الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
إيران تقصف إسرائيل
4 قتلى وعدد كبير من الجرحى بعملية إطلاق النار في "تل أبيب

عمال غزة: البطالة أذهبت الفرق بين ليلنا ونهارنا

نشر بتاريخ: 02/05/2011 ( آخر تحديث: 02/05/2011 الساعة: 13:08 )
غزة- معا- ميس الناظر- "ليلي نهار ونهاري ليل اقضي جل وقتي بالنوم ليذهب يومي الطويل ولكن يشق ضوء نهار جديد لا يختلف عن اليوم الذي قبله".

ترمقه ابنته الجامعية بعين الحسرة تريد شيكلا واحد فقط لتذهب به الى الجامعة، ولكن ماذا يفعل الوالد العاطل عن العمل فنظرات ابنته تثير الشفقة في قلبه، يقول:" أريد إن اقتل اولادي حتى ارتاح من نظراتهم ويرتاحوا من الفقر!"، بهذه العبارة صرخ ماهر ارقيق والدموع تذرف من عينيه يريد مصدر رزق يريد حتى القليل من المال ليسد رمق أولاده الثمانية.

ويضيف ماهر ارقيق البالغ من العمر( 45 عاما) انه كان عاملاً في إسرائيل وكان أجره في اليوم الواحد ( 200 ) شيكل ولكن الحصار الاسرائيلي الذي وصفه بالخانق شل حياته فهو عاطل عن العمل ما يزيد عن 5 سنوات وحاول توفير المستلزمات الأساسية لأهل بيته ولكن كل ما يحاول يتعثر ويقف حجر كبير في منتصف طريقه، فحاول بعد الحصار الاسرائيلي أن يعمل بائع على بسطة صغيرة في الشيخ رضوان ولكن شرطة المقالة قررت منع هذا البسطات الصغيرة في منتصف الأسواق ليتحول من بائع الى عامل في الأنفاق يعمل يوما واحدا فقط في الأسبوع وبعد عناء يوم شديد طويل وتعب ليستلم أجره الذي يصل الى( 100) شيكل فقط.

وقال ارقيق انه جاء سيرا على أقدامه ليس بجعبته شيكلا واحدا من منطقة الكرامة ليحتفل بيوم العمال العالمي الذي ترعاه وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، لعل وعسى أن يصل صوته ومعاناته إلى إحد المسؤولين أو ليقبض مبلغا من الحكومة لتسير بعض أمور حياته.

هذا حال الآلاف من العمال العاطلين عن العمل بسبب الحصار الذي طال جميع مناحي الحياة ليشل حركتها والذين تجمهروا صباح امس الأحد في مركز رشاد الشوا بغزة للاحتفال بيوم العمال أيار- مايو برعاية وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في الحكومة المقالة.

من جانبه دعا د. احمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الجامعة العربية لفك الحصار عن قطاع غزة، مطالبا الأمة العربية والاسلامية بدعم المصالحة الفلسطينية للوقوف في وجه الاحتلال الاسرائيلي وكسر الحصار.

كما أكد بحر أن المجلس التشريعي يواصل جهوده للوقوف بجانب العمال ومساندتهم لأنهم يمثلون الشريحة الأكبر في المجتمع الفلسطيني ودفعوا ضربية الحصار من دمائهم وأعمارهم.

وقال احمد الكرد وزير العمل والشؤون الاجتماعية في الحكومة المقالة خلال كلمة ألقاها نيابة عن رئيس الوزراء بالحكومة المقالة اسماعيل هنية إن قضية العمل على سلم أولويات حكومته ولن تدخر جهدا في مساعدتهم.

وأشار الكرد الى إن العمال هم الطبقة الكادحة التي تشيد المجتمع وتعمره وإنهم اعز ما يملك الشعب الفلسطيني لأنهم قدموا حياتهم وأرواحهم شهداء للوطن فمنهم من مات تحت الأنفاق لجلب المواد الأساسية أو حتى حفرها، مضيفا أن قرابة 300 عامل استشهدوا تحت الأنفاق, أما الصيادين فلم يسلموا أيضا من الاحتلال اثر استشهادهم بإطلاق النار عليهم من قبل الزوارق البحرية المحاصرة لبحر غزة.

من جهته دعا سامي العمصي رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين الأمم المتحدة الوقوف وقفة جادة إمام مسؤوليتها ورفع الحصار عن قطاع غزة لتفرج أزمة 114000 عاطل عن العمل.

كما ناشد العمصي منظمة العمل العربي وكافة المنظمات الإسلامية والدولية لتوفير الحد الأدنى من الحياة الكريمة لجميع العاملين (العمال, المزارعين, الصيادين) مضيفا انه على الحكومة المقالة زيادة الاهتمام بالطبقة الكادحة وزيادة حجم المساعدات بشكل دوري وتكون في صدارة الأولوية.