الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مفتي الديار و قاضي القضاة يستنكرن الاعتداء على الكنائس والمطران عطا الله حنا يستنكر التطاول على الرموز الدينية

نشر بتاريخ: 16/09/2006 ( آخر تحديث: 16/09/2006 الساعة: 19:27 )
الخليل- معا- دعا المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين وسماحة قاضي القضاة الشيخ تيسير التميمي أبناء الشعب الفلسطيني الى مزيد من التعقل والحكمة والوحدة وعدم الانجرار الى الوقوع في الفتنة عقب ما صدر عن بابا الفاتيكان من اساءة للدين الاسلامي والنبي محمد عليه الصلاة والسلام.

فقد اعرب المفتي العام عن رفضه للإعتداء بالزجاجات الحارقة التي إستهدفت اليوم كنيسة في مدينة نابلس تتبع للروم الارثوذكسي.

ونقل مراسلنا في القدس عن الشيخ حسين قوله:" نحن شعب مسلمون ومسيحيون يعيش الآمال والآلام المشتركة في هذه الديار، وعلينا أن نتمتع بقدرٍ عالٍ من الوحدة والتعقل في مواجهة كل مايسيء الى رموزنا الدينية "،.

وأضاف :" لا نريد بأي حال من الأحوال من أبناء شعبنا من المسلمين أن يسيئوا لأبناء شعبنا من المسيحيين فنحن شعب واحد نواجه عدواً مشتركاً ".

وذكر مفتي القدس والديار الفلسطينية بالإدانة الواضحة والصريحة التي صدرت عن المطران د. عطالله حنا، رئيس مطارنة وأساقفة سبسطية، وقال :" كانت إدانة واضحة من الكنيسة الارثوذكسية للتصريحات الصادرة عن بابا الفاتيكان، وفي هذه الادانة تجسد الاحساس بالمسؤولية العالية إتجاه خطورة المساس بالمشاعر الدينية".

وأضاف:" لا شك ان تصريحات البابا مسيئة للإسلام والمسلمين، تدخل على جهل بطبيعة ديننا، وهي تصريحات مرفوضة ومدانة من كل أبناء شعبنا سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين".

ودعا سماحة الشيخ تيسير بيوض التميمي قاضي القضاة أبناء الشعب الفلسطيني الى عدم الانجرار وراء تصريحات البابا، والتي استفزت مشاعر المسلمين الدينية.

كما دعا سماحته الى عدم التعرض للممتلكات المسيحية سواء كانت كنائس او منازل او اشخاص ،" لان ذلك يمس بالعهدة العمرية ويؤثر على وحدتنا الوطنية ."

وأضاف سماحته في اتصال هاتفي من ابو ظبي لمراسلنا بالخليل" ان هذه التصريحات لن تؤثر على العلاقة بيننا كفلسطينيين ، تلك العلاقة التي ارساها عمر بن الخطاب في عهدته العمرية ، اول وثيقة سلام في المنطقة بين المسلمين والمسيحيين ."

وحذر سماحته من الوقوع في منزلق تصريحات البابا الهادفة الى خلق النزاعات الطائفية بين المسلمين والمسيحيين لصالح المسيحيين الصهاينة الذين يعملون ضد المسلمين والمسيحيين كما قال .

وأضاف سماحته " يجب علينا الحفاظ على النسيج الوطني متماسكا امام التحديات والصعوبات التي تواجه طريقه خصوصاً ونحن على اعتاب مرحلة حرجة من مستقبلنا .

كما وطالب سماحته ، الكنيسة الكاثوليكية بإعادة النظر في ان يكون البابا السادس عشر على رأس هذه الكنيسة ، بعد تأخره في تقديم اعتذار للعالم الاسلامي .

من جهته اعرب المطران عطالله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذوكس عن رفضه وشجبه لاي تطاول او مساس بالرموز الدينية الاسلامية .

واضاف" نحن المسلمين والمسيحيين في هذا الشرق ننتمي الى امة واحدة ونحن بناة حضارة وثقافة وفكر"

وقال "ان اية مواقف تصدر من هنا او هناك تحمل معاني اساءة للاخر يجب ان لا تؤثر على هذه العلاقة بل يجب ان تقويها واننا نرفض التطاول على الاسلام".

