خبير آثار فلسطيني: اسرائيل بدأت بناء الهيكل المزعوم من خلال اعداد البنية التحتية من الكهرباء والماء وخطوط الهاتف
نشر بتاريخ: 17/07/2005 ( آخر تحديث: 17/07/2005 الساعة: 15:53 )
القدس - معا - رأى ابراهيم الفني وهو خبير آثار فلسطيني كان عمل قبل العام 1967 في المتحف الفلسطيني وما يعرف الآن بـ ( متحف روكفلر ) في القدس المحتلة.
ان اسرائيل بدأت بالفعل ببناء الهيكل من خلال اعدادها بنية من الكهرباء والماء وخطوط الاتصال الهاتفي, ويقول الفني "هذه البنية تم استكمالها وهي تغطي الآن مساحة واسعة من الارض اسفل الحرم القدسي الشريف وتمتد حتى حارة الشرف او ما يعرف الآن بـ " الحي اليهودي".
وكان الفني بمرافقة عدد من خبراء آثار اسرائيليين زاروا انفاقاً حفرتها اسرائيل اسفل الحرم وتجولوا فيها تمكن من تصوير فيلم تزيد مدته عن عشر دقائق يظهر بصورة جلية حجم ما تم انجازه من هذه الحفريات اضافة الى ما تظهره الصور الملتقطة من تصدعات واهتراءات في المنطقة الصخرية التي يقوم عليها المسجد الاقصى الآن .
وفي هذا السياق يقول الفني " اعمال الحفر تتوغل عميقا الى مسافة اربعة عشر متراً تحت المسجد الاقصى ويمكن للمرء ان يجول عبر مساحة طويلة من السراديب والانفاق التي اعدت على نحو يتيح للمرء التجول فيها بحرية تامة كما هو الحال في نفق البراق الممتد من باب المغاربة حتى باب الغوانمة في الناحية الغربية للمسجد الاقصى وصولا الى المدرسة العمرية.
وبدوره الفني يشير الى ان اسرائيل بلغت سيطرتها الارضية على المسجد الاقصى مرحلة متقدمة يمكن القول بانها نهائية ولم يتبق لها الا اعلان بسط نفوذها وسيطرتها على ساحات وباحات الحرم البالغة 140 دونم. الفيلم الذي صوره الفني لم يلحظ في الواقع الشبكة المطورة التي اقامتها الشرطة الاسرائيلية ووسائل المراقبة الالكترونية الحديثة التي بنتها بعد انتفاضة الاقصى والتي تشمل مجسات حرارية وآلات مراقبة هي الاحدث في العالم التي تبث على مدار الساعة صوراً دقيقة عن كل حركة صغيرة او كبيرة اسفل المسجد الاقصى ومثلها في محيطه وعلى الابنية المطلة على ساحاته.
بيدَّ ان الفني يذهب الى ابعد من ذلك مؤكداً ان الامر تجاوز السراديب والانفاق والقنوات والبنية التحتية الى بناء مدينة سياحية تمتد على ما مساحته 448 متراً وقد ادخلت اليها سفر التوراة واقامت النماذج الخاصة بالهيكل بما في ذلك وضعها للحجرين الاول والثاني لهذا الهيكل .
ولكن لماذا تسرع اسرائيل الرسمية بخطواتها لبناء الهيكل؟ وما الفارق اذن بين الدولة بمؤسساتها الرسمية ومجموعاتها الاستيطانية المتطرفة التي تنادي ببناء الهيكل من مثل " حي وقائم" وامناء جبل الهيكل"؟.
عن ذلك يجيب الفني لا فرق بتاتا, فكلاهما يكمل الاخر اسرائيل الرسمية تهيء الاسس المادية ومجموعاتها المتطرفة التي تؤمن بالخرافات والاساطير تعد الحاخامات والادوات الضرورية لبناء هيكل لم تثبته شواهد التاريخ وآثاره في القدس القديمة ولم تؤكده حتى الحفريات الاسرائيلية منذ الانتداب البريطاني وحتى يومنا هذا لكن للاعتقاد والخرافة مكان هذه الحملة المحمومة لبناء الهيكل.
يقول الفني " انهم في سباق مع الزمن بشأن خرافة بناء الهيكل كثيرون يعتقدون ان عام 2005 هو الموعد النهائي والحاسم ليحققوا فيه حلم الرب في بناء الهيكل والا حل الخراب والدمار على بني اسرائيل.
يحّمل الاعتقاد هذا كثيرين على ابداء الخوف والقلق من امكانية ان يتعرض المسجد الاقصى لاعتداء يرى فيه المتطرفون اليهود ضرورة لتحقيق حلم الرب حتى ولو انقلب العالم كله على اسرائيل والتي يرون في شعبها بأنه " شعب الله المختار".
