الجمعة: 27/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

كتب المحرر السياسي/حكومة الوحدة... قصف مدارج الاقلاع ؟!!

نشر بتاريخ: 17/09/2006 ( آخر تحديث: 17/09/2006 الساعة: 18:09 )
بيت لحم- معا- كتب المحرر السياسي- في ربع الساعة الاخير من موعد اقلاع حكومة الوحدة الوطنية, بعد تشغيل المحركات، وربط احزمة الحقائب والركاب, وما اشاعه النبأ من حبور في قلوب الحريصين على الخروج من النفق المظلم... تعثرت عملية الاقلاع وارجئت حتى اشعار آخر, جراء تعرض مدارج الاقلاع لقصف عشوائي، عبر تصريحات شكلت سحابة كثيفة من الدخان، قلصت مدى الرؤية الافقية وعكرت الاجواء وحالت دون اتمام العملية بنجاح .

وفيما بدأت نذر التعثر تلوح في الافق عقب التصريحات، والتصريحات المتبادلة من طرفي السجال الدائر ازاء الغموض الذي يكتنف برنامج تلك الحكومة ،وتوقيت اعلانها، واسماء وزرائها، وعدد حقائبها ،ونصيب الفصائل منها ،وزناً ،وعدداً ،فأن صدور تصريحات عبر مستشاري الرئيس حول تجميد عملية التشكيل الى ما بعد عودته من زيارته للولايات المتحدة, من شأنها ان تقلص من فرص نجاح تلك الحكومة, سيما وان الولايات المتحدة بادرت الى الاعلان عن رفضها للتشكيلة الجديدة قبل الاعلان عن برنامجها مفضلة بدلا منها حكومة طواريء وهو ما من شأنه ان يعيد الامور الى المربع الاول وما سيترتب على هذه العودة من تداعيات سلبية على مجمل العمل الوطني.

وبدون ادنى شك فان انتكاسة التشكيل الجديد الذي كان محط امل جميع المتطلعين لتجاوز المحنة والخروج من عنق الزجاجة ،بعد سبعة اشهر من الانحباس السياسي والمالي ، وما عكسه ذلك الانحباس من اثار سلبية وسياسية ،واقتصادية واجتماعية، تلك الانتكاسة من شأنها ان تعمق الاحساس بالعجز لدى مؤسستي الحكومة والرئاسة في رسم طريق الخلاص سيما وان الاعلان عن الاتفاق بينهما جاء مفاجئاً سبقته اتصالات ومفاوضات قدمت فيها تنازلات ،ومقاربات من الطرفين ، ورسمت فيها محددات واسس جديدة اعتقد الجانبان رئاسة وحكومة انها كافية وملبية للاشتراطات الدولية برفع الحصار المالي واعادة الحياة الى الشرايين المتصلبة للعملية السياسية .

وحتى عودة الرئيس من جولته، فان الامل يبقى معلقا على حكمته ، وحنكته ،في تذويب الجليد الذي اصاب جهود التشكيل وازالة شظايا التصريحات الضارة التي عكرت الاجواء وعطلت عملية الاقلاع وغذ الخطى من ثم نحو انجاز تشكيل الحكومة التي باتت خشبة الخلاص للجميع للخروج من "البحر اللجي الذي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب " الى شاطيء الامان يجري فيه الجميع مراجعات للتجربة ويقدمون مقاربات توحد لا تفرق ، تسهل لا تصعب، وتبني جسوراً للحوار الجدي المسؤول المفضي الى احترام الاتفاقات والالتزامات الدولية في عالم باتت فيه السباحة ضد تلك الالتزامات مجازفة غير محسوبة العواقب.

ونحسب انه من الان وحتى عودة الرئيس من جولته، فانه من المفيد والضروري ان يلوذ الجميع بالصمت ازاء الحكومة المرتقبة ،وان يكفوا عن اطلاق التصريحات التي تعكر الاجواء ،وتوغر الصدور طالما ان الجميع متفق على ما خطته سطور الاتفاق على وثيقة الوفاق .