الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

ورشة حول استراتيجيات النهوض بالتفكير الإبداعي لدى الأطفال

نشر بتاريخ: 05/05/2011 ( آخر تحديث: 05/05/2011 الساعة: 13:50 )
غزة - معا- قال مختصون وأكاديميون أن النكتة والفزورة لهما دور أساسي في توسيع خيالات الأطفال وتصوراتهم وتنمية قدراتهم على التعبير الشفهي والإبداع والطلاقة وأن طريقة الإلقاء واللهجة والتمثيل للفزورة أو الأحجية أو النكتة تعد من الوسائل والمثيرات التى تساعد في تنمية قدرته على توليد أفكار وابتكارها والربط بين الأحداث.

واشار الخبراء خلال ورشة العمل التي نظمها نادي الشروق والأمل احد مراكز جمعية الثقافة والفكر الحر بعنوان "استراتيجيات النهوض بالتفكير الإبداعي لدى الأطفال"، بمشاركة اكاديمين ومختصين وأكثر من 35 مدرسا من مدارس الوكالة والحكومة بالمحافظة الى ان الفزورة تستثير ذهن الطفل وتحوز على اهتمامه وتعمل على تشغيل ملكاته الفكرية والعصف الذهني وصولا للحل في وجود عاملي التشويق والإثارة.

واوضح الأستاذ خالد اصليح من جامعة الاقصى خلال ورقة العمل الاولى التى اعدها" دور المجتمع فى تنمية التفكير الابداعى لدى الاطفال "، ان الاسرة هي البيئة الطبيعية التى يمارس فيها الفرد حياته لذلك فإن لها دوراً هاماً في اكتشاف الموهوبين من أبنائها والأخذ بيدهم وتقديم وسائل الرعاية اللازمة لتنمية قدراتهم وإمكانياتهم.

وقال مستدركاً " غير أنها تعجز أحيانا كثيرة عن القيام بدورها كاملا وذلك بسبب عوامل نقص الخبرة وقلة التدريب او لتعرض أطفالها لعوامل الحرمان المتنوعة بشكل مباشر وغير مباشر".

وبين اصليح اهمية تدريب وتعريف الأسر على اليات التعامل مع الطفل الموهوب، وكيف يمكن لمساهمة في تخفيض حدة القلق لدى الطفل الموهوب وأسئلته دون التأثير على مستوى إبداعه.

وأوضح أن للأسرة الدور الأكبر بتنمية قدرات أبنائها الى جانب المدرسة والمؤسسات التي تهتم بتنمية الإبداع لدى الأطفال من خلال استخدام الوسائل والمثيرات التي تساعد على تنمية التفكير الابداعى مثل " الصور والرسومات، القصص والحكاوي، جلسات توليد الأفكار، الرسم، إطلاق النكت والأحاجي، الألعاب والتركيبات، العوائق المصطنعة".

من جانبه حدد الأستاذ علي محمد أبو كاشف مدير مدرسة ذكور خان يونس الإعدادية ( أ) للاجئين خلال الورقة التي قدمها والتي جاءت بعنوان "استراتيجيات تنمية المهارات التفكير الابداعى لدى الأطفال" خمس مستويات للتفكير الإبداعي وتتمثل في: مستوى الإبداعية التعبيرية، و تتمثل في الرسوم التلقائية للأطفال وهو أكثر المستويات أساسية ويعد ضروريا لظهور المستويات التالية جميعا ويتمثل في التعبير عن المستقبل دون حاجة إلى المهارة أو الأصالة أو نوعية الإنتاج.

ومستوى الإبداع الإنتاجي، حيث يظهر الميل لتقييد النشاط الحر التلقائي وضبطه وتحسين أسلوب الأداء في ضوء قواعد معينة، بالاضافة الى مستوى الإبداع الاختراعي، وأهم خصائص هذا المستوى الاختراع والاكتشاف اللذان يتضمنان المرونة في إدراك علاقات جديدة وغير عادية، فيما يتعلق المستوي الرابع بالإبداع التجديدي أو الاستحداثي، ويتطلب تعديلا مهما في الأسس أو المبادئ العامة التي تحكم ميدانا كليا في الفن أو العلم أو الأدب.

واشار الكاشف الى ان المستوي الخامس يتمثل في مستوى الإبداعية المنبثقة، وفي هذا المستوى نجد مبدأ أو افتراضا جديدا تماما ينبثق عند المستوى الأكثر أساسية والأكثر تجريدا، حيث يتطلب هذا النوع من مستويات الابداع إلي فكر أصيل وتنوع في الأفكار المطروحة.

وتطرقت نجوا الفرا مدير نادى الشروق والامل فى مداخله لها الى دور المؤسسات التى تعنى بالطفولة فى تنمية الابداع مشبرة الى الدور الذى يوفره نادى الشروق والأمل في استثمار وقت الفراغ لدى الطفال بشكل ينمى قدراتهم الإبداعية بشكل منهجي ومدروس، مؤكدة أن استثمار وقت الفراغ من الأسباب الهامة التي تؤثر على تطورات ونمو الشخصية، مؤكدة أن ووقت الفراغ في المجتمعات المتقدمة لايعتبر فقط وقتاً للترويح والاستجمام واستعادة القوى، ولكنه أيضاً ، بالإضافة الى ذلك يعتبر فترة من الوقت يمكن في غضونها تطوير وتنمية الشخصية بصورة متزنة وشاملة.‏

وأشارت الفرا الى اهمية الألعاب ودورها فى تنمية القدرات الإبداعية للأطفال، وقالت " ان اللعب التخيلي يعتبر من الوسائل المنشطة لذكاء الطفل وتوافقه فالأطفال الذين يعشقون اللعب التخيلي يتمتعون بقدر كبير من التفوق، كما يتمتعون بدرجة عالية من الذكاء والقدرة اللغوية وحسن التوافق الاجتماعي، كما أن لديهم قدرات إبداعية متفوقة، ولهذا يجب تشجيع الطفل على مثل هذا النوع من اللعب كما أن للألعاب الشعبية كذلك أهميتها في تنمية وتنشيط ذكاء الطفل، لما تحدثه من إشباع الرغبات النفسية والاجتماعية لدى الطفل، ولما تعوده على التعاون والعمل الجماعي ولكونها تنشط قدراته العقلية بالاحتراس والتنبيه والتفكير الذي تتطلبه مثل هذه الألعاب . لذا يجب تشجيعه على مثل هذه الألعاب ".

وأوصى المشاركون بعد نقاش جاد بضرورة العمل على تنمية جميع جوانب الشخصية بكل مستوياتها بشكل كلي ومتكامل، دون التركيز على جانب واحد وترك الأخر وذلك من خلال إيجاد آلية لتكامل الأدوار بين المدرسة والبيت والمؤسسات التي تعنى بالطفولة . كما دعوا وزارة التعليم لتقديم مقررات دراسية تنمي الخيال والاكتشاف، من خلال وضع الافتراضات ، وان تكون الكتب الدراسية وسيلة لتنشيط الذهن، وإثارة للبحث والتجريب.