الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

المفاوضات : تبرئة اسرائيل

نشر بتاريخ: 30/04/2011 ( آخر تحديث: 30/04/2011 الساعة: 19:56 )
كتب غيل هوفمان في الجيروزاليم بوست الانكليزية :

وفقا لمنظمة امريكية فإن وثائق "Palileaks " تؤيد الرواية الاسرائيلية. لكن هل سيساعد هذا الطرح إسرائيل في اثبات وجهة نظرها في الطريق الى الامم المتحدة في سبتمبر؟ .

يُنظر في اسرائيل الى قرار السلطة الفلسطينية التوصل الى اتفاق مع حماس على أنه مغامرة تهدف إلى جذب الدعم من المجتمع الدولي لإعلان الدولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول / سبتمبر.

فالسلطة الفلسطينية تراهن على أن تقديم صورة الوحدة الوطنية الفلسطينية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة الى العالم قبل التصويت أكثر أهمية من أن تنأى بنفسها عن (إرهاب ) حماس. وأنه من خلال بناء حكومة التكنوقراط التي من شأنها الحد من (الإرهاب )- على الأقل لمدة بضعة أشهر - الفلسطينيين يحاولون القضاء على الأعذار التي يمكن أن تثار لمنع الدولة من القيام.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يريد أن يقول للزعماء الاوروبيين في زيارته إلى لندن وباريس الأسبوع المقبل ، أن دعم قرار في الامم المتحدة في ايلول / سبتمبر سيعطي الفلسطينيين "مسرحية" لكن لا دولة ، في حين أن الدولة - واتفاق سلام - لا يمكن إلا أن يولد من خلال المفاوضات .

ومع ذلك ، يمكن لإعلان الوحدة الوطنية الفلسطينية ، الذي أخذ وكالات المخابرات الإسرائيلية على حين غرة ، أن يجعل من الصعب على نتنياهو استخدام هذه الحجة : لأنه لا توجد فرصة للمفاوضات مع حكومة فلسطينية بُنيت مع حماس التي ترفض التخلي عن ( الارهاب) . أو أن الفلسطينيين وقعوا في أيدي نتنياهو مما يجعل من الاسهل بالنسبة له تحذير المجتمع الدولي ضد اقامة دولة يمكن أن تكون بمثابة قاعدة للارهاب ضد قلب اسرائيل.

نتانياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس سيجولان العالم من الآن وحتى سبتمبر في محاولة من كلا الجانبين بيع رؤيته للقصة. عنصر واحد يمكن أن يكون حاسما في الحصول على قبول زعماء العالم لرواياتهم قبل سبتمبر 2011 ، وهو التأكد من أنهم يفهمون لماذا انتهت محادثات السلام الجوهرية بين اسرائيل والفلسطينيين في سبتمبر 2008 .وهذا أمر مهم الآن خصوصا بما أن الفلسطينيين برروا سعيهم للحصول على الدولة من الأمم المتحدة والاتفاق مع حماس بالقول بان التوصل الى اتفاق مع اسرائيل ليس خيارا.

واحدة من الحجج الرئيسية لعباس مع زعماء العالم هي انه حاول التوصل الى اتفاق مع سلف نتنياهو الحمائمي ايهود اولمرت ، و انه اقترب ، ولكن التحقيقات الجنائية التي اسقطت حكومة اولمرت انهت أيضا فرص التوصل إلى السلام.

يقول أولمرت ان السلام لم يتحقق بسبب انه عرض على عباس التوصل الى اتفاق "جميل" والزعيم الفلسطيني لم يستجب. يقول إنه في 31 أغسطس 2008 ، قبل ثلاثة اسابيع من استقالته من منصبه ، عرض 100 في المئة من أراضي الضفة الغربية (ناقص 6،8 ? في مقايضة الأرض)، وعودة 10000 لاجئ فلسطيني إلى الحدود النهائية لاسرائيل ، وأن يكون الحوض المقدس في مدينة القدس القديمة تحت سيطرة مشتركة فلسطينية إسرائيلية أمريكية أردنية سعودية. آخر لقاء له مع عباس كان يوم 16 سبتمبر من ذلك العام - قبل خمسة ايام من استقالته ، وأكثر من ستة أشهر قبل أن يترك منصبه - وعباس لم يستجب أو يعطي مقترح مضاد.

