إسرائيل تنوي تسليم أبو مازن مناطق محتلة في الضفة الغربية
نشر بتاريخ: 13/09/2006 ( آخر تحديث: 13/09/2006 الساعة: 07:30 )
معا- في اطار طرح بديل عن خطة التجميع، تنوي اسرائيل الانسحاب من المدن الفلسطينية في الضفة الغربية وبعض المناطق الأخرى واتخاذ سلسلة اجراءات بهدف تقوية مكانة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتحريك المسار السياسي.
وستطرح هذه الخطة، أولا، على الادارة الأميركية خلال اللقاءين اللذين ستجريهما نائبة رئيس الحكومة وزيرة الخارجية الاسرائيلية، تسيبي لفني، اليوم، مع وزيرة الخارجية الأميركية، كونداليزا رايس، في واشنطن.
وحسب مصادر سياسية اسرائيلية فإن الادارة الأميركية طلبت من اسرائيل أن تبلغها عما تنوي فعله على المسار السياسي بعد أن تخلى رئيس حكومتها، ايهود أولمرت، عن خطته المعروفة باسم خطة التجميع والتي تقضي بالانسحاب الأحادي الجانب من الضفة الغربية وازالة مستوطنات يهودية.
ففي حينه أعلنت واشنطن عدم ارتياحها من التنازل السريع عن الخطة من دون طرح بديل. وأبلغت اسرائيل انها لا ترضى بترك فراغ سياسي في المنطقة في هذه الأوضاع المتوترة. فأعلنت اسرائيل عن العودة الى «خريطة الطريق»، أي المشروع الأميركي لتسوية الصراع في الشرق الأوسط.
لكنها عادت لتتحدث عن شروط تعجيزية لتطبيقها فطلبت تفكيك التنظيمات المسلحة وتجريدها من الأسلحة، وغيرها من الشروط التي كانت حتى الآن عثرة أمام التقدم في المسار السياسي.
وستحاول اسرائيل اقناع الولايات المتحدة بأن الظروف لم تنضج بعد لتطبيق خريطة الطريق لدى الفلسطينيين وبأن الظروف الناشئة في اسرائيل بسبب نتائج الحرب على لبنان ستجعل من المستحيل القبول الآن بانسحاب اسرائيلي من الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية.
وعليه فإنها تقترح خطة حل وسط، تنسحب في اطارها من مناطق محدودة في الضفة على أن تسلم هذه المناطق الى الحرس الرئاسي الخاضع مباشرة لسيطرة الرئيس أبو مازن.
وقالت المصادر الاسرائيلية المذكورة ان الولايات المتحدة تتبنى الحرس الرئاسي الفلسطيني منذ عدة شهور وأن الجنرال الأميركي، كيث دايتون، يشرف على تدريبه ومتابعة نشاطه وانه، بناء على ذلك، فإن الولايات المتحدة هي التي تستطيع اتخاذ القرار بشأن مدى قدرات الحرس الرئاسي الفلسطيني على تولي المسؤوليات الأمنية في غياب الجيش الاسرائيلي عن المناطق الفلسطينية المذكورة.
فحالما تقول واشنطن ان الحرس الرئاسي الفلسطيني جاهز للقيام بتلك المهمات، فإن اسرائيل ستسلمه تلك المدن والمناطق الأخرى.
وستطرح لفني على رايس سلسلة اجراءات تنوي اسرائيل الاقدام عليها في الأسابيع القادمة بغرض التسهيل على حياة الفلسطينيين، الذين يعيشون حصارا شبه دائم منذ أكثر من سنة.
ومن المفروض ان يتم البحث في كل ذلك خلال اللقاء القريب المتوقع بين الرئيس الفلسطيني وبين رئيس الحكومة الاسرائيلية. معروف ان الوزيرة لفني ستعقد لقاءين مع رايس، الأول في اطار موسع بعد الظهر، بمشاركة المساعدين والثاني سيقتصر على ثلاثة مسؤولين من كل طرف وسيتضمن عشاء عمل، حيث سيحضره رئيس مجلس الأمن القومي الأميركي، روبرت هادلي، المدير العام لوزارة الخارجية الاسرائيلي، أهرون ابرموفتش.
وسيتم خلالهما البحث في الشرخ الحاصل في العلاقات الاسرائيلية الأميركية في أعقاب الإخفاقات الاسرائيلية في حرب لبنان، وكذلك الأزمة الايرانية والأوضاع الفلسطينية والتطورات في لبنان.