الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

قوى سياسية وحزبية تطالب بتشكيل قوه ضاغطة لانهاء الاحتلال

نشر بتاريخ: 30/04/2011 ( آخر تحديث: 30/04/2011 الساعة: 11:37 )
رام الله -معا- طالبت قوى سياسية وحزبية ومؤسساتية المجموعات الشبابية التي تشكلت بفعل الثورة المصرية والتونسية على مواقع التواصل الإجتماعي "الفيس بوك"، بتشكيل قوه اغطة وبأدوات سلمية تهدف إلى مواجهة التحديات، وأبرزها إنهاء الإحتلال تحقيقا لإستحقاق أيلول في إقامة الدولة الفلسطينية.

جاء ذلك في ندوة فكرية عقدها مركز التخطيط الفلسطيني في في رام الله بعنوان "دور الشباب في تعزيز التنمية المجتمعية وصناعة القرار السياسي".

وإفتتح د. أحمد مجدلاني رئيس مركز التخطيط الفلسطيني الندوة، مستعرضا في البداية وبالإحصائيات الموثقة على أن المجتمع الفلسطيني مجتمع فتى شاب، الأمر الذي يتطلب العمل باتجاه إصدار التشريعات والقوانين، ووضع الآليات والسياسيات التي يجب أن تعكس في برامج وموازنات وخطوات عملية، تساهم في إشراك الشباب في صناعة القرار السياسي، وما يحقق الديمقراطية في الحياة السياسية الفلسطينية المنشودة.

وأوضح مجدلاني الغاية والهدف من عقد هذه الندوة، وهو التعرف على خطاب الشباب الفلسطيني الجديد، ما بعد الربيع العربي ورؤياتهم وخلق حالة من الحوار المشترك بعيدا عن لغة الإملاءات، ولغة الوعظ والإرشاد سعيا نحو إحداث التغييرات الإيجابية تجاه مطالبهم السياسية.

وشدد مجد قرعان ومجد عبد الحميد من مجموعة شباب "15 آذار" في ورقة العمل على أهمية عقد إنتخابات مباشرة للمجلس الوطني الفلسطيني يشمل كافة الفلسطينين أينما تواجدوا، سواء في الداخل اوفي الخارج قائلا: "برأي الشباب فإن إصلاح منظمة التحرير لن يكون إلا عبر إجراء إنتخابات للمجلس الوطني الذي من شأنه إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية، ويعمل على تغيير المسار السياسي عبر حشد الحركات والقوى في كافة أماكن تواجد شعبنا الفلسطيني، الأمر الذي من شأنه تحقيق الأهداف الوطنية كافة".

وتساءل قائلا: هل نحن نريد إصلاح شكلي أم إصلاح جذري يجعل دور الشباب فعالا في وضع الإستراتجية الفلسطينية؟.

وأشار عبد الحميد إلى المؤتمر الذي عقد في الأردن، وجمع الشباب فلسطيني مع عدد من الناشطين الشباب القادمين من دول عربية وخاصة من مصر وتونس، واليمن، والبحرين، ولبنان، شارحا الأسباب التي أدت إلى الثورات العربية وإجماع الشباب على سلمية التحركات، بعيدا عن العنف مهما بلغت وحشية الأنظمة من قمع، وعدا الشباب العربي بمزيد من المساعد للشباب الفلسطيني، ودعم أي تحرك فلسطيني يهدف لتحقيق الإستقلال والحرية.

وأكدت دينا جبر من مجموعة "شباب يلا ننهي الإحتلال وإنهاء الانقسام"، إن هذه المبادرة الشبابية لا تمثل أي تيار سياسي وإنها جاءت من روح النجاح للشباب العربي، الذي إنتصر على قاهريه بأسلوب النضال السلمي، وبينت أن أهداف هذه المجموعة الشبابية التي نفذت العديد من الفعاليات هي التركز على إنهاء الإحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وعلى أساس الشرعية الدولية عبر المقاومة السلمية والمعايير التي كفلتها المعايير الدولية في مقاومة الإحتلال.

ووضحت جبر في عرضها على ضعف المشاركة الشبابية في الحياة السياسية الفلسطينية، وذلك على حد قولها بسبب الفجوة بين الشباب والقيادة السياسية، وعجز النخبة عن تفهم الجيل الناشئ والإرتقاء لطموحاتهم دون التعميم وعزوف الشباب بالمقابل عن المشاركة أيضا.

وأما بيان يوسف الترتوري من مجموعة "كوكب لأمور"، فقد أكدت على دور الشباب العربي في صناعة التغيير والتطوير والذي تمثل بسلسلة الثورات بدء من تونس إلى مصر إلى ليبيا، وسوريا والبحرين والبقية المتبقية مستعرض أسباب الثورة ودور موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك".

وأوضح الترتوري الهدف من إنشاء هذه الصفحة من قبل أماني الجنيدي، ومعناه بالعربية "كوكب الحب" هو تعميق الوعي الثقافي بين جيل الشباب، ما يخدم القضية الوطنية.

وتناول إحسان نصر سكرتير إتحاد شباب النضال الفلسطيني، في ورقة العمل المقدمة نقاط القوة والضعف في المجتمع الفلسطيني تجاه المشاركة السياسية وقنوات المشاركة، كما إستعرض أسباب وأثار ضعف الثقة لدى الشباب في المشاركة السياسية.

وفي النهاية إستعرض مجموعة من الإقتراحات اللازمة لإعادة بناء ثقة الشباب في المشاركة السياسية، وخاصة من جانب الأحزاب التي يتوجب تدعيم ودمج الشباب كمساعدين للقيادة السياسية داخل هذه الأحزاب.

وطالب نصر منظمات المجتمع المدني تحديد أدوات قياس مشاركة الشباب في الأحزاب، وتقييم الخطط والبرامج والمشاريع بإستمرار، ووضع الحلول والمقترحات بشكل إستراتجي.

وأثار الشاب عمار هنيني الاختصاصي الاجتماعي في ورقته "نعم لشباب فلسطيني مثقف"، أهمية الثقافة كمفهوم وعلاقته بالموروث الثقافي والحضاري الفلسطيني، والتأثيراته السلبية والإيجابية على المفاهيم الثقافية الإجتماعية، عاقدا مقارنة بين الماضي والحاضر مركز على نقطة هامة وهي فقدان الثقة بالقيادات السياسية الحالية، وإنها لا تمثل في صيغتها التوجهات الشبابية منتقدا الألية التي تم بها اختيار أعضاء المجلس الأعلى للشباب، الذي يخلو من الشباب.

وطالب هنيني في ذات الوقت إلى توجيه المزيد من البرامج الثقافية نحو الشباب المقدسي حفاظا على الهوية الوطنية التي يسعى الإحتلال الى إلغائها بشتى الوسائل.

ودار حوار فعال بين الشباب وعدد من القوى السياسية والحزبية والمؤسساتية، على ما حققته الحركة الوطنية من إنجزات، ومدى نجاح تاريخ النضال وأن يمارسوا قوة ضاغطة على صانعي القرار، محذرين من عملية التباهي المتبادل بين الطرف الرسمي الفاقد للقدرة على الإصلاح، والحركة الشبابية التي يتوجب عليها ليس المطالبة بل الضغط المتواصل لتحقيق التغيير، وأن يشكلوا حالة متقدمة تتجاوز ما حققه جيل الثورة الأولى، حتى ينتهي الإحتلال وتقام الدولة الفلسطينية، وتعود اللحمة الوطنية والجغرافية للوطن والمواطن، وأن ذلك لن يتم بدون الشباب الرافعة للتغيير والتطوير.