنا، مضيفا أن أسرانا كانوا وما زالوا عنوان ورمز وحدتنا الوطني، وقضيتهم من القضايا المجمع عليها وطنيا، وهي تحظى بتعاطف كبير والتفاف وطني صادق وحقيقي.

وشدد على أن تحرير الأسرى واجب مقدس ومن أهدافنا وثوابتنا المقدسة؛ منوها إلى أن حرمة أسرانا الذين هم جنود المقاومة وذخيرتها تستوجب أن تكون أولوية تحريرهم بشكل موازٍ من أهدافنا وثوابتنا المقدسة.

وقدم عابد العديد من الاقتراحات والتوصيات الخاصة بدعم قضية الأسرى، مثل التكثيف من الحملات الإعلامية المناصرة للأسرى، من خلال البرامج الحوارية وعمل الأفلام الوثائقية التي توضح معاناة الأسرى.

ورأى خالد صافي أستاذ التاريخ المشارك بالجامعة أن الحفاظ على قضية الأسرى لا يكون إلا بالوفاء للأسرى والوفاء لقضية وطنهم وشعبهم.

ورأى أن الاحتفال بيوم الأسير يعد جزءا من الوفاء للأسرى، وإبقاء قضيتهم حية في الوجدان والذاكرة الجمعية الفلسطينية، كما يعد ذلك تسليطا للضوء على أهمية هذه القضية وأولويتها في الأجندة الفلسطينية الرسمية والشعبية.

وأعرب عن رأيه في أن الوفاء للأسرى يكون بالعودة بالمشروع الوطني إلى طريقه السليم، وهويته الوطنية بعيدا عن التجاذبات والمحاور والتخلي عن الأجندة الحزبية الضيقة لصالح الأجندة الوطنية، والمصلحة العامة.

ودعا إلى تبني وثيقة الاسرى للوفاق الوطني قولا وفعلا فقد أبرزوا من خلال وثيقتهم حرصهم على الوطن، وعلى وحدة الشعب وللتأكيد وأن القضية التي دخلوا من أجلها سجون الاحتلال لا يمكن أن تعود إلى الصدارة السياسية والإعلامية باعتبارها قضية عادلة إلا بوحدة الشعب على برنامج وطني وإسلامي نضالي يجمع بين المقاومة بكل أشكالها.

وتحدث عبد الناصر فروانة أسير سابق ، وباحث مختص في شؤون الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية حول يوم الأسير الفلسطيني كمعاني ودلالات.

واستعرض في قراءة إحصائية احصائيات خاصة بالأسرى حيث ذكر أن قرابة (750) ألف مواطن تعرضوا للاعتقال منذ العام 1967 ولغاية يومنا هذا ، بينهم ( 12 ) ألف مواطنة وآلاف الأطفال ، منهم أكثر من سبعين ألف حالة اعتقال سُجلت منذ بدء انتفاضة الأقصى في سبتمبر 2000 ، بينهم (850) مواطنة وأكثر من (8) آلاف طفل وعشرات النواب والقادة السياسيين .

وكشف أن كافة الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال يتعرضون لمنظومة من الإجراءات والقوانين التعسفية والانتهاكات الفاضحة لكافة المواثيق والأعراف الدولية، في إطار سياسة ممنهجة ، والأخطر من ذلك بأن سلطات الاحتلال قد أقرت قوانين للتضييق على الأسرى وشرعنة الانتهاكات والجرائم بمشاركة ومباركة كافة مركبات النظام السياسي في 'إسرائيل'، مما منح مقترفيها الحصانة القضائية والغطاء القانوني وفتح الباب على مصراعيه لاقتراف مزيد من الجرائم.

واختتم بالقول إنه على العالم أجمع أن يدرك بأن الأمن لم ولن يتحقق يوماً في المنطقة إلا بالسلام القائم على العدل ، الذي يبدأ بإنهاء الاحتلال وإطلاق سراح كافة الأسرى وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.