الوثائق ال 1700 التي كشفت عنها قناة الجزيرة وصحيفة الغارديان في كانون الثاني / يناير "اوراق فلسطين" أو "Palileaks" شوهدت من قبل كثيرين حول العالم كدليل على أن الفلسطينيين كانوا على استعداد لتقديم تنازلات غير مسبوقة في القدس واللاجئين خلال محادثات عباس مع اولمرت. هذا الانطباع تمت تغذيته من خلال تحليلات وسيلتا الإعلام اللتان أصدرتا الوثائق بطريقة انتقائية جعلت عباس يبدو مفرطا في السخاء واسرائيل متصلبة.

ولكن قراءة جديدة للوثائق قامت بها منظمة مسيحية في الولايات المتحدة، وجدت أنه على عكس الطريقة التي تم بها نشر "اوراق فلسطين" فإن وجهة النظر الإسرائيلية كانت صحيحة على كل القضايا الرئيسية.

"مسيحيين لاجل شهادة عادلة في الشرق الأوسط" تصف نفسها على أنها منظمة ليبرالية غير انجليكانية (كاثوليكية-بروتستانتية) تقدم الحقائق حول الصراع العربي الإسرائيلي إلى الكنائس الأمريكية – وظفت فريقا من الباحثين لقراءة جميع "أوراق فلسطين" ال 1700.

وكانت المنظمة تحاول تشجيع العالم على النظر للوثائق بعمق أكثر ، بدلا من قبول التقارير المغلوطة باعتبارها حقيقة ثابتة.

وكان التنازل الرئيسي التي تم نشره هو أن الفلسطينيين قبلوا بالسيطرة الاسرائيلية على الاحياء اليهودية في القدس. وبثت قناة الجزيرة أن الفلسطينين عرضوا " أن تحتفظ اسرائيل بجميع الجيوب اليهودية التي بنيت في القدس الشرقية باستثناء واحدة" في اشارة الى هار حوما ، والمستوطنات خلف الخط الاخضر البالغة نحو 2 في المئة من الأراضي التي سيطرت عليها الاردن بين عامي 1948 و 1967.

ولكن منظمة "مسيحيين لاجل شهادة عادلة في الشرق الأوسط" وجدت أن "اوراق فلسطين" لا تشير إلى أن عباس قدم عرضا مضادا لاقتراح اولمرت في 31 أغسطس. وكشفت وثائق تشير إلى أن الفلسطينيين قد قرروا قبل اجتماع اولمرت وعباس في 16 سبتمبر بعدم إصدار عرض مقابل في ذلك الاجتماع الأخير، وأن فريق عباس قد نصحه بالانتظار و عدم الرد حتى يخرج جورج دبليو بوش من البيت الابيض.

وأشارت مذكرة بتاريخ 2 ديسمبر 2008 ، أنه استجابة لسؤال مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق ديفيد ولش عن عرض اولمرت ، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لولش أن "عرضنا مبادلة 2 ? من شأنها أن تسمح لبقاء 70 ? من المستوطنين .

ولكن الرقم 2 ? لم يذكر على الاطلاق في مذكرة لقاء عباس الأخير بأولمرت في 16 سبتمبر 2008 ، أو في مذكرة 22 سبتمبر 2008 "الحديث حول الاقتراح الاسرائيلي " لذلك ، يبدو أن الرقم 2 ? لم يلعب دورا في التفكير الفلسطيني حول الاستجابات الممكنة لعرض اولمرت. وعلاوة على ذلك ، ليس هناك ما يدل على الإطلاق على هذا الرقم تم عرضه على اولمرت بعد سبتمبر 16 ، 2008.

كتبت المنظمة :"لا مكان في "اوراق فلسطين" لإشارة إلى أن عباس رد على عرض 'المبادلة' 2 ? -- أو أي رقم آخر -- لاولمرت".

