حكومة الوحدة غموض في البرنامج والتوقيت والاسماء .. سياسيون يستبعدون دخولها النادي الدولي واخرون يعتبرونها "مخرج طواريء"!
نشر بتاريخ: 13/09/2006 ( آخر تحديث: 13/09/2006 الساعة: 21:39 )
بيت لحم- معا- يسود الغموض ملامح الاتفاق الذي اعلن امس بين الرئيس عباس ورئيس الوزراء اسماعيل هنية لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية.
ففيما تتكتم الرئاسة والحكومة على البرنامج الذي ستتكيء عليه حكومة الوحدة الوطنية المرتقبة يستبعد مراقبون وسياسيون امكانية ان يحظى البرنامج بقبول دولي من شانه ان يفك الحصار السياسي والاقتصادي عن الشعب الفلسطيني.
الوزير والنائب السابق نبيل عمرو استبعد امكانية ان تنال حكومة الوحدة الوطنية رضا المجتمع الدولي خاصة الولايات المتحدة واسرائيل.
واضاف في حديث خاص لوكالة "معا" انه وبالرغم من ان وثيقة الاسرى لها اهميتها ولغتها الا انها غير مقبولة من اللجنة الرباعية الدولية لرفع الحصار واستئناف الاتصالات الدولية وسنواجه صعوبات".
كما استبعد عمرو ان تفضي رؤية ابو مازن او ماسيقدمه في اجتماع الامم المتحدة الى حل, وقال عمرو" ان العالم لم يقدر الموقف الذي توصلت اليه القوى السياسية في تشكيل حكومة خاصة من جانب حماس والتي ابدت احتراما للاتفاقات الدولية والعربية ومنظمة التحرير.
ورفض عمرو قبول اي منصب سياسي او وزاري في الحكومة القادمة او اية حكومة اخرى مؤكدا على اهمية ان تسهم اية حكومة مشكلة في انهاء الحصار عن الشعب الفلسطيني.
من جانبه دعا النائب جميل المجدلاوي عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية في حديث لوكالة معا الى ان تكون اية حكومة قادمة بمثابة رافعة وطنية وعامل من عوامل تعزيز صمود الشعب وتخفيف معاناته وتوفير الامن والامان في العلاقات الداخلية واحترام القانون واعطاء الانسان الفلسطيني حقوقه وانها الوضع السيء المتمثل في الفلتان الامني والابتعاد عن تسييس الوظيفة العامة.
واستبعد المجدلاوي ان تحقق الحكومة المرتقبة انجازات سياسية سيما وان اسرائيل الغت امكانية قيام دولة فلسطينية على حدود 67.
وحول البرنامج الحكومي قال المجدلاوي" اننا سمعنا عن الاتفاق بين هنية والرئيس عباس والذي استند الى وثيقة الاسرى لكنهما لم يطرحا ذلك البرنامج واصبحت اوروبا والدول العربية تعرف البرنامج بينما الشعب وفصائله لا يعرفون بنوده".
واضاف قائلا" هناك تفاصيل عديدة لم تبحث الى الان في جلسات الحوار هناك اتفاق لكن ما هي بنوده لم توضح وهناك جلسات حوار المفروض ان تكون شفافة لنعرف اين نحن".
وطالب المجدلاوي بان يرتكز البرنامج على اسس تتضمن نجاح تلك الحكومة على كافة الصعد خاصة الاقتصادية والاجتماعية.
اما الناطق الاعلامي لحركة حماس سامي ابو زهري فقال لوكالة معا :ان البرنامج الذي ترتكز عليه الحكومة الجديدة يعتمد على برنامج سياسي منبثق من وثيقة الاسرى والتي لا تخص حماس وحدها بل مختلف القوى على اعتبار انها لاتمس بالثوابت الوطنية لاي فصيل.
واضاف قائلا" ما يميز حكومة الوحدة عن سابقاتها انها تعتمد على برنامج موحد جاء نتيجة نقاشات بين القوى الوطنية والاسلامية.
واوضح ابو زهري ان تشكيل الحكومة الجديدة لا يمثل خضوعا او تنازلا من احد لاحد اخر " فالحكومة جاءت بارادة وقناعة وطنية وبرنامج وطني اقتنع الغرب ام لم يقتنع فهذا لايعنينا كثيرا".
واضاف قائلا" نحن في حماس عملنا بكل جهد ممكن لكسر الحصار الخارجي لكن دون ان يؤدي ذلك الى تراجع عن الثوابت".
اما قيس ابو ليلى النائب عن الجبهة الديمقراطية فاعتبر في حديث لوكالة معا ان حكومة الوحدة الوطنية جاءت نتيجة للازمة الداخلية المتفاقمة والتي وصلت الى حد الشلل الكامل في النظام السياسي الفلسطيني وذلك بسبب التعارض بين برنامجي الحكومة والرئاسة.
واعرب ابو ليلى عن امله بان تلقى التشكيلة الحكومية الجديدة دعما عالما وعربيا وتكون مقبولة اكثر من سابقتها لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية خاصة انها جاءت بعد الحرب اللبنانية الاسرائيلية وما اشيع بعد تلك الحرب من مناخ دولي مؤيد للقضية الفلسطينية ومراجعة اسرائيلية لجهة التوصل الى حلول سياسية في المنطقة ولاسيما القضية الفلسطينية.
واضاف "ان الجدي في الحكومة المرتقبة اعترافها بالمبادرات السياسية العربية والاتفاقات الدولية والدليل انها لاقت رواجا وتفاعلات ايجابية على الصعيد الدولي, والجائزة التي حصلت عليها هي الموافقة العربية والدولية على حكومة الوحدة وادراك حماس للوضع الخطير الذي يسود الاراضي الفلسطينية.
المحلل السياسي اشرف عجرمي اعتبر ان حكومة الوحدة المرتقبة ستشكل مخرجا من الازمة الاقتصادية الحالية خاصة اذا ما حملت برنامجا واقعيا يعالج القضايا الداخلية والمتمثلة في الفلتان الامني وفرض سيادة القانون بالاضافة لاعادة العلاقات الداخلية والدولية.
واوضح العجرمي لوكالة معا ان حماس تخلت عن برنامجها بمجرد اعترافها بالشرعية الدولية والمبادرة العربية, واضاف"حماس بموافقتها على تلك النقاط اخرجت نفسها من ورطة تنازلات مستقبلية على صعيد المفاوضات مع اسرائيل فحماس وصلت الى مفترق طرق بالنسبة لمستقبلها خلال هذه المرحلة وبالتالي كان لا بد لها من ان توافق وتتنازل فعليا عن الحكومة بالرغم من ان رئيسها سيكون هنية لان البرنامج تغير والاشخاص تغيروا".