اجاد العربية وكتب الشعر بالالمانية :رئيس الشاباك السابق افي ديختر يبوح ببعض اسراره ويتكتم على اخرى حتى القبر
نشر بتاريخ: 14/09/2006 ( آخر تحديث: 14/09/2006 الساعة: 23:09 )
بيت لحم - معا- تحدث "افي ديختر" رئيس الشاباك الاسرائيلي السابق الذي اجاد ويجيد حفظ الاسرار مؤكدا بان الكثير منها سترافقه الى قبره عن بعض عملياته السرية والخاصة سواء خلال خدمته في وحدة القوات الخاصة التابعه لهيئة الاركان او في جهاز الامن العام " الشاباك" متناولا الكثير من تفاصيله الشخصية ودوره في بعض العمليات وكيف تنكر في زي امرأة ايطاليه جميلة .
ولد ديختر عام 1952 في مدينة عسقلان التي سكنتها عائلته مطلع العام 1949 بعيد انتهاء الحرب وتشريد اهل المدينة التي كانت تسمى يوما المجدل وكتب الشعر باللغة الالمانية واجاد اللغة العربية التي تعلمها في معهد اللغات التابع لجهاز الشاباك وبدأ حياته العسكرية في صفوف الوحدة المختارة التابعه لهيئة الاركان والتي تشكل حلم جميع مقاتلي الجيش لما لها من سمعه جيدة في صفوف الجيش ولكثرة العمليات النوعية التي نفذتها في عمق اراضي العدو حسب وصف صحيفة يديعوت احرونوت التي اجرت معه اللقاء .
وانتقل ديختر بعد تسريحه من الجيش للعمل في جهاز الشاباك الاسرائيلي وعمل كمركز للجهاز في محافظة غزة تحت اسم " ابو نبيل " الذي اختاره تيمنا باسمه فترة الشباب " نيب " حيث تنكر مرة اخرى بزي امرأة للانتقام من ضابطة الطب النفسي في الجيش التي نكلت حسب وصفه بمجندات مكتبه لدرجة انه اضطر اكثر من مرة الى تسريحهن وارسالهن الى عسقلان فور سماعه بقرب زيارة الضابطة المغضوب عليها من قبله .
وتطرق ديختر الى عمليات التصفية التي ينفذها الجيش ضد نشطاء الفصائل الفلسطينية واعتبرها مبررا لفشل سيئ اذ لا تستطيع استخلاص اية معلومات من مقاتل ميت مؤكدا بان حقيقة وقوع اصابات بين المدنيين امر لا بد من اعادة دراسته من جديد مضيفا بانه وصف عمليات اغتيال كثيرة بقوله " الاغتيال نجح لكن العملية فشلت ".
س : ماذا اعطتك عمليات التنكر ؟
ج: تعطيك شعورا بانك تسيطر على نفسك وانت تقوم بهذا الدور امام اشخاص يمكن ان يكتشفوا امرك وتسير على حبل رفيع والتنكر ليس فقط امرا مسليا وانما طريقة حياة تلازمك وتحميك وقت الشدة انت تتجول داخل القرى العربية وتأخذ على نفسك المخاطرة وتقول لنفسك " انا العب اللعبة وارتدى وضعا معينا ولا زلت مع وجه " البوكر " دون انفعالات ظاهرة وها انا لازلت على قيد الحياة ".
واحب ديختر حياة الليل واعتبرها ستارا حاميا لعملياته وهو نموذج من التنكر واخفاء الشخصية ويستطيع الاستلقاء ساعات طويلة في صمت وصبر وروح الصياد تسيطر عليه حيث قال " استطيع الاستلقاء ست ساعات بصمت مطبق متحليا بصبر الصياد اذ عليك استغلال ميزة رباطة الجأش والصمت والمراقبه وحتى عندما تعتقد ان احدا اكتشف امرك فعليك الحفاظ على صمتك وتترك الامر يتطور قليلا لان من اكتشفك او شعر بان امرا غريبا يحدث وهو على بعد امتار منك سيحاول البحث واذا حافظت على صمتك قد يشعر بانه اخطأ واذا اعطيته احساسا بسيطا بان امرا ما يحدث ستكون في مشكلة كبيرة ولكن اذا حافظت على الهدوء ورباطة الجأش ربما يقول لنفسه بان ما اعتقده من امر غير سليم لا اساس له ويتركك ويذهب .