"وبينما كان عند الفلسطينيين مذكرات وخرائط تحدد بالتفصيل العرض الإسرائيلي ، الا أنه لم يكن هناك اشارة في وثائق "أوراق فلسطين" حول عرض مقابل."

التنازل الثاني الذي ادعت التقارير أن الفلسطينيين قدموه خلال المحادثات مع اولمرت كان حول مصير جبل الهيكل و الحوض المقدس
ذكرت التقارير "إن [السلطة الفلسطينية] اقترحت رقابة دولية على الموقع المقدس الرئيسي بالقدس".

ولكن الوثائق التي كشفت عنها منظمة "مسيحيين لاجل شهادة عادلة في الشرق الأوسط" وجدت أن قناة الجزيرة قد زورت في شأن الرقابة الدولية على الحوض المقدس كمقترح للسلطة الفلسطينية. في الوثيقة ، قال عريقات للدبلوماسيين الأمريكيين - وليس لأولمرت - أنه كان يتحدث بصفته الشخصية " أن هذا لم يكن عرضا ، بل كان مجرد كلام" ، قالت المنظمة.

وأخيرا ، حول قضية اللاجئين ، ذكرت قناة الجزيرة ان الفلسطينيين وافقوا ان تُدخل اسرائيل 10000 لاجئ في السنة لمدة 10 سنوات أي ما مجموعه 100000 ، وتتخلي عن المطلبة بعودة جميع اللاجئين منذ عام 1948 وذريتهم – الذين يبلغ عددهم عدة ملايين شخص.

لكن الوثائق التي أبرزها تقرير منظمة "مسيحيين لاجل شهادة عادلة في الشرق الأوسط" حول محادثة بين عباس واولمرت ان عباس قال : "هل تمزح؟" في تعليقه على رقم 10000 على مدى 10 سنوات الذي طرحه اولمرت. في مذكرة 22 سبتمبر 2008 ، تقول مذكرة داخلية ردا على عرض أولمرت "في حين نوافق على التفاوض بشأن عدد العائدين آخذين بعين الاعتبار قدرة إسرائيل على الاستيعاب ،فإنه من غير الممكن أن يؤخذ هذا العرض على محمل الجد."

يقدر الفلسطينيون قدرة إسرائيل على الاستيعاب على أنها أكثر قليلا من مليون شخص على مدى 10 عاما. هذا هو التنازل الوحيد الذي كان الفلسطينيون مستعدون لتقديمة بشأن هذه المسألة. وحتى ذلك يمكن أن يكون مؤقتا فقط.

لقد توقعوا عودة إضافية في وقت لاحق.

"وفي حين كانت هناك ادعاءات في وسائل الاعلام ان السلطة الفلسطينية مستعدة لتقديم تنازلات كبيرة بشأن اللاجئين ، "اوراق فلسطين" تكشف عن أن هذا لم يكن صحيحا" ، وكتبت المنظمة. "على الرغم من أن المفاوضين الفلسطينيين تحدثوا علنا عن حل وسط بشأن اللاجئين ، الا أنهم في اللقاءات الخاصة تحدثوا عن ' حق العودة 'على انه خيار فردي لأكثر من سبعة ملايين' لاجئ '. تكهنوا عودة الملايين من الفلسطينيين إلى دولة إسرائيل ، مع الإبقاء على حقهم في محاولة التفاوض على عودة اضافية لغير الاعداد المتفق عليها اساساً في معاهدة السلام ".

وأعربت المنظمة عن أملها في أن يكون مفهوما أن الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات رفض عرضا إسرائيليا سخيا في كامب ديفيد حسّن صورة إسرائيل دوليا في عام 2000 ، الشيء نفسه يمكن أن يحدث لو أن العالم أدرك أن عباس كرر خطأ عرفات في سبتمبر 2008.وقالت المنظمة انها تصلي أن يساعد هذا التقرير اسرائيل في تجنب أزمة كبرى في أيلول / سبتمبر المقبل.