الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

ماذا قال فياض حول الحكومة ورئيس الوزراء المقبل؟

نشر بتاريخ: 05/05/2011 ( آخر تحديث: 05/05/2011 الساعة: 22:48 )
رام الله- معا - "بديش ازعل حدا"، هذه العبارة نطق بها رئيس الوزراء د.سلام فياض، حينما طلبت منه احدى الصحافيات خلال مؤتمر صحفي عقده قبل ايام للتعقيب على تلويح الجانب الاسرائيلي، بتجميد عائدات الضرائب الفلسطينية، السماح لها بطرح اسئلة عليه بعد ان كان عدد من الزملاء استنفذوا بداية المؤتمر بطرح ثلاثة اسئلة متتالية لكل واحد منهم.

تلك الصحافية التي لم يعتد الصحافيون الفلسطينييون على تواجدها في المؤتمرات، باعتبارها قادمة من الخارج، سألت د.فياض مباشرة قائلة " الجميع يقول اين سيكون مستقبل سلام فياض، وانا بدوري أسألك اين انت واين ستكون وهل ستبقى رئيسا للوزراء ام لا، ومن هو رئيس الوزراء المقبل".

ورد فياض على هذا السؤال بهدوء "المسألة والموضوع ليس لا يجب النظر اليها من منظور شخصي، فانا بحكم مسؤوليتي كرئيس وزراء ووزير للمالية في الحكومة القائمة لي مسؤولية في ادارة الازمة والبحث عن حلول لها والوصول الى حلها وهذا ما نقوم به والاستمرار من اجل انجازه وسوف نجد حلا للازمة المالية".

وتابع فياض حديثه قائلا "فيما يتصل بالحكومة فانني ارى ان تشكيلها ضروري لتنفيذ ما اشرت اليه من خلال الشروع الفوري بالتفاهمات ما يتم الاتفاق عليه بكل ما يتصل بالوطن والمواطن والحديث عن من سيكون رئيسا للحكومة او الوزراء المشاركون فيها فهو موضوع توافق فلسطيني فلسطيني وما ينتج عن الاتفاق فانه سيكون اتفاقا، ويجب ان تمكن الحكومة من القيام بدورها ومهامها بالكفاءة المطلوبة مع التأكيد على اهمية الانتقال السلس لمهام الحكم والادارة".

وتابع "يجب ان يسخر الكل الفلسطيني لانجاح مهام الحكومة وهذه المسائل التي يجب التركيز عليها وليس شخص رئيس الوزراء فقط".

وعلق فياض في حديثه على استطلاعات الرأى الاخيرة التي تحدثت عن 58% من المواطنين يدعمون استمرار سلام فياض في مهمة رئيس الحكومة، بالقول "هناك الكثير من الاستطلاعات نحترم الرأى العام بكل تاكيد، ولكن في المحصلة النهائية فان ازمة قائمة يجب ان تدار وهناك احتياجات يجب تلبيتها".

واضاف "من حيث الاولويات اعتقد ان تنفيذ هذا الاتفاق واجب على الكل الفلسطيني من خلال انجاز هذا الاتفاق وترسيم الاتفاق والشروع في تنفيذه هذا هو المهم"، مشيرا الى ان هناك الملايين من ابناء شعبنا في الوطن والشتات ممن التزموا ومازالوا في سبيل القضية وانجاح الوطن، وليس كلهم وزراء او رؤساء وزراء.

وجاءت تصريحات رئيس الوزراء د.سلام فياض حول هذه الاسئلة بعد ان كان يحجم عن الاجابة على اسئلة الصحافيين في مناسبات سابقة بالحديث عن موضوع الحكومة والتشكيلة الوزارية الجديدة، في المقابل فان العديد من القيادات والمستويات تتحدث بصراحة عن اهمية ان يتولى رئيس الوزراء د.سلام فياض مسؤولية تشكيل الحكومة الجديدة، الامر الذي يعطي لهذه الحكومة زخما غير عاديا حينما تحظى بدعم كبير من قبل حركتي فتح وحماس، سيما ان رئيس الوزراء د.سلام فياض نجح رغم الانقسام وتداعياته الخطيرة على تحقيق انجازات غير مسبوقة وعمد الى القيام بتنفيذ اعقد مهمة تمثلت باعادة بناء المؤسسات الرسمية ودب الحياة فيها من جديد وهذا يسجل للرجل على حد تعبير العديد من المراقبين والمحللين.

