نشر بتاريخ: 20/04/2011 ( آخر تحديث: 20/04/2011 الساعة: 16:37 )
بقلم: منتصر العناني
لا زالت كلماتك الجريئة ترافقني وقلمك الملون يزهو فينا ألوانه التي خطت طريق رجل رحل َ لكنه لا زال فينا بكل معانيه وبكل جوارحه وبروحه وبرجوليته وعنفوان قلمه يحيا في دمائنا رغم مرو ر عامٍ على رحيلك , شمعتك ستبقى منيرة ولن تنظفئ أبدا , حاولت أن أكون أول من يكتب لك َ , لكنَ كلماتي بدأت تدمع تارةً وتنهار تارة لفقدانك الحاضر والذي كان التأثير فينا كبيرٌ جداً لأنك كبيرٌ عشتَ وكبيرٌ متَ .
تزاحمت الأحرف وتسابقت لتكتب عنك تيسير بعد عام من رحيلك لأقول أن الموت لونه السواد , لكنه عندنا الأبيض في نهج حياة علمتنا أن نكون كالصفحة البيضاء نقول وننسخ الكلمة (الحق) في وجه أي ٍ كان , علمتنا بأن رحيلك يزيدنا إصرار على أن الرجل والمُناصر لقضيته الوطنية ومن يريد لها الصلاح أن يكتب بخطوط نارية لا تعرف الموت أبدا , علمتنا يا تيسير أن الرجال مبادئ لا خوف يثنيهم في أي موقف ولا خوف يرهبهم في كلمات التصحيح , كل هذا لا أنكرفيه أنني شغفته وتعلمته منك لأنك معلمي الأول , وأنهلت من مدرستك الأعلامية الكبيرة أن القلم هو كالرصاصة إن خرجت لن تعود وإن لم تصب فإنها تَصُبُ الصوت وتسمع الأطرش حتى , تختلج في صدري آهات كثيرة وأوجاعٌ كثيرة بعد رحيلك حبيبي تيسير وأولها حالنا اليوم في ظل غيابك المؤثر والفراغ الذي تركته في مدرستك العظيمة, في هذا العام وفي كل عام لن أُعاهدك أنني لن أترك مدرستك وسأبقى متمسكاً بقوانينها ومبادئها التي خطيت عليها , وسأحافظ على خطوطها الملونة الثابتة تعلو وتعلو كالشجر المنطلق في أعالي السماء عنوانها الشموخ والعطاء كما أردت .
اليوم وفي ذكراك اجدُ أن الفارس أمثالكَ هم من أجادوا صياغة الإعلام وقدموا للوطن رسالة خالدة مفهومها أن الوطن فوق الجميع , رسالة حملت فيها كل معاني الإنتماء الذي كان صوتك شامخاً رغم كل من حاولوا إسكاته , لكنه بقي فينا لأنه حيٌ أحيا الحقيقة والهم بأن وطني يحيا بالرجال الأوفياء أمثالك يا تيسير.
اليوم ذكراك تذكرني بأيام رفقتك التي عاهد أن اسير على دربك التي رسمت , خارطتك نمت بداخلي ولن أتنازل عنها لأنها تعيش أحرفها بداخلي وقدمت لي عنوان كبير أن الرجل يفنى بالجسد لكن ذكراه وروحه ومبادئه تبقى خالدة في القلوب ولن تموت أبدا .
تيسير رحمك الله في هذا اليوم وادخلك فسيح جناته.
وكلمة أخيرة لك يا تيسير في ذكراك , عشت كبيرا ومُعلماً ومت كبيرا وتبقى مُعلماً , ومن حاولوا أو من يحاول أن يكون لن يكون لأنك تيسير جابر لن يكون مثلك أخي رحمك الله وأبقاك فينا ما حيينا .فأنت الأصل لا محالة...
[email protected][email protected]