الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

سلوان.. انت الينا عائد

نشر بتاريخ: 23/04/2011 ( آخر تحديث: 23/04/2011 الساعة: 15:02 )
بقلم: بدر مكي

كانت سنة تأسيس نادي سلوان.. هي نفس السنة التي انطلقت فيها الثورة الفلسطينية.. كان ميلاد النادي الكبير يؤشر على انه جاء ليبقى عنواناً للكرة الفلسطينية ، يلتف من حوله ليس فقط ابناء البلدة الصغيرة المرابطة الصامدة في بيت المقدس ، بل ويعشقه ابناء الارض المحتلة من جنين شمالاً حتى رفح جنوباً وقد اصبح قبلة لعائلات سلوان قاطبة.. وقاده في البدايات المرحوم احمد عديلة.. ولم يكن نادي سلوان بالألوان الاربعة التي تميز قميصه عن قمصان الاخرين.. نادياً رياضياً فحسب.. بل كان نادياً وطنياً واجتماعياً وثقافياً.. حيث كان يضم كافة الوان الطيف الفلسطيني.. ومن كافة المحافظات.. وتلك القرية خلف اسوار القدس مباشرةً.. قدمت استحقاقها من الشهداء والأسرى.. وما زالت تقدم.. ولسنين طوال.. بفعل اجراءات المحتل الذي يحاول طرد السكان وهدم البيوت بكافة الطرق .

وها هو فريقها.. يعود من بعيد.. الى مصاف المحترفين.. ولكني انتظره في الموسم المقبل ان يكون في قمة المحترفين.. كنت اتابعه في الدورة الرمضانية على ملعب القدس- المطران- او في سداسيات الربيع.. واصبحت له مكانة خاصة في عقلي وقلبي.

في عام 85.. قد كنت قد عزمت على مواصلة تحصيلي العلمي في فرنسا ، واخترت سلوان في المباراة الوداعية.. بقميصه المقدس.. وعلى ملعب اريحا.. عندما كان نادي الشباب.. نادياً.. ذرفت الدموع.. وقد قبلت قميص سلوان.. الذين تربطني واياهم علاقات عميقة.. توطدت حتى بعد انضمامي لهلال العاصمة في العام 90.. وكان مكان اللقاء اليومي.. جريدة الشعب بالقدس حيث عملت.. قبيل اعتقالي في سنوات الانتفاضة الأولى وبعدها.. عاد سلوان المعروف بالعراقة والاصالة.. الى جزء من تاريخه.. بعد دوري الموسم الأخير.. ولكن مازال ينتظره الشيء الكثير للعودة الى وضعه الطبيعي.. وهذا يتأتى بفضل اخلاص اداراته السابقة والحالية وجمهوره الوفي.. الذي عليه ان يواصل الوقوف الى جانب الإدارة واللاعبين.. بتجنيد المال اللازم للانتدابات الجديدة من اجل رحلة العودة فوق قمة الجبل.. مكانه العادي والطبيعي..

اقدم لسلوان التهاني.. وكذلك للصديق خضر عبيد ومثلها للأهل والإخوة في ابو ديس وام طوبا والموظفين وقلنديا.. واتمنى لأندية القدس الأخرى.. ان تعيد حساباتها.. للعودة الى الأضواء..