الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

صناعة المستقبل

نشر بتاريخ: 07/05/2011 ( آخر تحديث: 07/05/2011 الساعة: 08:48 )
بقلم: أ.مؤيد شريم

الحلقة الثالثة -التنظيم في العمل -

ابتليت الامة ردحا ً من الزمن بأشخاص يعملون السوء بجهالة يرفضون التغيير ويرفعون لواء الصمود امام كل من يرفع راية الاصلاح والتغير ويشككون بمصداقية وبقدرة من يغير الواقع ... هؤلاء الشخوص ترتكن سماتهم الى الرضى بالواقع وتجنح عقولهم الى رفض مبدأ تنظيم العمل معتبرين ذلك مضيعة للوقت .

بالمقابل هناك شعارات تطرح في الساحة بضرورة نظيم العم وهذا لا يمكن ان يحدث دون التخطيط المبني على اساس علمي يتحكم بالظرف الراهن مع النظر الى المستقبل وهذا بحد ذاته بحاجةالى بلورة مشروع قائم على التغيير مع مراعاة تهيئة ادواته - ادوات التغيير - واسبابه ووسائله البشرية والمادية والتقنية .

ان الذي يرفض فكرة تنظيم العمل هو دعوة ارفض مبدأ التخطيط وبالتالي العودة الى العفوية والارتجال وهو نهاية الارتكاس , ان كل شيء في هذا الكون قائم على التخطيط والنظام من الكواكب والنجوم والمجرات السابحة في فضاء الكون الى تعاقب الليل والنهار وتتابع الفصول الاربعة الى ما لانهاية من القوانين الالهية والانسان والحياة انها تقوم على اساس وأس النظام واختلاف النظام فيها هو اختلاف بعملها وتعطيل لادوارها ووظائفها .

ان اي عمل مهما كان صغيرا ً او متواضعا لا يمكن ان يكتب له النجاح ما لم يكن منظما ً وكثير من الطاقات قد تهدر وتضيع في غياب التتنظيم بينما تفعل قلة منمة فعل الاعاجيب فالعبرة ليس بالكم ولكن النوعية هي التي تصل بنا الى اعلى سلالم التقدير والنجاح فالفرد المنظم هو الطرف الاهم في عملية البناء والشريحة المنظمة هي سر نجاح عملية التخطيط والتنظيم واؤلئك الذين تدغدغهم بعض احلامهم وتحركهم بعض مشاعرهم سرعان ما تخمد وتخبو اعمالهم دون ان يتركوا خلفهم اي اثر او نتيجة .

من هنا لا بد من نظرة متفحصة من خبراء واستشاريين تشق طريقها نحو عالم من التخطيط والتنظيم وهذا بحاجة ماسة الى زاد ثقافي يسهم في خلث جيل مثقف مطلع واع لواقعه الذي يعيشه وما بدور حوله من تغييرات كبيرة يعجز الانسان العادي أن يواكبها او يجاريها .

ان الذي يريد ان يصنع مجدا ًلابد ان يكون منظما ً وبدور في فلكه من البطانة التي تؤسس لاحداث نقلة نوعية قادرة على سلك طريق الانتصار لصالح التخطيط وهي معبأة بالتأهيل العلمي والانتماء المهني تدرك ايما ادراك للواقع الذي تعيشة والاستحقاق الذي ننتظره .

ان ادارة معركة التغيير بحاجة الى عنصر بشري وكادر مهني مؤهل ينهي حالة الفوضى وحالة العبثية التي تدور في فلكنا .

ان كسب معركة البناء بجب ان تخضع لمعايير يتم اقراؤها بصورة دورية وبمشاركة أكبر عدد ممكن من المختصين وذلك نظرا ً للتطور السريع في جميع مناحي الحياة خاصة منها التطور التقني الذي اذهل العالم في سرعة تفوقه .

من هذا المنطلق فيجب ان يكون هناك وحدة تخطيط استراتيجية تقود المركب وتنظم العمل ضمن مفاهيم وطنية وبصيغة تقوم على اساس مهني وتنتج بجهد مشترك يمكن تحويله الى انظمة وآليات قابلة للتنفيذ ضمن جدول زمني محدد يحده إطار مرن يتصف بالشمولية والموضوعية والمهنية خاضع لعملية التقييم باستمرار.