الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

فياض: استكملنا جاهزيتنا لإقامة الدولة وشعبنا متمسك بقيم الحرية

نشر بتاريخ: 20/04/2011 ( آخر تحديث: 20/04/2011 الساعة: 21:55 )
رام الله-معا- شدد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، على أن القوة الهائلة لبرنامج اللاعنف الذي يتبناه أبناء شعبنا والسلطة الوطنية الفلسطينية، كفيل باستنهاض عناصر قوتنا الذاتية، وتقريبنا من لحظة الخلاص من الاحتلال.

وقال "إن ما حققته المقاومة الشعبية السلمية من انجازات ونجاحات ملموسة لم يقتصر على جذب الاهتمام والتأييد الدوليين فقط، بل، فقد أصبحت هذه المقاومة حالة شعبية واسعة النطاق، وباتت حلقهً أساسية من حلقات النضال الوطني الفلسطيني، ومكوناً أساسياً من خطة عمل السلطة الوطنية، وتقع في صلبها"، وأضاف "كما وأبرزت القدرة الكبيرة لشعبنا على الصمود، وأعادت الاعتبار لنضالنا الوطني وحقوق شعبنا المشروعة، وفي مقدمتها حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة".

واستهل رئيس الوزراء حديثه الإذاعي الأسبوعي بالقول "اليوم، سنلتقي على أرض بلعين مع قادة ونشطاء لجان المقاومة الشعبية السلمية، ومعهم نشطاء حركات التضامن وقوى السلام من العالم، بما في ذلك من إسرائيل، ومعهم أيضاً عائلة راشيل كوري، في مؤتمر بلعين الدولي السادس، وذلك بمشاركة عدد واسع من ممثلي البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية والمنظمات الدولية بما فيها الأمم المتحدة. وذلك في تعبير واضح عن الاجماع الدولي المساند لكفاح شعبنا في مقاومته السلمية المشروعة، ورفضه للاحتلال وطغيانه وجدرانه واستيطانه وإرهاب مستوطنيه".

وأضاف "هذه التجربة الكفاحية الناجحة التي انطلقت منذ سنوات تمكنت من الإنتشار وتوسيع المشاركة فيها من أبناء شعبنا بفئاته المختلفة. كما نجحت في استقطاب الدعم والتأييد الدولي الواضح على الصعيدين الشعبي والرسمي".

وأشار فياض إلى أن المقاومة السلمية، وفي سياق برنامج عملنا "فلسطين: إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة"، مثلت مع الجهد الوطني لإكمال الجاهزية الوطنية لإقامة دولة فلسطين والانخراط الشعبي الواسع في تحقيقها، مسارين متلازمين عضوياً يكملان مسار النضال السياسي الذي تقوده منظمة التحرير الفلسطينية في كافة المحافل الدولية لحشد الدعم لعدالة قضيتنا وحقوقنا المشروعة، ولتنصهر جميع هذه المسارات في استراتيجية وطنية للخلاص من نير الإحتلال وطغيانه، وتمكين شعبنا من نيل حريته واستقلاله، وإقامة دولته المستقلة على كامل أرضنا المحتلة منذ عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف.

وحول اكتمال جاهزية السلطة الوطنية لإقامة دولة فلسطين، قال رئيس الوزراء "الآن فقد أكملت سلطتكم الوطنية جاهزيتها لإقامة دولة فلسطين المستقلة، وهذا ما أكدته المؤسسات الدولية المختصة، والتي أشادت جميعها بأداء السلطة الوطنية، وكفاءة عمل مؤسساتها، واكتمال جاهزيتها لتصبح مؤسسات دولةٍ ذات كفاءةٍ عالية على صعيد الحكم والإدارة وتقديم الخدمات للمواطنين".

وأضاف "إن هذا الإقرار الدولي يشكل شهادة ميلاد لحقيقة الدولة الفلسطينية، ويعتبر أداة إضافية لنضالنا المتواصل لتجسيد هذه الدولة وترسيخها".