كما اعرب المطران حنا عن رفضه لاية مواقف او تصريحات من شانها ان تذكي التطرف الديني معبرا عن تضامنه مع الاخوة المسلمين مؤكدا ان من يستهدف المسلمين يستهدف المسيحيين .

من جانبه قال الاب جورج عواد, الاب الروحي لطائفة الروم الارثوذكس في نابلس في حديث خاص لـ "معا": إن مجهولين القوا عدة زجاجات حارقة على كنيستين, أحدهما للبروتستانت والاخرى للروم الارثوذكس الشرقيين, حيث اصابت الزجاجات الكنيستين من الخارج ملحقة اضرارا مادية بهما دون وقوع اصابات.

وأكد الاب عواد ان الهجوم الاول وقع عند الساعة الثانية عشرة والنصف ليلا, فيما وقع الهجوم الثاني في حوالي الساعة الثالثة فجر اليوم السبت.

واستنكر الاب عواد بشدة هذا العمل "اي كان مصدره" كما استنكر تصريحات البابا التى صدرت عنه حول الاسلام والمسلمين, قائلا:" ان الهدف من هذه الاعمال هو خلق فتنة بين أوساط الشعوب التي عاشت منذ مئات السنين بتوافق ومحبة".

وقال:" ان البابا لايمثل كافة الطوائف المسيحية في العالم, وانما فئه منها, وان المسيحين الشرقيين وقفوا الى جانب المسلمين ضد الصليبيين أثناء الغزو الصليبي لفلسطين, وقدموا الشهداء والجرحى, كما لايزال يقف أبناء الطائفة المسيحية في فلسطين الى جانب نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الاسرائيلي وقدموا الشهداء والجرحى والمعتقلين في سبيل ذلك".

ووجه الاب عواد رسالة قال فيها:" ان كافة أبناء الشعب الفلسطيني والذي أصبح المسيحيون جزءاً لا يتجزأ منه, هم بامس الحاجة الى الوحدة وتكاتف ورص الصفوف, وان الشعوب ستخرج من هذه الازمة كما خرجت من الازمة التي حدثت قبل عدة أشهر عندما صدرت كلمات تمس النبى محمد صلى الله عليه وسلم

من جانبه اعتبر العقيد عدنان الضميري، الناطق باسم الشرطة الفلسطينية حرق الكنائس في مدينة نابلس عملا طائشا يؤدي الى فتنة مذهبية لم يعهدها الشعب الفلسطيني عبر التاريخ، ولم تعهدها روح التسامح الاسلامي المسيحي في فلسطين.

وقال العقيد الضميري في اتصال هاتفي بوكالة "معا":" ان ما تم من حرق للكنائس في مدينة نابلس "هو عمل غير مسؤول ومدان بكل المقاييس ونحن بالشرطة نقوم بعملية تحقيق لتقديم الجناة للعدالة ".

واضاف :"ان التحقيقات مازالت جارية حتى اللحظة، ولا نعتقد ان يكون وراء هذه الاحداث جهات خارجية او فصائل او جهات فلسطينية رسمية".

وطالب الضميري وسائل الاعلام بالتخفيف من حدة نشر المواد التحريضية .

وكانت جماعة تطلق على نفسها اسم "سيوف الحق الاسلامية" هددت بتفجير جميع الكنائس الموجودة في غزة احتجاجا على تصريحات البابا المسيئة للاسلام.

وتبنت الجماعة في اتصال هاتفي مع "معا" اطلاق النارصباح اليوم تجاه احدى الكنائس الموجودة في حي الزيتون في غزة .

واشارت الجماعة غير المعروفة من قبل الى انها لن تقبل اي اعتذار من قبل البابا" لان ما قاله لا يحتمل الاعتذار فقط ".

وفي نابلس تبنت جماعة تطلق على نفسها اسم " اسود التوحيد " في اتصال هاتفي مع احدى المحطات الاذاعية المحلية في نابلس الهجوم بأربع زجاجات حارقه على كنيستين للطائفة المسيحية في منطقة رفيديا غرب مدينة نابلس الليلة الماضية.