الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

كلية الشريعة في النجاح تعقد مؤتمر "زكاة دخول الموظفين والمهن الحرة"

نشر بتاريخ: 28/04/2011 ( آخر تحديث: 28/04/2011 الساعة: 16:54 )
نابلس- معا- عقدت كلية الشريعة في جامعة النجاح الوطنية اليوم الخميس، مؤتمر "زكاة دخول الموظفين والمهن الحرة" وذلك برعاية لجنة زكاة نابلس المركزية.

وحضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدكتور محمود الهباش، وزير الأوقاف والشؤون الدينية، وسماحة الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، والدكتور رامي حمد الله، رئيس الجامعة، وعدد من نوابه ومساعديه، والدكتور محمد حنون، رئيس لجنة زكاة نابلس المركزية، والدكتور جمال زيد الكيلاني، عميد كلية الشريعة في الجامعة ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وعدد من رجال الدين والعلماء، وأعضاء الهيئة التدريسية في الكلية، وعدد من عمداء الكليات في الجامعة وطلبة الكلية وحشد من المشاركين في المؤتمر.

وقبل الجلسة الافتتاحية للمؤتمر استقبل الأستاذ الدكتور رامي حمد الله، في مكتبه الدكتور محمود الهباش، وزير الأوقاف والشؤون الدينية، وسماحة الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، وعدد من العلماء ورجال الدين المرافقين ورحب بهم في جامعة النجاح الوطنية وشكرهم على تلبية الدعوة لحضور فعاليات المؤتمر الذي تعقده كلية الشريعة في الجامعة.

وبعد اللقاء مع رئيس الجامعة ترأس الجلسة الافتتاحية للمؤتمر د. علاء مقبول، المحاضر في كلية الشريعة حيث دعا سعادة الأستاذ الدكتور رامي حمد الله، رئيس الجامعة لإلقاء كلمته التي رحب في بدايتها بمعالي الوزير الهباش وسماحة مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين والمشاركين في هذا المؤتمر الذي يعقد في رحاب جامعة النجاح الوطنية.

كما بارك جهود المصالحة الفلسطينية والاتفاق على توقيع الاتفاق في القاهرة، وهنأ السيد الرئيس محمود عباس على هذا الاتفاق وتمنى أن تعود اللحمة إلى شقي الوطن، وقال في كلمته: " إن جامعة النجاح الوطنية التي بدأت مسيرتها التعليمية رغم كل الظروف والمعوقات واستطاعت علـى مـر السنيـن أن تتخطى التحديات وتقفز على المصاعب لتكون كلية ومعهدا للمعلمين وجامعة حتى نمت وترعرعت كما ترونها بجهود الأخيار المخلصين من الأوفياء والعاملين ومساندة أهل الوطن الطيبين، لتكون موئلا للعلماء والمفكريـن تستقطب أصحاب الكفاءات والمؤهلات الرفيعة تبني وتجهز وتتواصل مكانتها في التميز بين جامعات العالم.

وأوضح د. حمد الله أن كلية الشريعة وهي كشقيقاتها من كليات الجامعة تبث الفكر الواعي والتصور الواضح لنشر العلم الديني بأسلوب صاف معتدل بعيد عن الحزبية والتشويش والخلط في المفاهيم الدينية وتتواصل مع كافة الجهات والشرائح بالحكمة والموعظة الحسنة ليكون الدين كما أراده المولى عز وجل وكما سار عليه صحابة رسولنا عليه الصلاة والسلام فارتدوا أثواب العقيدة الصحيحة وبنوا النفس على التمسك بروح الإسلام ووحدة العقيدة في زمن كان الظلام يعم العالم.

وبين د. حمد الله إن هذا المؤتمر يعقد لمعالجة المسائل الاقتصادية التي برزت في السنوات الأخيرة متفاعلة مع المعاصرة التي يعيشها العالم في ظل التغيرات حتى يكون المسلم على بينة من أمره وتطبيق مفاهيم هذا الركن من أركان الإسلام وهي الزكاة، وهذا ينبع من رسالة الجامعة وكلياتها في خدمة المجتمع والتواصل مع المؤسسات العلمية لأنه بلا تواصل لا تحقيق لانتشار العلم والتفاعل مع المجتمع المدني ومحاولة وضع الحلول لهمومه وقضاياه. كما كان العظماء من العلماء الذين اندفعوا بالدافع الإسلامي القوي على العلم والبحث العلمي سعيا للوصول إلى الحقيقة حتى تركوا لنا كنوز المعرفة والعلم.

