اللجنة الشعبية للاجئين بالنصيرات تحيي يوم الأسير
نشر بتاريخ: 18/04/2011 ( آخر تحديث: 18/04/2011 الساعة: 18:58 )
غزة -معا- أحيت اللجنة الشعبية للاجئين بالنصيرات ذكرى يوم الأسير الفلسطيني المصادف 17 أبريل خلال حفل تكريمي لأسر وعائلات الأسرى أقامته بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة .
وتأتي هذهِ الفعالية الوطنية تكريماً للأسرى والأسيرات القابعين خلف سجون الاحتلال، ودعماً لصمودهم الأسطوري لإيصال رسالتهم الحرة للعالم بأسره وفي مختلف بقاع الأرض، وتقديراً لذوي الأسرى الذين ذاقوا مرارة الانتظار يبحثون في أيامهم عن حرية تقربهم من الالتقاء بأبنائهم وإنهاء معاناتهم القاسية والطويلة .
وافتتح الحفل التكريمي بآيات عطرة من الذكر الحكيم، أعقبها ألحان الثورة التي صدحت بالسلام الوطني الفلسطيني ومن ثمّ قراءة الفاتحة على أرواح شهداء فلسطين .
وضم الحفل كلمات لممثلي هيئة العمل الوطني واللجنة الشعبية للاجئين بالنصيرات وذوي الأسرى وفقرات أدبية وفنيـة متنوعة أضفت على الحفل روح وطنية عبرت عن مشاعر كل إنسان فلسطيني حر يساند الأسرى صمودهم وذويهم صبرهم ونضالهم .
وفي أولى كلماته خلال الحفل التكريمي، قال طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي بالجبهة الديمقراطية، ممثل هيئة العمل الوطني " في مثل هذا اليوم السابع عشر من كل عام تمر علينا ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، ذلك اليوم الذي صادف إطلاق سراح أول أسير فلسطيني "محمود بكر حجازي " من سجون الاحتلال في عام 1974 ".
وواصل القيادي أبو ظريفة "نقف في هذا اليوم الوطني إجلالاً وإكباراًً لآلاف الأسرى الذين ضحوا بأغلى ما يملكون من اجل الوطن ، وداسوا على مصالحهم،من أجل مصلحة الكل الفلسطيني، وساروا لتحقيق الحلم بتحرير الأرض والإنسان، ولم تثني عزيمتهم وإرادتهم السنوات الطويلة من القهر والحرمان خلف قضبان الظلم والاستعباد " .
وأكد ممثل هيئة العمل الوطني "حينما نتحدث عن الأسرى ، فان حديثنا لا يقتصر على بضعة آلاف يقبعون في سجون الاحتلال ، منهم الأطفال والشيوخ ، أمهات وقاصرات، نواب وقادة سياسيين ، مرضى وجرحى ، وإنما نقصد قضية وانتماء ، ونتحدث عن تاريخ عريق ورافد أساس للثورة ، نتحدث عن تجارب من الصمود والتضحيات وفصول من المعاناة والانتهاكات والجرائم مورست واقترفت بحقهم من قبل السجان " .
وقال القيادي أبو ظريفة "إننا نتحدث عن حركة نضالية متجذرة ومتطورة دوماً ، انضوى تحت لوائها وانضم لصفوفها منذ العام 1967 مئات الآلاف من المناضلين والثوار وهؤلاء هم جزءٌ لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني ، وهم من حملوا لواء النضال جنباً إلى جنب مع بقية المناضلين ولم يعرفوا إلا الثورة وطنـًا وهويةً في السراء والضراء و انخرطوا في صفوف النضال في أصعب مراحله وأحلك لحظاته وقدموا الغالي والنفيس دفاعاً عن كرامة وشرف شعبهم وحقوقه العادلة ، وتركوا عائلاتهم فكان لهم في سجل التاريخ والبطولة صفحات مضيئة " مؤكداً أن المستقبل الفلسطيني سيبقى مشوهاً ما لم ينل من تبقى منهم خلف القضبان حريتهم ".
من جانبه، قال محمد صقر خلال كلمة ذوي الأسرى " يمر علينا يوم الأسير ولا زال جرحنا ينزف دماً ،جراء عدوان همجي أصاب قطاعنا ، واحتلال بربري يُقسَّم ضفتنا ، وصمت عربي أدمى قلوبنا ، وتواطؤ دولي أظهر بشكل جلي حقيقة الاحتلال الإسرائيلي ووجهه البشع".
وأوضح صقر أن الأسرى خلف سجون الاحتلال يجسدون معانٍ حقيقية من الصبر والصمود، هم الأحرار ونحن السجناء لأنهم من أناروا طريقنا وعززوا في نفوسنا وقلوبنا محبة الوطن والثورة، محبة القتال حتى الموت أو نيل الحرية .
وقدم الشاعر الفلسطيني فائق أبو شاويش " أبنودي فلسطين"، قصيدة وطنية تحدثت بمعانيها العميقة عن معاناة الأسرى وتلاحمهم النضالي وصمودهم المشرف الذي ضجّ العالم بقضية فلسطين وأشرقها بالحقيقة الكاملة وقضيتها العادلة .
