جاليري المحطة يعيد رسم جغرافيا المكان في ورشة "رايح جاي"
نشر بتاريخ: 18/04/2011 ( آخر تحديث: 18/04/2011 الساعة: 18:38 )
رام الله -معا- يواصل جاليري المحطة تنفيذ ورشة " رايح جاي" والتي بدأها منتصف الأسبوع الماضي وتستمر على مدار أسبوعين، بمشاركة عشرة فنانين فلسطينيين من الضفة والداخل، والمدرب البلجيكي ايميليو لوبيز المشرف على الورشة، للمرور وإعادة رسم الخارطة بين المدن والبلدات الفلسطينية من خلال استخدام الفنون البصرية.
وتنقل المشاركون خلال الأيام الماضية بين عدة مدن وبلدات فلسطينية لتسجيل ملاحظاتهم وجمع عناصر كل منطقة، تمهيداً للمباشرة بتفيذ أعمالهم الفنية في مقر الجاليري برام الله، والمدن التي تمت زيارتها هي نابلس ورام الله وبيت لحم وجنين مروراً بعدد من البلدات والقرى على الطريق الواصلة بين المدن.
وقال لوبيز أن الزيارات شكلت لدى المشاركين أفكاراً متنوعة ستنتج هويات فنية في النهاية، والتي ستظهر جلياً في المعرض الذي سيقام نهاية الورشة، مشيراً أن كل مدينة وبلدة تمت زيارتها تحمل في تفاصيلها خصائص تختلف عن الأخرى، "وهنا سأكون مسانداً لأفكار الفنانين المشاركين للخروج بمجموعة من الفنون البصرية التي يجمع بعضها تفاصيل جغرافيا المكان حيناً، وخصائص سكانه حيناً آخر."
وقال منذر جوابرة منسق الورشة ان المشاركين في الورشة يهدفون لإعادة إحياء الأماكن والنظر إليها من زاوية أخرى هذه المرة، وهي تفحص المكان والفضاء، واحتساب الوقت والكيلومترات، وإعادة رسم الخطوط مرة أخرى للخارطة السياسية والجغرافية، وتفقد القرى البعيدة والاقتراب من بساطتها لفهمها، وتناول الحوار الذي يدور مع الأشخاص بعفوية تامة، وإعادة تفقد طعام الأماكن المختلفة، مضيفاً أن كل هذه التفاصيل رسم ملامحها جاليري المحطة، وإقام علاقة بين المكان والإنسان، "لم نستطع اختراق الجدار مثلا لتكون خارطتنا السياسية شاملة كاملة، لكننا تجاوزنا الجغرافيا الحديثة إلى التكنولوجيا أيضاً، لنتعرف إلى فلسطين التاريخية من زوايا مختلفة، كالفضاء المطل من فوق حيفا وعكا والناصرة ويافا والقدس.
ويكمل جوابرة: الرحلات بين المدن كان لها أثر إيجابي واضح على المشاركين، حيث إن معظم الأفكار جاءت من اقتفاء أثر المكان ودراسته، والتنوع الكبير بين المدن المختلفة بما تضمه من مخيمات وقرى بعضها غير مشهورة دفعت الفنانين لأن يفكروا بها من جديد ويقولوا عنها ما يمكنهم من وسائل تعبير بصرية ستأتي نتائجها لاحقا كالفيديو والرسم والتركيب.
بدورها تحدثت المشاركة نسرين أبو بكر - فنانة التشكيلية من قرية زلفة - عن الورشة التي كونت لديها شعوراً مكثفاً من الحيرة وعلامات الاستفهام، بدءاً من قريتها وتنقلها بواسطة المواصلات حتى وصلت إلى رام الله، "هنالك استمرار رهيب من الحيرة والدهشة تملكني حينما تنقلت مع المشاركين بين المدن والمناطق الفلسطينية، لأن هنالك العديد من المفارقات والملاحظات والعناصر في ظل استمرار الظروف السياسية والاجتماعية السائدة، التي يعيشها سكان المدن والبلدات يومياً والتي أثرت على خصائص المواطنين وجغرافيا تنقلهم، كل ما سبق شكل العديد من الأفكار لدي للبدء بالقالب المناسب الذي سأقوم بتنفيذه مباشرة."
وعبر الفنان التشكيلي ابراهيم جوابرة المشارك في الورشة عن إحباطه للخارطة الاقتصادية للمدن والبلدات الفلسطينية في الشمال والجنوب والوسط، " هنالك تناقض في بنية كل مدينة، ففي حين أن تكون المدينة بشكل عام ورام الله بشكل خاص هي مركز الثقل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وما يصاحبها من ضجة وزخم، فإن الجولات التي قمنا بها جعلتنا نخوض تجربة مع فلسطين الخضراء، تجربة البلدات الفلسطينية، حيث اللون الأخضر طاغٍ ، نحن لا نعيش حالة فلسطين الطبيعية، بل نعيش تجربة من الهجرة القسرية الداخلية نحو البحث عن أسباب الرفاهية، ما أفقد المكان الأول خصوصبته، وربما تكون الأوضاع السياسية الراهنة دافعاً للانسان للهجرة، لكنني اعتقد انه قادر على مقارعتها لو أراد أن يقرر ذلك، كل ما سبق سيكون أساساً لأعمالي الفنية من خلال الفصل بين الجسد والروح، بين اللانسان والمكان.
يذكر أن الورشة ستستمر حتى بداية الأسبوع القادم، يتم بعدها مراجعة الأعمال الفنية للمشاركين، قبيل تقديمها في المعرض الذي سيقام في الرابع والعشرين من الشهر الحالي في مقر الجاليري، والذي سيتوج جهد اسبوعين كاملين من العمل.