الثلاثاء: 24/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

غزة تراقب بحذر أخبار المصالحة والتطبيق هو المعيار

نشر بتاريخ: 28/04/2011 ( آخر تحديث: 28/04/2011 الساعة: 18:02 )
غزة- تقرير معا- على عكس المرات السابقة فقد استقبل المواطنون في غزة توقيع المصالحة بين فتح وحماس بحذر منعتهم من التعبير عن فرحتهم وأملهم في إنهاء أربع سنوات من الانقسام.

وجاءت مفاجأة التوقيع على شاشات التلفزيون لتطرح تساؤلات عدة حول مدى نجاح اتفاق المصالحة وفتح الملفات العالقة والحساسة !!!! أم أن القصة مجرد تصوير إعلامي وعزايم وضحك على اللحى!!!.

المواطن "أبو خليل" قلل من إمكانية نجاح المصالحة قائلا:"لا افق ولا مستقبل سياسي للمصالحة فالوضع السياسي بين الحركتين منهار والاقتصاد مدمر"، مشددا:"ما بعد المصالحة لن يكون هناك جديد لان قضيتنا في مأزق".

أما المواطنة "أم علي" التي تامل أن يلتئم شمل اسرتها التي شتتها الانقسام ما بين غزة والضفة أعربت عن سعادتها بتوقيع اتفاق المصالحة ولكنها لم تخفي مشاعر الخوف لديها من أن يكون ما يجري هو فقط حديث إعلامي.

المحلل السياسي مصطفى الصواف عزا حالة القلق التي اعترت الشارع الفلسطيني إلى تجارب مصالحة سابقة لم تكلل بالنجاح كان أبرزها اتفاق مكة وصنعاء ولقاء السنغال وجولات الحوار في مصر التي لم تفض إلى شي، مشددا أن حالة الحذر التي تعتري الشعب الفلسطيني مشروعة.

وقال الصواف في حديث لمراسلة "معا" هدية الغول:" هناك حذر في التعاطي مع توقيع المصالحة أمس والشعب يريد أن يرى نتائج عملية على الأرض بحيث تتوقف كل مظاهر الانقسام ويعود للشارع الفلسطيني عافيته، لذلك فان المطلوب السرعة في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه حتى يشعر المواطن بالأمل في المصالحة".

وأكد الصواف أن لا أحد يستطيع الحديث عن ضمانات لإنجاح الاتفاق إلا إذا صدقت النوايا والإرادة لدى حركتي فتح وحماس والحرص على مصلحة الشعب الفلسطيني وليس مصالح حزبية وفئوية، مشيرا إلى أن 4 سنوات من الانقسام تحتاج لعام لترتيب الأوراق الفلسطينية والتحضير لانتخابات نزيهة وديمقراطية.

إسرائيل سارعت إلى إبداء موقفها إزاء ما جرى في القاهرة بالأمس فجاء تصريحات رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو لتكشف "الغطرسة" الإسرائيلية التي خيرت الرئيس محمود عباس والسلطة الفلسطينية بين السلام مع إسرائيل أو مع حركة حماس.

بينما اعتبر وزير خارجية إسرائيل افيغدور ليبرمان التوقيع تجاوزا للخطوط الحمر، قائلا ان حركة حماس حركة "إرهابية" وفقا لموقف الرباعية الدولية.

من جانبه أوضح المحلل السياسي مخيمر أبو سعدة أن إسرائيل معنية باستمرار الانقسام وتغذيه، مبينا ان رد فعلها كان متوقعا ويكشف بشكل واضح عن "العنجهية" الإسرائيلية.

وقال أبو سعدة: إسرائيل هي المستفيد الوحيد من هذا الواقع وهي تحرص أن تبقى درجة استفادتها عالية، مبينا أن الحكومة المنوي تشكيلها من التكنوقراط قادرة على التعاطي مع إسرائيل وشروط المجتمع الدولي لأنها تحتاج إلى توفير 3 مليار دولار سنويا لميزانيتها وهذا لن يتأتي إلا من خلال الدعم الدولي.

أما المستجدات الحاصلة في المنطقة العربية فقد ساهمت بشكل كبير في تسريع عجلة المصالحة خاصة في سوريا التي تشهد توترات منذ عدة أسابيع بالإضافة إلى مصر التي أخذت تتعامل مع الموضوع بنوع من الحيادية وعدم فرض الرؤية المصرية أو ابتزاز أي طرف.

وأضاف:"حماس تنظر إلى الحكومة المصرية بأنها صديقة على عكس نظام مبارك حيث كانت تنظر له على انه وسيط غير نزيه" مبينا أن حركة حماس غير معنية بإغضاب الحكومة المصرية الحالية الراعية للمصالحة.

كما نوه أبو سعدة إلى أن الاتفاق الذي حصل بالأمس في القاهرة عبارة عن خطوط عامة وعريضة ولم يتم التعاطي مع التفاصيل كموضوع السيطرة الأمنية على غزة لحماس والضفة لفتح لحين تشكيل لجنة أمنية مشتركة التي تم تأجيلها إلى المستقبل.

ويبقى الرهان الأكبر على الموقف الفلسطيني فهل سنقبل بالتهديد ونتراجع عن المصالحة ونمضي قدما بعد فشل كل رهانات التسوية.