السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ماذا يقول الأسرى عن المصالحة؟ "كتمنا أنفاسنا وتوقف كل شيء"

نشر بتاريخ: 04/05/2011 ( آخر تحديث: 04/05/2011 الساعة: 13:13 )
غزة- معا- بعث أسرى من حركة حماس برسالة إلى قادة فتح وحماس بمناسبة التوقيع على المصالحة.

وقال الأسير حسن سلامة في رسالته: "لحظة سماع البشرى وإنهاء الانقسام لحظات توقف فيها كل شيء، كتمنا فيها أنفاسنا، نسينا حتى همومنا وعذاباتنا بل حتى نسينا السجن بجدرانه وأسلاكه والعزل بوحدته ووحشيته".

وهذا نص الرسالة:

لحظة سماع البشرى وإنهاء الانقسام لحظات توقف فيها كل شيء، كتمنا فيها أنفاسنا، نسينا حتى همومنا وعذاباتنا بل حتى نسينا السجن بجدرانه وأسلاكه والعزل بوحدته ووحشيته..

تصوروا سالت دموع الرجال الأبطال المجاهدين الثوار وكان عهدنا بهم ان أرواحهم قد تسيل ولا تسيل دموعهم لكنها سالت لكم رخيصة وذرفت بها عيونهم وهي ترقبكم وتنظر إليكم وانتم تعيدون البسمة لهم من جديد وتجددون الأمل في حياتهم وحياة هذا الشعب العظيم الذي استنزفه هذا الانقسام البغيض واظلم حياتهم وزاد من معاناتهم وأوجاعهم بل خنقه خنقا وكاد يقضي عليه وعلى آلامه وأحلامه في التحرير و الانعتاق من الاحتلال وإقامة الدولة ....

كنا نتابع أخباركم وكانت أرواحنا عندكم تشارككم وتحيطكم ترفرف حولكم وفوقكم ، لحظات كنا فيها أحرار ونحن كذلك وان كنا مسجونين والله ما السجن ولا القهر ولا حتى العزل نال منا وما كنا نسمح لأنفسنا بذلك لأنه طريق سرنا به بطهارة قضيتنا وقوة حقنا وثقتنا بالله أولا وثقتنا بكم تسبقنا دائما أرواحنا التي دفعناها رخيصة من اجل فلسطين التي كنا نراها دائما أمامنا كما هي الشمس واضحة لولا هذا الغبش " الانقسام" الذي نال منا وآذى أرواحنا بقدر ما نال من قضيتنا وشعبنا...

بكلماتي هذه التي كتبتها بدمائي ودموعي ووجع قلبي وسنواتي الطويلة في السجن معزول في زنزانتي المظلمة الموحشة ...
خمسة عشر عاما ما زال دمي ينزف على جدران الزنازين..
خمسة عشر عاما وما زال القيد يحكم بقبضته على روحي ...
ولكنها أيضا خمسة عشر عاما انرتها بصمودي وثباتي كما وعدتكم دائما...
خمسة عشر عاما مضت وما زال حلم التحرير يراودني وحلم العودة وحلم فلسطين ماثل أمامي ..

أسألكم باسمي واسم كل الأسرى والأسيرات هل ان لنا ان نفرح؟؟
هل ان لنا أن نحلم؟؟
هل سنعود لنرى فلسطين التي ضحينا من اجلها ونحن مقصرون، من اجلها سقط الشهداء والجرحى ، واضحة كما هي الشمس بلا غبش من جديد؟؟
أم هي تمنيات اسير حالم نال السجن منه؟؟
واخذ العزل من عقله؟؟
فلبست عليه الأمور أم هو التفاؤل المفرط؟؟
مهما كانت أجوبتكم لن تنتهي لحظاتي ولحظات كل اسير وأسيره، لحظة متابعتكم ومتابعة مؤتمركم الصحفي وانتم تزفون إلينا بشرى الاتفاق على إنهاء الانقسام كانت لحظات الشعور بالحرية نتنفسها وعاد من جديد أملنا بها فاختاروا...فاختاروا...فاختاروا...

انتم بين حريتنا وتكسير قيودنا وان كنا سجناء على أمل في الحرية الكاملة، أو مضاعفة قيودنا وآلامنا ومعاناتنا في سجننا حتى استلامكم رفاتنا بأكياس سوداء.