الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

يؤيدون المصالحة لكن-اهل الضفة يريدون الراتب واهل غزة يريدون ممرا للضفة

نشر بتاريخ: 04/05/2011 ( آخر تحديث: 04/05/2011 الساعة: 13:34 )
بيت لحم- القاهرة- رام الله - غزة - تقرير "معا" - تبدّدت شكوك المواطن الفلسطيني حول جدّية المصالحة، ورويدا رويدا بدأ الفلسطينيون يصدّقون صلح حماس وفتح وان الامر يخلو من التكتيك والخداع، ورغم اعتقاد فئة من الناس ان هناك جماعة في كل فصيل ستتصيد للفصيل الاخر وتحاول اظهاره بصورة اخرى، الا ان الغالبية في الشارع الفلسطيني تصدّق ان التغييرات العربية لا سيّما في مصر ادّت الى انجاز مصالحة حقيقية هذه المرة.

وللاستفادة من تجارب سابقة، وسعيا الى نقل صورة حقيقية للقيادة بعيدا عن التنميق والزخرفة، حاولت وكالة "معا" ان تستشف رأي الجمهور بواسطة اذاعاتها وكاميراتها وميكروفوناتها في مناطق مختلفة من الوطن، ووجدت ان هناك قلق حقيقي في الضفة الغربية من انقطاع الراتب جراء مواقف متشددة قد تتبناها الحكومة الجديدة بشكل استعراضي يجعل اسرائيل وامريكا تأخذان الامر كذريعة لقطع الراتب. فيما هناك قلق وسط سكان غزة ان لا يؤدي هذا الصلح الى فتح ممر بيت حانون - ترقوميا وان تبقى الامور حبرا على ورق وان اسرائيل تواصل حصار قطاع غزة المغلق منذ العام 2003.

ولا يبدو الامر معقدا، الا انه حساس بشكل كبير، فأهل الضفة الذين يعانون الأمرين من ارتفاع الاسعار، وغرقوا في ديون كبيرة للبنوك في السنوات الاربع الاخيرة، لا يحتملون بعد انقطاع رواتبهم مرة اخرى، فهم غارقون في قروض تنهب رواتبهم ولا يتبقى لهم سوى النزر اليسير الذي يقتاتون منه في حين تشهد الاسواق ارتفاعا غير مسبوق في الاسعار التي تضاهي اسعار السوق الاسرائيلي اذا لا تتطابق معها.

اما سكان غزة وبعيدا عن كل الشعارات الكبيرة التي ترفعها القيادات، فهم يريدون ان يلمسوا هذه الوحدة من خلال التواصل الجغرافي ورتق التفتت الذي اصاب النسيج الاجتماعي، والحديث يدور عن جيل كامل من الشبان لم يزر الضفة من قبل ولم يسجل ولا زيارة واحدة للقدس المحتلة.

ومن الناحية الاخلاقية والقانونية لا يجوز مقايضة المواطن بحليب اطفاله او لقمة عيشه، ورغم الانتقادات التي شهدتها منديات شبابية لشكاوى اهالي الضفة وتخوّفاتهم من انقطاع الراتب الا ان المخاوف حقيقية ويجب ان تؤخذ بعين الاعتبار، فمن حق ارباب الاسر ان يخشوا على حياة اطفالهم، اما في قطاع غزة، فمن حق الجيل الجديد ان يشعر بأن رام الله وطنه مثلما غزة وطنه وان اية محاولات من جانب القيادات المختلفة لتبرير الامر ستكون دون جدوى، فالدلالة الموضوعية الوحيدة على وجود وحدة وطنية هي ان نعيش بمساواة وفي ظروف واحدة ووطن واحد.

-مقارنة عاجلة في الاسعار:
سعر لتر البنزين في رام الله = 7:10 شيكل وفي غزة 2:4 شيكل
كيلو اللحم الخاروف في رام الله 75 شيكل = وفي غزة 60 شيكل - اسعار اللحوم في غزة مرتفعة لصعوبة تهريبها من الانفاق.
علبة سجاير مارلبورو في رام الله 20 شيكل وفي غزة 10 شيكل