أما وزير الأوقاف والشؤون الدينية فهنأ كذلك كافة أطياف الشعب الفلسطيني بتحقيق الوحدة الوطنية وتوقيع الاتفاق الفلسطيني الفلسطيني في القاهرة يوم الأربعاء، وأضاف رغم كل الظروف التي مرت بها القضية الفلسطينية من الانقسام إلا أن الشعب الفلسطيني يثبت مرة أخرى أنه سيبقى كيان واحد موحد.

كما هنأ جامعة النجاح الوطنية على انعقاد مؤتمرها الذي يتناول قضية هامة من قضايا الإسلام العظيم ألا وهي فريضة الزكاة، وأضاف د. الهباش إن الإسلام أولى الزكاة أهمية كبرى كونها ركن هام جدا من أركانه.

وأضاف كذلك إن وزارة الأوقاف في السلطة الوطنية الفلسطينية تولى الزكاة أهمية خاصة حيث قامت الوزارة بإنشاء صندوق الزكاة الذي يشرف على كافة لجان الزكاة في كافة المحافظات الفلسطينية، وان لجان الزكاة في المحافظات تقوم بعمل مهم في هذا المجال.

سماحة الشيخ محمد حسين قال في كلمته إننا نعتز بجامعة النجاح الوطنية لما تحققه من انجازات كبيرة على مستوى الوطن والعالم، كما شكر أ.د.رامي حمد الله، رئيس الجامعة على جهوده الكبيرة في تحقيق النهضة العملية الكبيرة على كافة المستويات وتمنى لمؤتمر زكاة دخول الموظفين النجاح والخروج بتوصيات عملية.

أما د. محمد حنون، رئيس لجنة زكاة نابلس المركزية فألقى كلمة قصيرة شكر فيها إدارة جامعة النجاح الوطنية ممثلة بالأستاذ الدكتور رامي حمد الله على ما تقوم به من خدمة لطلبتها وللمجتمع المحلي. ثم تم عرض فيلم وثائقي يجسد مسيرة عمل لجنة زكاة نابلس المركزية ودورها في تقديم المساعدة للفقراء والأيتام بالإضافة إلى العديد من المهام المركزية التي تقوم بها.

وفي كلمة رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر شكر د. الكيلاني أ.د. رئيس الجامعة على دعمه المتواصل لكلية الشريعة، كما قدم الشكر للجنة زكاة نابلس المركزية على رعايتها لهذا المؤتمر وتقدم بالشكر لمعالي الدكتور محمود الهباش، وزير الأوقاف والشؤون الدينية، وسماحة الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية على حضورهم ومشاركتهم في المؤتمر وكذلك توجه بالتحية لكل المؤتمرين الذين يشاركون بأوراق عمل والى الحضور جميعا.

وقال:" مشاركتم الفاعلة لنا في مؤتمر كلية الشريعة لهذا العام 2011م 1432هـ في يوم أغر أبلج من أيام جامعة النجاح النابضة بالتميز والعطاء هذه الجامعة التي غدت منارة يهتدي بنورها السائرون في دروب العلم والمعرفة وقاعدة علمية متقدمة ما كانت لتكون بهذا العلو والارتفاع لو لا رعاية الله سبحانه لها أولاً ثم رعاية القائمين عليها والعاملين فيها والساهرين على شؤونها ثانيا. الذين كانوا بمثابة الرجال، الذين صدقوا فأعطوا فكانت الثمار وكان التميز الذي أضحى عنوانا للنجاح تخطى حدود الوطن ليمتد إلى أفاق الدنيا حيث احتضنت النجاح المؤتمرات والندوات والملتقيات العلمية المختلفة، وجذبت الأساتذة والباحثين وتواصلت مع العلماء والمفكرين، وشاركت غيرها في مؤتمراتهم وفعاليتهم فكانت شاهدة غير غائبة بأبحاثها وفكرها ورسالتها وثقافتها فنالت الإعجاب والتقدير والثناء الكبير.