يقول الفني " لقد مهدوا لفكرة بناء الهيكل بمفاهيم ثلاثة يقول اولاها: لن يظهر المسيح ثانية الا عندما يبنى الهيكل وقد لاقت هذه البضاعة رواجا عند المسيحية الصهيونية التي تنتظر هي الاخرى قدوم المسيح لنا فهي لدعم اسرائيل بصورة مطلقة تؤيد بلا تردد او موارية بناء الهيكل على انقاض المسجد الاقصى.
تأتي هذه المفاهيم استناداً الى اقامة الهيكل كنمط ديني اعتقادا منهم بان من حق القوي ان يزرع مقدساته اينما يريد ولهذا هم يزعمون بأن القصور الاموية اقيمت على انماط يهودية ومن حقهم وهم الاقوياء الان ازالتها ليبنوا مقدساتهم المزعومة على انقاضها.
اما المفهوم الثالث الذي ابتدعوه حديثاً عبر مؤسستهم السياسية الرسمية فيستند الى اتفاقات " اوسلو" واخيراً " وثيقة جنيف" التي يقولون بأنها اتاحت لهم السيطرة على الواجهة الغربية للمسجد الاقصى وعلى جزء من الناحية الجنوبية بالاضافة لسيطرتهم على مساحة تصل الى 450 متراً تمتد من جدار البراق غرباً حتى بوابة يافا ولهذا تجدهم يعدون الان للنفق الجاري العمل به اسفل باب الخليل ومنه سيدخلون الى منطقة البراق.
وفي محيط القدس القديمة ايضا لا يقتصر الاعداد لبناء الهيكل اسفل المسجد الاقصى او في محيطه القريب بالبلدة القديمة فامتداده في " راس العامود" و" سلوان " امراً واقعا.
سلوان مدينة كنعانية يسميها الاسرائيليون " مدينة داود" فيها " عين سلوان" الشهيرة او النبع المعروف بـ " نبع سلوان" وهذه البلدة الواقعة جنوب الحرم القدسي الشريف جنوب القدس القديمة اشتهرت بزراعة الاخضر من "الخبيزة والسلق" وفي اهلها قال المثل "جاي تبيع السلق على اهل سلوان" بل كانت سلوان سلة خضار القدس بوفرة محاصيلها.
يقول الفني " لقد بنوا هذه المدينة الكنعانية من جديد مثلما بنوا مستوطنة " معاليه هزيتيم" في " راس العامود" في هذه المستوطنة اعدوا مكاناً عالياً سيتخذه احد حاخاماتهم مقراً له ليعلن منه وينفخ البوق دخول السبت او خروجه وربما يطلق هذا الحاخام كرة نار او يشعل ضوءاً ايذانا بدخول السبت او خروجه والاخطر فيما يجري في هذه المنطقة ترميمهم منطقة " وادي قدرون" من الجثمانية حتى باب داود كي تكون قاعدة مشروع خاتم سليمان ويشمل برنامج التطويرهنا بناء 22 فندقا.
تابوت العهد
السؤال الذي تبقى اجابته غامضة حتى على الفني " هل سيبنى الهيكل كما تذكر الخرافة المجنونة في هذا العام ... او في العام الذي يليه؟ وما الذي سيحدث لو لم يحقق هؤلاء حلم الرب هيكلهم المزعوم؟.
يجيب الفني بالقول " من دون تابوت العهد" لن يبنى الهيكل فهم يعتقدون ان وجود هذا التابوت ضروري لتحقيق الحلم واسرائيل الرسمية تجهد للعثور عليه وان لم تعلن عن ذلك لهذا ارسلت علماءها المتخصصين الى اثيوبيا في مهمة بحث عن هذا التابوت.
ولكن لماذا البحث في اثيوبيا؟ يقول الفني "الاعتقاد السائد ان الفرقة العاشرة الرومانية التي استخدمها طيطيس الامبراطور الروماني في تدمير القدس سنة 70 ميلادية والتي تنحدر من تدمر في بلاد الشام اخذت معها التابوت بعد عودتها الى بلادها, دمر ومن هناك سرب لاحقا الى بلاد الحبش- اثيوبيا الان ويحوي هذا التابوت خاتم سليمان وعصا موسى وقرابين يهوشع بن نون.
هل تحمل الايام اوالاسابيع او الشهر القادمة وعد تنفيذ حلم الرب باقامة الهيكل؟ وهل يبرر العثور على ادواته بما في ذلك التابوت ما يمكن ان يفضي اليه عمل مجنون ضد الاقصى؟؟
سؤال لا يملك احد الاجابة عليه, لكن الشبكة المتطورة التي اقامتها الشرطة الاسرائيلية في محيط المسجد الاقصى واسفله تشير الى ان الامر يتعدى مجرد حمايته من اعتداء مفترض الى تخطيط وباعلى التقنيات للسيطرة على هذا المكان وتحويله تدريجيا الى مكان لطقوس غريبة تمارسها العشرات من منظمات بناء الهيكل وبدعم حكومي لا يتورع الاسرائيليون عن اخفائه.