الأربعاء: 25/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

خبراء يدعو لضرورة مواكبة التطور التكنولوجي في أنظمة الإنشاءات الحديثة

نشر بتاريخ: 03/05/2011 ( آخر تحديث: 03/05/2011 الساعة: 13:48 )
غزة- معا- نظم قسم المهن الهندسية في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية يوماً دراسياً بعنوان تصميم المباني والتكنولوجيا المعاصرة وذلك بحضور كل من الدكتور يحيى السراج عميد الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، المهندس عماد حرزالله رئيس قسم المهن الهندسية، المهندس محمد مطر نائب رئيس القسم ورئيس اللجنة التحضيرية لليوم الدراسي، بالإضافة إلى عدد من مدرسي القسم والعشرات من طلبته.

بدوره افتتح الدكتور يحيى السراج اللقاء مرحباً بالحضور، مبدياً سعادته بالمشاركة في هذا اللقاء العلمي المهم الذي يأتي ضمن سلسلة من الأنشطة المنهجية اللاصفية التي تسعى الكلية إلى تنظيمها على مدار الفصول الدراسية بهدف تطوير قدرات الطلبة وإثراء معارفهم بالخبرات الجديدة في إطار الاختصاص، إضافة إلى أهميتها في ترسيخ الفهم والوعي وتوسيع مدارك الطلبة وإطلاعهم على المستجدات المختلفة، معتبراً هذه اللقاءات بمثابة فرصة لمناقشة الأفكار البناءة والمتخصصة بين مختلف المختصين.

من ناحيته أوضح المهندس عماد حرز الله أن القسم أراد من خلال هذا اليوم الدراسي تشجيع المهندسين والباحثين على كشف النقاب عن آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة في مجال التصميم الهندسي سواء الإنشائي أو المعماري بشقيه الداخلي والخارجي مما ينعكس بالفائدة العلمية الكبيرة على المجتمع الفلسطيني وعلى طلبة الاختصاص وينمي حس التفكير الإبداعي لديهم من خلال الاطلاع على كل ما هو جديد في عالم البناء والهندسة، معرباً عن أمله بالخروج بمجموعة من التوصيات المهمة التي تسهم في رفع مستوى العمل الهندسي في القطاع.

من جانبه ذكر المهندس محمد مطر رئيس اللجنة التحضيرية لليوم الدراسي أنه تناغماً مع رؤية الكلية الجامعية وحرصها على التقدم والتطور ومواكبة مستجدات العصر تم اختيار موضوع هذا اللقاء العلمي لتسليط الضوء على آخر المستجدات في مجال تكنولوجيا البناء من أنظمة تشييد وخامات وطرق إنشاء, خاصة وأنه في الآونة الأخيرة شهد المجتمع المحلي اهتماماً بالخامات الحديثة واستخداماتها في التصميم الداخلي للمنشآت، مقدماً شكره لكل من ساهم في إنجاح هذا اليوم الدراسي.

ومع انطلاق وقائع الجلسة الأولى لليوم الدراسي، ذكرت المهندسات أسماء الكرد وإيمان الشيخ خليل وشيماء أبوراس في ورقتهن التي جاءت تحت عنوان "التكامل في العلاقات الفنية والتقنية بين الهياكل الإنشائية الحديثة وبين الفكر المعماري المعاصر" أن التطور الهائل والسريع لتكنولوجيا البناء والتشييد، واتساع الإطار العملي لاستخدام الهياكل الإنشائية الحديثة المعقدة، فرض على المعماريين ضرورة امتلاك الإمكانية لدراسة الهياكل الإنشائية وقراءتها من الناحية المعمارية بشكل صحيح، وذلك بهدف إدراك الإمكانيات التي يمكن أن تقدمها للمنتج المعماري من حيث الشكل والمضمون، حتى يتم تطويعها واستخدامها بما يخدم الفكرة والهدف.

"وحول أثر التكنولوجيا في مقاومة المباني العالية لقوة الرياح"، أشار الباحثان أحمد المغاري ومحمد الفرا إلى تنوع الأحمال المؤثرة على المباني خاصة المرتفعة منها أو ما تسمى بالأبنية العالية، حيث تؤثر هذه الأحمال من خلال القوى الأفقية الناتجة عن حدوثها، ومن هذه الأحمال الزلازل والرياح وضغط الماء وغيرها، وتعتبر قوة وأحمال الرياح من أهم الأحمال المؤثرة على المباني العالية، وأضافا أنه يجب أثناء التصميم مراعاة مجموعة من الأنظمة لمقاومة قوة الرياح من ضمنها النظم الإطارية وحوائط القص والنظم المشتركة.

وفي سياق آخر ذكرت المهندستان إحسان الظاظا وهلا سكيك في ورقتهم "أثر التطور التكنولوجي لأنظمة الحركة الرأسية ( المصاعد) على المباني العالية" أن المصاعد لعبت دوراً كبيراً في تطور ناطحات السحاب وذلك من خلال إعطاءها القدرة على تفعيل الحركة الرأسية فيها، والتنقل بين جميع الأدوار بسهولة، مع توفير جميع عوامل الأمن والسلامة والظروف التشغيلية المناسبة لناطحات السحاب والتي باتت جزءاً أساسياً في تخطيط المدن.