وقال إن هذا المؤتمر السنوي الذي يحمل عنوان " زكاة دخول الموظفين والمهن الحرة منطلقاً من أهمية الزكاة كونها ركن من أركان الإسلام الذي لا يتم بناؤه إلا بها ولما لها من أثر كبير في تحقيق التكافل الاجتماعي والمادي على مستوى الفرد والأمة يدلل على ذلك تلك المعارك الطاحنة التي خاضها الصحابة عندما امتنع بعض العرب عن أدائها.

وبعد الجلسة الافتتاحية كرم د. الكيلاني درعا تقديريا للأستاذ الدكتور رئيس الجامعة تقديرا لجهوده في دعم كلية الشريعة وتوفير الدعم اللازم للمؤتمر، كما قدم أ.د. حمد الله دروعا تقريرية لمعالي وزير الأوقاف ولسماحة مفتى فلسطين ولرئيس لجنة زكاة نابلس المركزية على دعمهم وجهودهم لإنجاح المؤتمر.
وقد اشتمل المؤتمر على ثلاث جلسات كان عنوان الجلسة الأولى: (زكاة الرواتب والتقاعد والمكافآت ونهاية الخدمة) وقد تولى رئاستها د. ناصر الدين الشاعر وقدم فيها سماحة المفتي العام للديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين ورقة تحدث فيها عن زكاة مخصصات التقاعد والتوفير ومكافآت نهاية الخدمة، أما الورقة الثانية فكانت للدكتور عبد الله ربابعة من جامعة اليرموك حول زكاة الرواتب: دراسة فقهية تطبيقية قدمها عنه الدكتور جمال حشاش من كلية الشريعة في جامعة الناجح الوطنية. في حين قدم د. محمود ارشيد من جامعة النجاح الوطنية الورقة الثالثة وكانت تحت عنوان: زكاة استحقاق العمل المالية.

أما الجلسة الثانية للمؤتمر فكانت بعنوان (زكاة المهن الحرة) وتولى إدارتها د. أيمن الدباغ وقدم فيها د. صلاح محمد أبو الحاج من جامعة العلوم الإسلامية في الأردن ورقة عمل حملت عنوان" تأصيل زكاة دخول الموظفين والمهن الحرة في المذهب الحنفي" قدمها عنه عبد الله وهدان من جامعة النجاح الوطنية، وقدم الورقة الثانية د. حسين مطاوع الترتوري من جامعة الخليل وتحدث فيها عن زكاة الحجارة المستخرجة من المحاجر. وقد كانت الورقة الثالثة للدكتور مراد رايق عودة من وزارة التربية والتعليم وتحدث فيها عن زكاة رواتب ودخول الموظفين الشهرية. وختم الجلسة الثانية د. سعدات جبر من جامعة القدس المفتوحة بورقة عمل تناول فيها اثر الزكاة على الصحة النفسية.

وفي الجلسة الثالثة (مسائل في زكاة الرواتب والمهن الحرة) والتي كان رئيسها د. حسن خضر فقدم فيها أ. بهاء الدين بكر من جامعة الأزهر في غزة ورقة عمل تحدث فيها عن زكاة دخول المهن الحرة بين المبادئ المحاسبية والشرعية قدم عنه الورقة د. أيمن الدباغ ، في حين قدم د. سهيل محمد الأحمد من جامعة بيت لحم ورقة عمل بعنوان" إبراء الطبيب للمريض من دين العلاج، واثر ذلك. أما الورقة الثالثة فكانت للدكتورة حنان أبو مخ من أكاديمية القاسمي وتناولت في ورقتها زكاة الرواتب.

وقد خرج المؤتمر بعدد من التوصيات التي توصي بوجوب زكاة الرواتب وذلك في نهاية الحول اذا بلغت النصاب وبعد خصم التكاليف والنفقات منها، اما بما يتعلق بالمكافآت ونهاية الخدمة والتقاعد فإن الزكاة لا تجب فيها الا بعد استلامها وبعد بلوغ النصاب ايضا.

كما جرى وتوزيع الشهادات التقديرية على المشاركين واللجنة التحضيرية للمؤتمر.