ارتفاع ايقاع السجال بين فتح وحماس يهدد بفشل حكومة الوحدة ومحللون لا يستبعدون اقدام الرئيس على تشكيل حكومة طواريء
نشر بتاريخ: 17/09/2006 ( آخر تحديث: 17/09/2006 الساعة: 20:11 )
بيت لحم- معا- ارتفع ايقاع السجال الدائر بين حركتي حماس وفتح حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية المرتقبة والتي تم الاتفاق على ملامحها النهائية بين الرئيس عباس واسماعيل هنية الاسبوع الماضي، على نحو بات يهدد بفشل الجهود المبذولة لتشكيلها .
ففي حين يرى مستشارو الرئاسة ان تصريحات بعض قادة حماس حول الحكومة المرتقبة الحقت ضررا كبيرا بالمحاولة واحرجت الرئيس محمود عباس في جولته الدولية والعربية بسبب ما وصفوه بتراجعات عن مواقف اعلنت واتفاقيات ابرمت مع الرئيس يرى عدد من قادة حماس ان هذه التصريحات انما ترمي الى افشال التجرية عبر تحميل الحركة المسؤولية.
ووسط هذا السجال رجح محللون سياسيون امكانية ان يلجا الرئيس محمود عباس عقب عودته من زيارته الى الولايات المتحدة الى اقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة طواريء رغم ما تنطوي عليه تلك الخطوة من محاذير.
فقد اتهم الناطق الرسمي باسم حركة فتح احمد عبد الرحمن حركة حماس بمحاولة التنصل مما تم الاتفاق عليه حول حكومة الوحدة الوطنية .
واضاف عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة معا" ان جملة مواقف وتصريحات صدرت من قبل قادة حماس تصل الى حد التنصل من الاتفاق الذي وقعوا عليه حيث طلبوا رسميا من الرئيس اعادة النظر في النص حول اتفاقيات السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية, في الوقت الذي كان فيه الرئيس يجري استعداداته لاقالة الحكومة الحالية وتكليف هنية بتشكيل حكومة الوحدة خلال ثلاثة اسابيع على اساس الورقة التي تم الاتفاق عليها بيد ان تصريحات قادة حماس وفي مقدمتهم رئيس الوزراء اثبتت عكس ما وقعوا عليه".
واوضح عبد الرحمن ان تلك التصريحات اغضبت الرئيس عباس ووضعته في موقف حرج امام الاطراف الدولية بعد ان اكد لها توصله الى اتفاقات نهائية مع حركة حماس .
واعرب عبد الرحمن عن اعتقاده بوجود خلافات داخلية داخل حركة حماس تسببت في هذا التضارب في التصريحات حول الاتفاق والذي ادى الى تراجع في الموقف الاوروبي حول امكانية رفع الحصار".
واضاف " نحن نقول كذا وتخرج حماس من جيبها تصريحات مناقضة وعندما سيعود الرئيس ستستأنف اللقاءات من جديد للاتفاق على كل صغيرة وكبيرة لانه ليس هناك بديل عن ذلك للخروج من الازمة".
وفي مؤتمر صحفي عقده في رام الله قال نبيل عمرو، مستشار الرئيس للشؤون الاعلامية ان الرئيس محمود عباس قرر تجميد خطوات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية لسببين أولهما بعد شعوره بالاحباط جراء التصريحات المتناقضة التي كانت تطلق عبر وسائل الاعلام المختلفة، والثاني لأنه سيتوجه الى واشنطن لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأضاف عمرو "ان الرئيس مصمم على المضي قدما في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، التي يجب أن تأتي منسجمة مع فكرة فك الحصار عن الشعب الفلسطيني بالاضافة الى ضرورة الانسجام بين برنامج الحكومة وبرنامج الرئيس عباس وبرنامج منظمة التحرير الفلسطينية والتزاماتها".
وتابع عمرو قائلاً:" ان الرئيس عباس لديه خيارات وبدائل دستورية وهو جاهز لاستعمالها في الوقت المناسب اذا اضطر لذلك ".