وجد ديختر نفسه في بداية سنوات الثمانينيات مضطرا الى استخدام كافة مهاراته في التنكر ورباطة الجأش وقوة اللغة العربية وغيرها بعد ان تم استدعاؤه الى وحدته العسكرية القديمة " لوحدات الخاصة " رغم خدمته في جهاز الشاباك بسبب تغيب احد افرادها من قوات الاحتياط وكان الاستدعاء في اسوء الظروف بالنسبة له لان زوجته الحامل انزلقت وكسرت مرفقها وكذلك والده كان في احد المستشفيات يعاني المرض فقرر هذه المرة عدم الانصياع والتغيب الا ان علم بوجود ابن احد اعز اصدقائه ضمن صفوف الوحد الخاصة التابعة لهيئة الاركان فقرر الذهاب حفاظا عليه وحتى لا يحدث له مكروها لايستطيع ان يسامح نفسه عليه فقرر الالتزام بامر الاستدعاء بشرط ضمان وجود ابن صديقه بالقرب منه حتى يستطيع حمايته خلال العملية المرتقبه .
س : هل وافقت زوجتك على انصياعك للامر العسكري ؟
ج- مع كثير من التبرم
س: الم يخطر ببالك قبل الخروج للعملية بانك استخبارات فضلا عن كونك جنديا الامر الذي يعني نهاتك في بلد على يد العرب مثل ايلي كوهين ؟
ج- الامر الذي يزعجك ويقلقك ان كل عملية تنفذها يكون قد ولد لك ابنا جديدا انضم الى عائلتك .
س: بماذا تفكرون قبل خروجكم لعملية من هذا النوع ؟
ج : تفكر بالبيت والعائلة والاولاد وتترك لهم رسالة .
س: ماذا تكتب فيها ؟
ج: كل ما تريد
وقفت القوة في تمام السابعة والنصف صباحا في طابور توجيهات رئيس الاركان انذاك موشيه ليفي الملقب " موشيه ونصف "وذلك لطول قامته وهنا تبين لديختر بان لغته العربية ستقوم بمعظم المهمة داخل ارض العدو حيث تطورت معركة قاسية فيها قتيل وثمانية جرحى احدهم يعاني صعوبات في التنفس مما يعني نقله على حمالة الامر الذي سيزيد الوضع صعوبة ويجب كسب الوقت لتنظيم القوة في طريق عودتها بعد العملية وهنا تبدأ ليلة طويلة من الاحداث والصعوبات يشكل جنود العدو واحدا منها فقط .
س: حقيقة وقفت امام جنود العدو وتحدثت معهم ؟
ج: نعم لقد كان علي ان اكسب وقتا لصالح القوة المنفذه
س: كيف كان وضعك النفسي وانت تقف امامهم ؟
ج: الامر بسيط لقد وصلت خصيتي الى حلقي لانهن لا يستطعن الوصول ابعد من حلقي وانت تعرف ماذا تعني المسؤولية واية خطوة غير مدروسة قد تؤدي الى معركة وهذا وضع حدودي بحجم كبير جدا غير مسبوق .
س: كيف تضبط انفعالاتك لكي لا تظهر على وجهك ؟
ج : عندما تأتي من الشاباك قسم تشغيل العملاء فانت بشكل كبير ممثل مسرحي تنفذ في كل مرة الى ذات المسرحية او اللعبة ويجب عليك ان تكون مقنعا وحقيقيا ومتماسكا ويجب ان تقول الصدق بنسبة 98% وعليك القيام بحركاتك الاخرى في اطار 2% الباقية .
س: ولكن انت تقف امام العدو وخلفك نسبة كذب تبلغ 98% ؟
ج : ليس مهما عليك القيام بالدور وتجسد الشخصية التي تمثلها لانك تعلم انه لا يوجد طريقة اخرى للعودة الى منزلك .
س: هل شعرت بالخوف ؟
انت تعلم انني خفت فقط بعد انتهاء العملية لانك خلالها تكون غارقا فيها ومنشغلا بتفاصيلها وجميع خلايا دماغك مشغولة فيها ولا وقت للخوف .
