الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

مؤسستا ائتلاف الخير والقدس الدولية تدعمان المؤتمر العلمي القدس تاريخاً وثقافة

نشر بتاريخ: 08/05/2011 ( آخر تحديث: 08/05/2011 الساعة: 10:27 )
غزة-معا- انطلقت في الجامعة الإسلامية بغزة أعمال المؤتمر العلمي الخامس "القدس تاريخاً وثقافة"، الذي تنظمه كلية الآداب بالجامعة الإسلامية بدعم من مؤسسة ائتلاف الخير، والمؤسسة القدس الدولية.

وتستمر أعمال المؤتمر يومي السبت والأحد السابع والثامن من آيـار/ مايو الجاري، ويشارك في معرض القدس المصاحب لفعاليات المؤتمر كل من: وزارة الأسرى والمحررين، ووزارة السياحة والآثار، ومركز التاريخ الشفوي بالجامعة، ومركز عمارة التراث "إيوان"، ورابطة شباب لأجل القدس، وقرية الفنون والحرف، ومركز حرفة، وشركة جحا تون لرسوم الكرتون، وفنانون تشكيليون.

وحضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التي انعقدت في قاعة المؤتمرات الكبرى بمركز المؤتمرات بالجامعة معالي النائب جمال ناجي الخضري –رئيس مجلس الأمناء، والدكتور كمالين كامل شعث –رئيس الجامعة الإسلامية، والأستاذ الدكتور محمود العامودي –عميد كلية الآداب، رئيس المؤتمر، والدكتور عبد الهادي برهوم –رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، المهندس خالد أبو عرفة –وزير شئون القدس السابق، ضيف المؤتمر- في مشاركة هاتفية من القدس، وممثلون عن المؤسسات الحكومية والأهلية، وعدد كبير من المثقفين والباحثين والأكاديميين، ورؤساء لجان المؤتمر، ورؤساء الجلسات العلمية، وعدد كبير من طلبة الجامعة.

من جانبه، لفت النائب الخضري إلى الدلالات الواضحة التي يؤكدها مؤتمر "القدس تاريخاً وثقافة"، ومنها: أن قطاع غزة رغم ما يتعرض له من حصار ودمار إلا أن محط اهتمامه الأول مدينة القدس وما تتعرض لها من انتهاكات، وفيه دعوة عامة للعالم أجمع بدعم القدس والمقدسات الإسلامية والهوية الفلسطينية، وناشد أصحاب الضمائر الحية بالوقوف في وجه المحتل من أجل الحفاظ على التراث الحضاري والثقافي والتاريخي لمدينة القدس، وحماية المدينة من أعمال التخريب المستمرة بحق المقدسات الإسلامية.

وقدر النائب الخضري للمهندس أبو عرفة جهوده وإخوانه في مدينة القدس من أجل الحفاظ على التراث الحضاري الأصيل.

بدوره، أثنى الدكتور شعث على جهود كلية الآداب في عقد المؤتمرات الحية التي تلامس موضوعاتها واقع الحياة التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني، ووقف على عدة اعتبارات يبرزها المؤتمر، ومنها: لفت الانتباه وتوجيه الأنظار إلى الجريمة الكبرى التي تتعرض لها مدينة القدس من التميز العنصري، والتضييق الاقتصادي والحرمان من التعليم، إلى جانب بيان ما يقوم به الاحتلال من أعمال تخريبية ضد كل عربي ومسلم، وأوضح الدكتور شعث أن المؤتمر يعد شاهداً إضافياً لكشف ما يجري في القدس من تهويد وانتهاكات بحق المقدسات الإسلامية، وما يتعرض له الأهالي من تعذيب وتشريد.

من ناحيته، وصف الأستاذ الدكتور العامودي القدس بأنها التاريخ والثقافة، والماضي والحاضر والمستقبل والبوصلة لمن أراد أن يصل، وأجمل أهداف المؤتمر في الوقوف على أساليب وجماليات الأدب الفلسطيني حول القدس، وربط الإنسان بالواقع الجغرافي للقدس، وتعزيز مكانة الإعلام الفلسطيني بما يخدم القضية الفلسطينية في ضوء التطورات المحلية والإقليمية والعالمية، إلى جانب كشف الانتهاكات التي تتعرض لها مدينة القدس، وتعزيز الأسرة المقدسية في كل المجالات.