وعن "أنظمة الإنشاء الحديثة وأثرها على التصميم المعماري للمباني العالية"، أوضحت الباحثتان صفاء حبيب وابتسام الشواف أن لتكنولوجيا البناء أثر كبير على التصميم الداخلي لكافة المشاريع الهندسية وكذلك على طرق الإنشاء للعديد من المباني حيث تهتم تكنولوجيا المباني بالهيكل الإنشائي والتصميم الداخلي للمبنى بالإضافة إلى العناصر الموجودة داخل الفراغ مثل الحوائط والأرضيات والأسقف والشبابيك والأبواب والأثاث، فضلاً عن الإضاءة والأسقف المعلقة والأثاث الحديث المناسب للفراغ.

من جانب آخر أفادت المهندسة هبة مرتجى في ورقتها "العمارة الذكية ومدى تأثيرها على الجانب الاجتماعي والإنساني" أن رواد العمارة الذكية اعتبروا أن المبنى الذي يحتوي على نظام محوسب كامل هو مبنى ذكي، مضيفة أن هذا النظام المحوسب هو الذي يقوم بجميع العمليات اللازمة لتشغيل المبنى ذاتياً إلى جانب التحكم بالبيئة الداخلية له تبعا للتغير في البيئة الخارجية، كما يشمل نظام الأمان والحماية والتحكم عن بعد.

وبخصوص "أنظمة الخلايا الشمسية المتكاملة مع المبنى وتأثيرها على التصميم المعماري"، فقد ذكرت الباحثتان م. هدى عابد و م. شيماء الهسي أن التكنولوجيا أفرزت العديد من من الأنظمة الشمسية التي تعتمد على الاستفادة من الطاقة الشمسية والتي تعد المصدر الرئيسي للطاقة على وجه الأرض, موضحتين أن نظام الخلايا الشمسية يعد أحد أهم هذه الأنظمة كونه لا يساعد فقط على توفير الكهرباء بل إنه من الممكن أن يجعل من المبنى منتجاً للطاقة الكهربائية.

وفي سياق أخر تقدم الباحثان م. محمد المغير, و م. يوسف القرا بورقة علمية حول " أثر التكنولوجيا على أعمال التشطيب الداخلية في قطاع غزة", حيث يهدف الباحثان إلى تقديم دراسة نظرية وتحليلية للمواد المستخدمة في عمليات الإنشاء والتشطيب الداخلي وخاصة بعد التطور التكنولوجي والانفتاح العالمي. ويستعرض الباحثان في هذه الورقة طرق تحليل التشطيبات والقواطع الداخلية في المبنى وأثرها على التكوين العام له وكيفية تطويع التكنولوجيا في الإنشاءات والبناء, وآليات إعادة استخدام وتدوير هذه المواد مرة أخرى وسهولة صيانتها.

وحول "مدى تطبيق قوانين ووسائل الأمن والسلامة في المباني السكنية العالية"، فقد ذكر الباحثان أمجد سكيك وحسن حمودة أن غالبية مدن العالم تشهد تطوراً كبيراً في مجال التوسع العمراني والنمو السكاني مما أوجد المباني العالية ومتطلباتها المختلفة التي من أهمها إجراءات الأمن والسلامة، ونوه الباحثان إلى أن العديد من الأبراج السكنية في قطاع غزة تفتقر إلى العديد من متطلبات الأمن والسلامة الضرورية لتوفير الأمن لحياة السكان أوقات الأزمات والطوارئ.

وفي ورقة أخرى جاءت تحت عنوان "صياغة مبادئ عمارة إسلامية تواكب التطور التكنولوجي الهائل في مجال البناء"، أوضحت الباحثتان م. مي علي و م. إيمان أبو سعيد أن التكنولوجيا الحديثة اقتحمت جميع مناحي الحياة المعاصرة، حتى أصبحت مُعيناً ومتطلباً أساسياً في كل منحى، ويعتبر التوفيق بين وسائل التكنولوجيا الحديثة والعمارة الإسلامية معضلة تضع المهندس المعماري المسلم في مفترق طرق محير، خاصة مع غياب أو ندرة الرؤى العصرية الواقعية التي تناقش العمارة الإسلامية كعمارة معاصرة تواكب التطور التكنولوجي المتسارع.

وخرج الباحثون بمجموعة من التوصيات في مقدمتها ضرورة مواكبة التطور التكنولوجي في أنظمة الإنشاءات الحديثة ودراسة الأنظمة العالمية واستخدام النظام المناسب للمباني العالية، وتوجيه الجهود العالمية في استخدام المصاعد الفراغية لما لها من اعتبارات بيئية، إضافة إلى عمل دراسات حول كيفية تطوير المصاعد في المباني العالية مع الحفاظ على البيئة.

ودعا الباحثون إلى ضرورة دراسة الفراغ المعماري واختيار الحل الأمثل للحركة الرأسية للمباني العالية، والسعي إلى تحقيق الاندماج الفكري بين التصميم المعماري والإنشائي في ظل الانفصال المهني الحالي، وذلك للوصول إلى الجودة المطلوبة في المنتجات المعمارية، بالإضافة إلى التعرف على أنواع التكسيات المختلفة للواجهات الخارجية والداخلية للمباني الإنشائية.

وأوصى المشاركون بضرورة توظيف الخلايا الشمسية في المرحلة الأولى للعملية التصحيحية بما يدمج بين مراعاة النواحي الجمالية وتوفير الطاقة، والأخذ بعين الاعتبار المعايير التصحيحية والإنشائية لوسائل الأمن والسلامة في المباني السكنية العالية وتفعيل دور اللجان المختصة في السلامة في المباني العالية.

ومع اختتام وقائع اليوم الدراسي، تم تكريم المشارك والباحثون وتوزيع شهادات الشكر والتقدير عليهم، إضافة إلى تكريم أعضاء اللجنة التحضيرية لليوم العلمي والتقاط الصور التذكارية لهم.