من جهته أكد سامي ابو زهري الناطق باسم حركة حماس عدم صحة التصريحات المنسوبة للرئيس محمود عباس حول تجميد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.
واضاف ابوزهري خلال مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم في مدينة غزة" ان ما نسب الى الرئيس عباس مناف للحقيقة ومخالف للاتفاق مع حركة حماس ورئيس الحكومة بان تستكمل المشاورات بعد عودته من الخارج".
ووصف ابوزهري ما يطلق من تصريحات عبر بعض الشخصيات بمثابة حملة ترمي الى عرقلة التوصل الى اتفاق و طني.
وشن ابو زهري هجوما عنيفا على عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة ياسر عبد ربه عندما وصفه بانه "بوق امريكي" متهما اياه بتعكير الاجواء الداخلية وترديد الاسطوانة الامريكية واضاف" اليوم خرج علينا ياسر عبدربه الذي يمثل بوقا اميريكيا ليقول ان حكومة الوحدة قد فشلت فهو يريد تعكير الاجواء الفلسطينية و يتساوق بتصريحاته مع نفس الاسطوانه الاميريكية."
واعتبر أبوزهري اطلاق تلك التصريحات التي وصفها "بالتوتيرية وغير الصحيحة "في هذه الظروف انما ترمي الى عرقلة الجهود للتوصل الى حكومة الوحدة الوطنية خاصة و انها تصدر عن شخصيات عبرت كثيرا عبر وسائل الاعلام عن عدم رغبتها في تشكيل حكومة الوحدة بدعوى انها خطوة غير عملية و غير كافية.
وطمأن ابوزهري جماهير الشعب الفلسطيني بمضي حركة حماس قدما في طريقها لتشكيل حكومة الوحدة التي أصبحت امرا واقعا و ان الحركة لن تلتفت لمثل" تلك التصريحات التوتيريه".
ورأي ابوزهري ان محاولة البعض اعطاء انطباع بفشل المشاورات الخاصة بتشكيل الحكومة ثم تحميل الحركة المسؤوليه انما يأتي في سياق المحاولات المستميتة للاساءة الى حماس.
واضاف "من البديهي أن تؤكد حماس على مواقفها السياسية و التي انتخبت من اجلها وانها ملتزمة بميثاقها وبرنامجها و لاتعديل على ذلك وأن الاتفاق بشان البرنامج السياسي للحكومة يستند الى وثيقة الوفاق الوطني التي لاتتضمن اعترافا بالاحتلال او مسا بالثوابت".
من جهته شكك المحلل السياسي اشرف العجرمي في حديث لوكالة معا في مدى صدق نوايا حماس وجديتها في امكانية التوصل لاتفاق حول الحكومة المرتقبة وذلك بفعل التصريحات التي صدرت عن بعض قادتها والتي تقول " بان الموضوع ليس كما تم الاتفاق عليه مع الرئيس عباس .
وارجع العجرمي سبب ذلك الى وجود خلافات داخل حركة حماس في الداخل والخارج ترى في الاتفاق تراجعا عن مواقفها ومسا ببرنامجها السياسي .
ورجح العجرمي امكانية قيام الرئيس عباس باستبدال حكومة الوحدة بحكومة طواريء وذلك للخروج من المازق الحالي مستبعدا في الوقت نفسه قبول حماس لمثل هذه الافكار .
وحذر العجرمي من امكانية فشل تشكيل حكومة الوحدة وتداعيات ذلك الفشل على الساحة الفلسطينية , قائلا " اذا تم تشكيل الحكومة على ارضية برنامج واضح ومقبول دوليا سيتم الخروج من مآزق كثيرة على الصعيد الداخلي والمتمثل بالفتان الامني والفوضى وايضا على الصعيد الخارجي والمتمثل في فك الحصار ووضع القضية الفلسطينية على الاجندة الدولية خاصة في ظل اصوات تنادي بضرورة حل القضية الفلسطينية باعتبارها جوهر الصراع في منطقة الشرق الاوسط.