س: كم استمرت الازمة ؟
ج: في وضع اشكالي استمرينا مدة ساعه لكن حقيقة كنا في وضع يشبه العاري في بترينا واي خطأ في تورط عميق بهذا الحجم سيؤدي الى اندلاع حرب .
س: ما هو الشيئ الذي تستطيع روايته عن العملية بشكل حر دون تحفظ ؟
ج: حسب رأيي سأخذ هذا الامر الى القبر وما استطيع قوله بان هناك جانبا ورديا لهذه العملية وهو انني استطعت اعادة القوى بسلام بما فيها ابن صديقي واحرقت رسالتي التي تركتها الى عائلتي فور عودتي مثلها مثل سابقاتها وانت التي ولدت رغم مخاوف الاجهاض التي رافقت امها بسبب كسر مرفقها تبلغ حاليا الثانية والعشرين من عمرها وخدمت في الوحدة الخاصة التابعه لهيئة الاركان .
س: قتل المدنيين اثناء عمليات الاغتيال ماذا يعني لك ؟
ج: عمليات الاغتيال كمن اصيب في عموده الفقري اذا حاول تحريك قدمه قد يؤدي هذا الى شلل الاخرى او يلحق به اضرار اضافية وهذا المثل اكثر الامثال ينطبق على عمليات الاغتيال التي نشبهها بالعمليات الجراحية .
س: ولكن عندما يقتل اطفال تقول لنفسك انا مثل الجراح هل هذا الامر يريحك ويجعلك تتعايش مع الامر ؟
ج: ان سقوط ابرياء حقيقة تستوجب اعادة الدراسة من جديد وكانت حالات قلت لنفسي " الاغتيال نجح لكن العملية فشلت .
س: على اي اساس تقول ذلك هل هو كمن يقول العملية نجحت لكن المريض مات ؟
ج : على اساس موت المستهدف وفشل المنفذ لانه تسبب في موت ابرياء ونحن نقوم بتحقيق معمق وهناك نقاش اساسي بين الشاباك وسلاح الجو ونفحص اين اخطأنا
س: انا اسأل عن مشاعرك الخاصة انت ؟
ج اعتقد بان دان حالوتس سيأسف لقولي بان المشاعر كانت صعبة وفي بعض الحالات تكون المشاعر الصعبة لانك تعرف الاشخاص ولاي عائلات ينتمون ولكن في نهاية الامر ليس الشاباك من يطلق الصاروخ وهو فقط يدين الشخص المستهدف ويقول هذا شخص سيئ وسلاح الجو هو من يفحص اذا كان الشخص السيئ موجود في منطقة يستطيع ان يستهدفه فيها وهو من يقرر كيف وباية قوة نارية وهذا الامر يخفف علينا قليلا .
س: هل هناك عمليات اغتيال تأسف عليها؟
ج: لايوجد شخص تم استهدافه لا يستحق القتل وعندما لا توجد امكانية للاعتقال فالاغتيال مرارا رادعا بشكل قوي .
س : هل سنواتك الطويلة مع العرب حولت الرجل البولندي الى عربي قليلا ؟
ج : امل ان لا يكون الامر كذلك ليس لانه لم يستفد منهم فهناك الكثير الذي اخذه عنهم مثل الادب والكرم واحترام كبار السن ولكن هناك اشياء لا يريد اخذها عنهم مثل اعتبار المرأة كأي شيئ مادي واحتقار المعاقين واذا كان هناك اي شيئ اتمناه لشخص ان لا يكون معاقا في المجتمع العربي فليس كل معاق هناك احمد ياسين وحتى المقاتل الذي اصيب باعاقة نتيجة القتال يعتبر ممسحة الشارع .
س: ماذا تكن للفلسطيني من مشاعر هل هي الاحترام او الكراهية ام الاحتقار ؟
ج : اكن لهم الاحترام ففي مهنة كمهنتي يجب ان تكن الاحترام حتى لاشخاص تتعارض مصالحهم مع مصالحك .
س: هل يوجد محددات لهذا الاحترام او تحفظات ؟
ج : يبقى الاحترام حتى تصطدم بشخص وضع لنفسه هدف المس باليهود وهنا عدم الاحترام يتحول الى امر مطلق وتتحول كل جهودي الى العمل على اعتقال هذا الشخص القاتل واتحول الى صياد وهو الطريدة وابحث عن نقاط ضعفه حتى امسك به.