وتحدث الدكتور برهوم عن الانتهاكات التي تتعرض لها مدينة القدس من عمليات التهويد، وطمس الهوية، وتعذيب الشيوخ والنساء والأطفال، وهدم البيوت، وبين أن عقد المؤتمر يأتي لنصرة مدينة القدس وأهلها، ومعايشة أحداثها، وإبراز معاناتها، وأفاد أن جلسات المؤتمر العلمي تستعرض (32) بحثاً علمياً محكماً، وتتضمن أربعة محاور رئيسة، وهي: المحول الأدبي، والتاريخي، والجغرافي، والديني.

واعتبر المهندس أبو عرفة عقد كلية الآداب للمؤتمر خطوة مهمة في الدفاع عن القدس والمقدسيين والمقدسات، مبيناً أن العلم والثقافة وحسن التشخيص وكشف الانتهاكات عناصر هامة في مواجهة الاحتلال وإجباره على إعادة الحقوق لأصحابها، ولفت المهندس أبو عرفة إلى الحملات الممنهجة التي يوجهها الاحتلال الإسرائيلي ضد مدينة القدس، ومنها: مصادرة آلاف الدونمات وتحويلها لصالح المستوطنين، وهدم العشرات من الأبنية الفلسطينية، ومصادرة الهويات، واعتقال المئات من السكان، وحيا المهندس أبو عرفة في أبناء قطاع غزة صمودهم وتحديهم للأوضاع الصعبة، ودعمهم ومؤازراتهم لإخوانهم في مدينة القدس.

وبخصوص جلسات اليوم الأول للمؤتمر، فقد انعقد اليوم الأول بواقع ثلاث جلسات علمية حيث ناقشت الجلسة الأولى القدس في الأدب، وترأس الجلسة الأستاذ الدكتور نبيل أبو علي –أستاذ الأدب والنقد بكلية الآداب بالجامعة، وقدمت إلى الجلسة مجموعة من الأبحاث العلمية، وتناول الدكتور كمال غنيم –أستاذ الأدب والنقد المشارك، عميد شئون الطلبة بالجامعة- تجليات القدس في رواية الدكتور نجيب الكيلاني "عمر يظهر في القدس"، واستعرض الدكتور غنيم تحليلاً فنياً لعناصر الإبداع القصصي التي ميزت الرواية من حيث اللغة والتناص والمقاومة والأحداث والزمان والمكان والبناء الفني، وتحدث الدكتور وليد أبو ندى –أستاذ مساعد في الأدب والنقد الحديث بكلية الآداب- عن القدس في روايات جبرا إبراهيم جبرا "رواية السفينة"، وبين الدكتور أبو ندى أن البحث يكشف عن التواصل الروحي والحنيني بكل مكونات القدس من صخر وماء وتراب وإنسان وسماء ودم،

واستعرض الدكتور بسام أبو بشير –أستاذ الأدب والنقد المساعد بكلية الآداب بجامعة الأقصى- صورة القدس في الشعر الفلسطيني المقاوم "ديوان يا أمة القدس"، ولفت الدكتور أبو بشير إلى المحاور الرئيسة التي يتناولها البحث، وهي: القدس في الشعر العربي والفلسطيني منذ 1967 وحتى 1995م، وصورة القدس في ديوان يا أمة القدس، وقدم الدكتور إبراهيم الشيخ عيد –أستاذ مساعد في النحو والصرف بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة الأقصى- ورقة عمل حول أسلوب النداء واستعمالاتها المختلفة من أجل توضيح سمة نحوية محددة تُظهر الجوانب التي امتاز بها الشعراء في استخدام هذه الحروف في قصائدهم وتوظيفها في قضية القدس، وعرض الدكتور عبد الرحمن حمدان –أستاذ الأدب والنقد المساعد بالجامعة الإسلامية- ورقة عمل حول بناء الشخصية الرئيسة في رواية "عمر يظهر في القدس"، وأوضح الدكتور حمدان أن الدراسة تبين مقاربة عنصر بناء الشخصية الروائية، وكيفية تشكيلها على المستويات الفنية والفكرية المتعددة.