الطريقة التي يتعامل بها رئيس الوزراء تقترب الى حد كبير من الشخصية الانسانية اكثر منها الشخصية السياسية التقليدية، ويتضح ذلك من المؤشرات الميدانية حينما يزور او يشارك رئيس الوزراء في العديد من المناسبات حيث يتجمع حوله العديد من المواطنين فمنهم من يشيد ومنهم من يشكو،.... الخ، في حين ان ردوده على الشكوى تكون بالوعد بحل الاشكاليات، في حين ردوده على المديح تكون بالمزيد من التواضح عبر القول " هذه مسؤوليتنا وواجبنا تجاه شعبنا".

وقد كتب الكاتب الصحفي عدلي صادق مقالا له ، يوم امس الاربعاء، في صحيفة الحياة الجديدة قال فيها " ان الحكومة، ومن أية شرائح شُكلت، هي حكومة الرئيس محمود عباس وملتزمه ببرنامجه السياسي.

واضاف " من يفكر بخلاف ذلك ليوفر على نفسه الوقت والمشقة"، وتابع "طالما أن الرئيس محمود عباس لم يتزحزح عن مفردات العملية السلمية مثلما رآها الشهيد الراحل ياسر عرفات وحدد ثوابتها؛ سيظل الوطنيون معه. وبخصوص د. سلام فيّاض، فطالما أننا بعد هذه المصالحة، نطوي مرحلة التنميط السلبي لبعضنا البعض، فلن يكون هناك أكثر نفعاً من الرجل، بحكم سمعته الدولية بالمعيار الإداري والمالي، وبشفاعة خبرته وقدرته على التواصل مع الدول المانحة، مع الأخذ بعين الاعتبار، قدرته على ممارسة السياسة بمنطق ولغة رزينتين، لا يكترثان بالتخرصات وبثرثرات التنميط الجُزافي!

بالنسبة لسلام فياض، فلا مجال ـ كما أعتقد ـ لتغييره، لأن تغييره يعني أننا ارتددنا الى ما يناقض الخط الذي تمسكت به قيادة السلطة، وذلك يخالف واقع المصالحة ودوافعها!

ومن جانبه اتفق الكاتب والاعلامي ،حسن الكاشف، في حديث متلفز على فضائية فلسطين، مع حديث عدلى صادق، واضاف على ذلك بالقول: علينا ان نمنح هذا الرجل شهادة تقدير لدوره والاداء المتميز الذي يتمتع به وقدرته على قيادة الحكومة خلال السنوات الماضية اضافة الى انه شخصية لا تشوبه شائبة ".

واضاف " هذا الرجل (سلام فياض) يجب ان يعطى حقه وانصافه "، مشيرا في الوقت ذاته الى اهمية اعتماد الحكمة والرؤية البعيدة لاختيار رئيس الوزراء المقبل للحكومة القادمة.

ورغم ذلك فان سؤال من سيكون رئيسا للوزراء بات هو الهم الشاغل المتداول في اوساط المواطنين الذي استقبلوا توقيع اتفاق المصالحة بارتياح واسع مع بعض الحذر، وسط التأكيد على جملة من القضايا التحليلية التي تتحدث عن صعوبة ايجاد شخصية سياسية قادرة على مواصلة برنامج الحكومة الفلسطينية لبناء مؤسسات الدولة وانهاء الاحتلال، خاصة اننا مقبلون على استحقاق سياسي تاريخي يتمثل في موعد سبتمبر المقبل وقد تتحدد فيه الكثير الامور .