كيف غير بن لادن أميركا؟
نشر بتاريخ: 08/05/2011 ( آخر تحديث: 09/05/2011 الساعة: 09:11 )
بيت لحم-معا- ذكرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن كان له أثر كبير على الولايات المتحدة، وتلخص ذلك كله تحت مسمى منع تكرار سيناريو هجمات 11 سبتمبر/أيلول.
وقالت الصحيفة إنه إذا كان بن لادن والقاعدة قد عملا على إذكاء العداوة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي، فإنهما دفعا واشنطن إلى فهم أفضل للشرق الأوسط.
فقد دفع ما أحدثه بن لادن من دمار وقتل خلال عشر سنوات مضت، الولايات المتحدة إلى إنفاق نحو تريليون دولار –حسب بعض التقديرات- لتشكيل جهاز أمن وطني.
كما خاضت أميركا حربين في الشرق الأوسط، وتنصتت على المواطنين دون إصدار مذكرات قضائية، وأرغمت الجميع على خلع أحذيتهم في المطارات، وصبت المياه على وجوه المحتجزين المقيدين، وكل ذلك باسم منع وقوع هجمات 11 سبتمبر/أيلول أخرى.
وتتساءل الصحيفة قائلة "هل نجح بن لادن في إذكاء العداوة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي؟ لتجيب: "ربما"، ولكن عقد بن لادن قد تسبب في إحداث تغيير هام في أفق المصالح الأميركية، ولا سيما أن الحكومة ضخت أموالا وجندت أناسا في محاولة لفهم الشرق الأوسط، وهذا قد يسهم في فهمه في ضوء الثورات العربية التي تحاول أن تعيد صياغة المنطقة، حسب تعبيرها.
وتشير كريستيان ساينس مونيتور إلى أن حقبة بن لادن أعادت صياغة المخابرات الأميركية التي فشلت في منع هجمات 11 سبتمبر/أيلول، وجعلت من نفسها آلة أكثر فعالية لحقبة باتت فيها المعلومات الاستخبارية الدقيقة أكثر أهمية من القوة النارية.
البوصلة الأخلاقية
وقالت الصحيفة إن هجمات 11 سبتمبر دفعت أميركا إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات التي مست الحريات المدنية –كالتنصت والتعذيب والتفتيش في المطارات- وكانت محل جدل بين مؤيد ومعارض، ولكن زوال بن لادن ربما يخفف من تلك الإجراءات.
وكان الباحث الزائر ديفد روثكوف قد كتب أن بن لادن كان يسعى لضرب أميركا لنفسها، انطلاقا من إدراكه أن القوة الوحيدة التي تستطيع أن تدمر أميركا هي أميركا نفسها.
وتنفي الصحيفة أن يكون بن لادن قد نجح في ما وصفته بأهم أهدافه وهو زرع العداوة المتبادلة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي.
وتقول إن القادة الأميركيين استمروا في التأكيد على أن هدفهم هو الإرهاب وليس الدين، وهو ما عبر عنه الرئيس باراك أوبما مجددا في الإعلان عن موت بن لادن في الأول من هذا الشهر.
ورغم أن الصحيفة تقر بأن بن لادن ساهم في تنمية المشاعر المعادية لدى الأميركيين تجاه المسلمين في الداخل، فإنها تقول إن مقتل بن لادن قد يكون نقطة محورية بالنسبة للمسؤولين الأميركيين لتخفيف الكراهية للإسلام وتحسين صورة الولايات المتحدة في العالم الإسلامي.
كما أن نهاية بن لادن قد تسمح للولايات المتحدة بالتحرك بقوة أكبر للاصطفاف إلى جانب ثورات ربيع العرب التي تعيد صياغة المجتمعات المدنية في الشرق الأوسط