وأكد فياض على أن إقرار العالم باكتمال جاهزية السلطة الوطنية لإقامة الدولة، بالإضافة إلى تأكيد المؤسسات الدولية على أن تعثر جهود التنمية المستدامة ناجمٌ عن الاحتلال الإسرائيلي والعقبات التي يفرضها، إنما يُبرز حقيقةً باتت واضحة وهي أن الاحتلال الإسرائيلي يُمثل العقبة الأساسية أمام تجسيد دولتنا على الأرض، الأمر الذي يضع المجتمع الدولي أمام ضرورة تحمله لمسؤولياته المباشرة في الوفاء باستحقاق سبتمبر، والمتمثل في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن كامل أرضنا المحتلة، وتمكين شعبنا من تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس على حدود عام 1967.

وتابع رئيس الوزراء حديثه بالقول "إن هذا الإجماع الدولي الذي أقره اجتماع بروكسل يؤكد مدى تطور الموقف الدولي المساند لحقوق شعبنا، وأن عملنا كان صحيحاً منذ البداية، وأننا، ورغم كافة الصعوبات والعراقيل المرتبطة بالاحتلال قد نجحنا، بل وأثبتنا للمجتمع الدولي قدرتنا على بناء المؤسسات القوية والفاعلة والقادرة على توفير أفضل الخدامات للمواطنين، ورعاية مصالحهم، وتعزيز صمودهم في معركة البقاء، والسعي لنيل الحرية والاستقلال. فالمعيار الاساسي الذي حددناه لجاهزية مؤسساتنا ومدى تقدم عملها تمثل في مدى قدرتها على تقديم الخدمات الكفيلة بتعزيز صمود شعبنا وتمكينه من البقاء على أرضه".

وأضاف فياض "نعم، إن البقاء مقاومة، ونعم، لم يكن لهذه الانجازات أن تتحقق لولا التفاف أبناء شعبنا حول خطة السلطة الوطنية وانخراطه الواسع في تنفيذها. ويحق، اليوم، لكل الفلسطينيين أن يفخر بهذا الإنجاز، والذي هو أيضاً انجاز لملايين البشر الذين وقفوا مع شعبنا ونضاله العادل من أجل الحياة، ومواصلة مراكمة وترسيخ الحقائق الإيجابية على الأرض لضمان التعجيل في الخلاص من الاحتلال، وتجسيد دولة فلسطين المستقلة، التي ينعم مواطنوها بالحرية والعدالة والمساواة، حقيقة على أرض الواقع".

وأوضح رئيس الوزراء إلى أن هذه الإستراتيجية في أبعادها المختلفة شكلت في جوهرها استنهاضاً للطاقات الوطنية، وتعزيزاً لقدرة شعبنا على الصمود، وقال "لقد نجحنا في ابراز مشهد الصراع أمام العالم أجمع على حقيقته، بأنه صراع بين إرادتين هما إرادة البناء والحياة من أجل الحرية التي يتطلع إليها شعبنا، في مواجهة الاحتلال وطغيانه ومشروعه الاستيطاني".

وأضاف "إنني أرى في تعاظم الالتفاف الشعبي حول هذه المقاومة اللاعنفية مؤشراً واضحاً على نضج الحركة الشعبية المناهضة للاحتلال واتساع نطاقها وحتمية انتصاره. وإنني، وبإسم السلطة الوطنية، أحيي كافة الجهود التي يخوضها حراس الأرض، من خلال اللجان الشعبية، وكافة أطر وهيئات مناهضة الاستيطان والجدار المنتشرة في سائر أرياف بلادنا، نحو المزيد من الصمود".

وفي ختام حديثه الإذاعي، أشاد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض بحركة التضامن الدولي مع شعبنا ومقاومته السلمية، والتي تعزز ثقة شعبنا بمكانة قضيته وحتمية انتصارها، وأدان بشدة جريمة قتل المناضل الأممي فيتوريو، وقال "أتقدم بأحر العزاء لعائلته وأصدقائه، ولحركة التضامن الإيطالية والدولية، والشعب الإيطالي الصديق وحكومته"، وأضاف "إن هذه الجريمة البشعة تعتبر جريمة همجية ولا أخلاقية، وهي مرفوضة بكل المعايير".

وتابع "نعم، لقد كان فتيوريو إنساناً، وسيظل كتابه "كن انساناً"، كما كل أعماله، شاهداً حياً على إنسانيته، كما على معاناة شعبنا وإصراره على محاربة التطرف بكل أشكاله، والتمسك بقيمه الإنسانية في الحرية والإنفتاح على العالم وثقافاته وحضاراته والتضامن بين شعوبه. وستظل ذكرى اريغوني عطرة في ذاكرة شعبنا".