الخميس: 26/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

كرت احمر

نشر بتاريخ: 27/04/2011 ( آخر تحديث: 27/04/2011 الساعة: 13:18 )
بقلم: بسام ابو عرة

المجلس الاعلى بين النقد البناء والكعكة

منذ اللحظة الاولى للاعلان عن قرار الرئيس بتوقيع المجلس الاعلى للشباب والرياضة والاعلان عن الاسماء فيه وعجلة الاعلام تدور في هذا الاتجاه مرحبة ومنتقدة ورافضة للقرار او للاسماء او للتوقيت، وكل اخذ على عاتقه الشخصي تحليل القرار والاسماء بما يتناسب ومفهومه الشخصي او الجغرافي او المناطقي او الفصائلي مما زاد من تعقيد الامور على الجمهور الرياضي الذي ينتظر بشغف العمل الرياضي النشط بغض النظر عن المسميات او الاسماء لان الهدف الاسمى من كل ذلك هو العمل للرياضة الفلسطينية كل في موقعه ومركزه.

ومع ان القرار كان جاهزا منذ فترة الا ان توقيعه من قبل الرئيس عباس تم مؤخرا من اجل البدء بالعمل فيه فورا، الا ان الكثيرين حاولوا ان يكونوا "متفاجئين" لهذا القرار الذي كان يعلم به القاصي والداني ولم يتحدثوا عنه او حتى يطالبوا بتفسير بياناته من اجل مناقشته , خاصة انه يهم قطاعا كبيرا من افراد الشعب وهم الشباب، الا بعد الاعلان عن الاسماء الموجودة فيه، أي ان الكل بدأ يفتش عن اسمه وفصيله ومنطقته او احد من اقربائه على اقل تقدير , واذا لم يجد فانه سيعارض او ينتقد هذا المجلس قبل مشاهدة افعاله على ارض الواقع،أي النقد من اجل المصلحة الشخصية بداية ومن ثم المصلحة الفصائلية ثانيا.

وهذا ما بدا واضحا على الكثيرين من الذين انتقدوا, بل واصدروا بيانات ضد هذا المجلس , أي ليس الاعتراض او الانتقاد لان هناك خلل ما في المجلس او في تشكيلته واسمائه مثلا بل المصالح هي اللغة الغالبة في معظم الامور.

المجلس الاعلى مشكل منذ سنوات القرن الماضي في اطار منظمة التحرير, لكنه لم يكن مفعلا كما هي المنظمة الان غير مفعلة بالشكل السليم , ولم نر احدا من الذين اعترضوا على المجلس حرك ساكنا الا اليوم, والمقصود هنا فصائل منظمة التحرير , فلماذا اذن نمتم طوال هذا الوقت واستيقظتم عندما شاهدتم الاسماء , الكثير منكم شاط غضبا وبدا بكيل الاتهامات والاعتراضات على هذا المجلس .

طبعا يحق لكل انسان ان ينتقد او يعترض على تشكيلة المجلس او على الاسماء الموجودة فيه ولكن النقد والاعتراض يجب ان يكون للمصلحة العامة للرياضة الفلسطينية , أي من هذا الجانب فقط وليس من جوانب المصالح الشخصية والفئوية والمحاصصة لان هذا المجلس ليس كعكة يجب تقاسمها.

نعم قد يكون هناك بعض الاخطاء بالاسماء مثلا , بحيث كان يجب ان لا تكون وهناك اسماء يجب ان تكون في المجلس , وقد يكون هناك بعض الاتحادات المهمة غير محسوب حسابها فيه , وكذلك فئة الشباب ايضا قد يكونوا ظلموا في قلة عددهم فيه ايضا وهذا شيء يحتمل حدوثه , واعتقد ان المجلس قادر على تصويب مثل هذه الامور بطريقة سلسة بعيدا عن كل الذي يجري الان من الفصائل المنضوية تحت سقف منظمة التحرير .