في حين قدمت جمعية آفاق جديدة فقرة فنيـة استعراضية على أنغام أغنية " بنحيي الأسرى "، شكلوا خلالها لوحة وطنية جميلة، عكست براعة الفن والتراث الفلسطيني في التعبير عن الأسرى وتضحياتهم الجسام .
بدوره قال خالد السراج رئيس اللجنة الشعبية للاجئين بالنصيرات خلال الحفل "بالأصالة عن نفسي وبالإنابة عن إخواني وأخواتي في اللجنة الشعبية للاجئين بالنصيرات ، نحييكم ونرحب بكم شاكرين حضوركم في هذا الحفل التكريمي المتواضع الذي تقيمه اللجنة الشعبية للاجئين بالنصيرات على شرف الذكرى السنوية ليوم الأسير الفلسطيني " .
وأضاف السراج " كل يوم تخرج أم أسير حاملة صورة ابنها، وتقف أمام بوابة الصليب الأحمر، تنتظر ولسان حالها يردد متى يفرجوا عن ابني، في تلك اللحظات يغادر لاجئ فلسطيني بيته في المخيم مصطحباً حفيده، متوجهين إلى الحدود، وهنا يسلم الجد الحفيد مفتاح الدار، وهو يردد لا تنسى هناك أرضك .. بيتك "
وواصل السراج " في هذا اليوم نقف وقفة سؤال وتأمل، إلى متى سيبقى أسرانا في سجون إسرائيل العنصرية يتعرضون لأبشع الجرائم والممارسات غير الإنسانية التي يخجل النازي من فعلها؟، دعونا نفكر معاً في يوم الأسير، كيف يمكن أن نحرر أسرانا؟.
وأشار السراج "نستذكر في يوم الأسير، اللحظات التي أفرج فيها عن أول أسير فلسطيني "محمود بكر حجازي " الذي أفرج عنه في 17/4/1974 في أول عملية تبادل للأسرى، وقد اعتمد المجلس الوطني الفلسطيني هذا اليوم يوماً وطنياً تقام فيه الفعاليات الشعبية والرسمية من أجل حرية الأسرى "
وأوضح السراج "إن قضية الأسرى الفلسطينيين تعتبر من أكبر القضايا الإنسانية في العصر الحديث، فهي قضية شعب ووطن، وستبقى القضية المركزية بالنسبة للشعب الفلسطيني وقيادته، وحريتهم كانت دائماً تقف على سلم أولويات منظمة التحرير الفلسطينية وفصائل العمل الوطني والإسلامي التي لم تدخر جهداً من أجل ضمان تحريرهم وعودتهم لبيوتهم وذويهم، فحررت الآلاف منهم منذ العام 1967 ولغاية اليوم عبر صفقات التبادل والمفاوضات السياسية، وتسعى لتحرير من تبقى منهم في سجون الاحتلال، على اعتبار أن لا حرية لشعب ووطن دون حرية من ناضلوا من أجل الحرية "
وأكد رئيس اللجنة الشعبية للاجئين بالنصيرات " إن قضيتي اللاجئين والأسرى من أكثر القضايا العادلة، لأنهما من القضايا المصيرية للشعب الفلسطيني، وارتباطها ارتباط مقدس موصول بالأرض، فقد مارست إسرائيل عملياتها الإرهابية وهجرت شعبنا من أرضه، فقام ابن هذه الأرض حاملاً السلاح مدافعاً عن الأرض ومحاولاً استردادها، فتم أسره وزج به في غياهب المعتقلات " ، مضيفاً " إن اعتقالهم لا يعني غيابهم، فهم بيننا كل يوم يشاركونا همومنا وآلامنا وآمالنا وأحلامنا، ويساهمون في رسم ملامح الوطن، وفي تعزيز الجبهة الفلسطينية والحفاظ على وحدتها الوطنية، فهم من قدموا "وثيقة الوفاق الوطني"، التي شكلت أساساً للحوار الوطني الفلسطيني، وهم من أطلقوا صرخاتهم المنادية بإنهاء الانقسام، بل أضربوا عن الطعام رفضا لاستمراره " .
وبيّن السراج في ختام كلمته " يصادف اليوم أيضاً ذكرى استشهاد القائد الوطني التاريخي خليل الوزير " أبو جهاد " ، والصحفي الشجاع الشهيد فضل شناعة، مستنكراً في الوقت ذاته عملية اغتيال الصحفي والمتضامن الإيطالي فيكتور اريغوني، الذي جاء مناصراً لحقوقنا ومتضامنا معنا " ، مطالباً الجهات المسئولة سرعة الكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة .
ولم تخلو رسالة أطفال فلسطين إلى الأسرى القابعين خلف سجون الاحتلال، إذ قدم أطفال روضة سنابل النموذجية أوبريت أدبي شعري، ناصرَ الأسرى وصمودهم ،بكلماته القوية وبأدائهم الطفولي البريء.