وبخصوص الجلسة العلمية الثانية للمؤتمر، فقد ترأسها الأستاذ الدكتور كرم زرندح –عضو هيئة التدريس بقسم اللغة العربية بكلية الآداب بالجامعة الإسلامية، وتناول الدكتور علي اليعقوبي –أستاذ الأدب والنقد المساعد بالجامعة الإسلامية- جماليات الحذف وترك الجواب في ديوان "ملحمة القدس" للدكتور عبد الغني التميمي، وبين الدكتور اليعقوبي أن الديوان يسرد قصة الجهاد وملحمة البطولة، التي يخوضها المسلمون من أبناء فلسطين وهم يواجهون واحدة من أعتى الهجمات التي تستهدف الأمة في ثوابتها ومقدساتها، وتحدث الدكتور ماجد النعامي –أستاذ الأدب والنقد القديم المساعد في الجامعة الإسلامية- عن القدس في ديوان "في رحاب الأقصى" للشاعر يوسف العظم، وأوضح الدكتور النعامي أن الدراسة تبرز الصور التي رسمها الشاعر لهذه المدينة المقدسة وإلى أي مدى وُفق الشاعر في رسمه لهذه الصورة، ودراسة الأساليب الفنية التي استخدمها الشاعر في الكشف عن هذه الصور، وهي: الخيال والصورة، واللغة، والظواهر الأسلوبية، وقدم الأستاذ محمد صالحة –ماجستير لغة عربية- ورقة عمل حول صورة القدس وبيت المقدس في عيون الشعراء الفلسطينيين بعد عام 1967م.

وأوضح الأستاذ صالحة الدراسة التي تتناول ثلاثة محاور رئيسية، وهي: مكانة القدس والأقصى في نفوس الشعراء الفلسطينيين، الجرائم الصهيونية في القدس والأقصى، والرغبة في التحرر والخلاص، ووقف الأستاذ عبد الحميد مرتجى –ماجستير لغة عربية- على مدينة القدس في شعر يوسف العظم، وأوضح أن المدقق لشعر العظم يرى أن فلسطين وأقصاها مجبولة بدماء الشاعر متمكنة من فؤاده، ودائم الحضور في ذهنه وفي فرحه وحزنه، وكافة تفاصيل حياته.

إسلامية القدس
وفيما يتعلق بالجلسة العلمية الثالثة لفعاليات اليوم الأول للمؤتمر، فقد وقفت على إسلامية القدس، وترأس الجلسة الأستاذ الدكتور نافذ حماد –أستاذ الحديث وعلومه بكلية أصول الدين، وقدم الأستاذ الدكتور محمد رفيع –أستاذ التعليم العالي في أصول الفقه ومقاصد الشريعة من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بالمغرب- ورقة عمل حول قضية القدس بين الواجب الديني والرهان السياسي، وبين الأستاذ الدكتور رفيع أن الدراسة تستند إلى محورين هامين، وهما: موقع قضية القدس في المرجعية الإسلامية، وقضية القدس والخيارات السياسية المتاحة، وتحدث الأستاذ الدكتور إسماعيل رضوان –أستاذ الحديث الشريف وعلومه بكلية أصول الدين بالجامعة- عن إسلامية القدس وطريق استعادتها، ووقف على الانتهاكات التي يتعرض لها بيت المقدس، ومنها: التهويد، والاعتداءات، والتدنيس، والحفريات التي تستهدف إزالته وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه.

وتناول الأستاذ الدكتور محمد الشمري –أستاذ التاريخ الإسلامي/ عصور عباسية، عميد كلية الأدب بجامعة القادسية في العراق- مساجد بلاد الشام خلال القرن الأول الهجري، وقدم الدكتور الشمري دراسة مفصلة عن الجامعة الأموي في دمشق بعد تحريره من السيطرة البيزنطية سنة 14هـ، وأبرز التطورات التي طرأت على المسجد من الناحية العمرانية والفنية، ولفت الأستاذ الدكتور حماد إلى مكانة المسجد الأقصى وما حوله عند شيخ الإسلام ابن تيمية، موضحاً أقوال الناس وأفعالهم ومعتقداتهم الخاطئة تجاه صخرة المسجد، ووقف الدكتور عمر الزبداني –محرر محور القرآن الكريم على موقع الشبكة الإسلامية- على فتاوي العلماء المسلمين حول بيع الأراضي الفلسطينية والتي صدرت عنهم منذ تاريخ النكبة الفلسطينية.