وبما ان المجلس ولد لان يكون بعيدا عن الحزبية والفصائلية المقيتة والجهوية والمناطقية وبعيدا عن الانقسام, وهذا هو مربط الفرس فان كل الامور غير السليمة تحل وتصوب بسرعة بالاجتماع بالمجلس وبالذات بالامين العام له اللواء الرجوب الذي اعلن اكثر من مرة انه منفتح على الجميع وسيسمع الكل وياخذ بالملاحظات السليمة في هذا الاتجاه من اجل اقرار استراتيجية للمجلس تشمل الجميع وبالذات الشباب منهم وتعطي كل حقه من خلال العمل الوحدوي المشترك للرياضة الفلسطينية في الشتات وغزة والضفة والقدس .

اما اذا كان المنتقدون هم فقط من اجل الاسماء او تمثيل فصائل منظمة التحرير فيه رغم حقهم الطبيعي ان يكونوا ممثلين فيه, لكن ان يبداوا الانتقاد والاعتراض قبل الالتقاء بالرجوب ومعرفة التفاصيل الدقيقة للقرار ومن ثم اعطاء رايهم بكل اريحية واشارتهم للاخطاء الموجودة في المجلس والمطالبة بتصويبها للمصلحة العليا للرياضة الفلسطينية , فإن ذلك يكون كمن يضع العصي في الدواليب .

اما اذا حسبها البعض كعكة يجب تقاسمها والمحاصصة عليها فإن هذا الامر يختلف, لان ذلك سيكون حسب وجود كل فصيل على ارض الواقع وما يمثله في المؤسسات الوطنية المعروفة ومدى تفاعله في الحركة الرياضية ايضا , وعليه فإن حركتا حماس وفتح لهما الاغلبية المطلقة في هذا الشان ومن ثم الجهاد الاسلامي ومن ثم تاتي فصائل منظمة التحرير , لان المهم هو الوجود على الارض والتفاعل مع المجتمع الفلسطيني بكل مكوناته وليس القوة الاعلامية لهذا الفصيل او ذاك , والذي قد يعد على اصابع اليد الواحدة ومع ذلك نقول لهم الحق في التمثيل في أي اطار , لكن على كل فصيل ان يعلم حجمه الطبيعي قبل المطالبة بالمحاصصة ,خاصة اذا كان هذا الفصيل او ذاك ليس لديه الشخصية المناسبة لملئ مكان في المجلس .

وبما ان المجلس بعيدا عن الانقسام وبعيدا عن الفصائلية وهذا هو المطلوب ورايي الخاص فيه , فان ذلك هو الافضل بحيث يعمل بعيدا عن المحاصصة والفئوية او حتى المناكفة , فما دام وجود المجلس لخدمة الرياضة والشباب الفلسطيني في الشتات والقدس وغزة والضفة دون النظر الى الفصائل والجغرافيا والمناطقية والجهوية , فان على الجميع التعاطي معه , واذا كان هناك من ملاحظات فيجب على المجلس تصويبها واعداد استراتيجية للعمل في المستقبل كما يجب الدفع بعناصر الشباب اكثر لانهم هم عماد المجتمع ومستقبله .

وبما ان اللواء الرجوب يحاول جاهدا توحيد الجهود من اجل طي صفحة الانقسام بطريقة رياضية وبعيدا عن التجاذبات السياسية ويعمل مع الجميع دونما النظر الى الاحزاب والفصائل او المناطقية ,فانه واجب علينا جميعا التجاوب معه ومساعدته لا مناكفته او وضع العراقيل في طريقه , كما اننا نشكر الزميل عبد السلام هنية لما يقوم به هو الاخر من محاولة تقريب وجهات النظر رياضيا بعيدا عن الانقسام حتى نلتقي جميعا في بوتقة وطنية واحدة وهي الاهم فلسطين.

اما بالنسبة لوزارة الشباب التي تم الاعلان عن حلها على لسان اللواء الرجوب فانه يجب استيعاب كادرها الرياضي وتسليمهم الامور الاشرافية على الكثير من امور المجلس كون لديهم الخبرة الكافية في الشؤون الرياضية ولديهم كادر وطني ورياضي كبير ومهم يجب ان تكون لهم بصمة في هذا الاتجاه.