الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل تُدخِل فلسطين المستقلة اسرائيل بـ تسونامي قانوني ؟

نشر بتاريخ: 08/05/2011 ( آخر تحديث: 09/05/2011 الساعة: 10:34 )
بيت لحم- معا- يقترب الفلسطينيون من تحقيق حلمهم واقامة دولتهم في سبتمر القادم حيث من المتوقع ان يتوجه الرئيس محمود عباس بطلب للجمعيه العمومية للامم المتحدة للاعتراف بفلسطين المستقلة ما جعل اسرائيل تتاهب وتعلن حالة الاستعداد القصوى للتعامل مع ابعاد واثار هذا الاعتراف الدولي ولمواجهة اثار فلسطين القانونية على اسرائيل الامر الذي شبهه احد الخبراء بتسونامي قانوني .

بهذه المقدمة البسيطة والواضحة استهل الكاتب الاسرائيلي رونين مدزينو تقريره المنشور اليوم " الاحد " في صحيفة يديعوت احرونوت الناطقة بالعبرية والذي استعرض فيه اراء بعض كبار خبراء القانون الاسرائيلية في محاولة لاستجلاء موقف اسرائيل القانوني في حال اعترفت الامم المتحدة بدولة فلسطين المستقلة .

واضاف الكاتب " ان دولة فلسطين تكتسي لحما وعظما واجلا ام عاجلا سيتوجه الرئيس الفلسطيني للامم المتحدة بطلب الاعتراف بفلسطين المستقلة وهذا الامر سيغير قوانين اللعبة في منطقة الشرق الاوسط ، كيف سيؤثر هذا الامر على اسرائيل وموقفها القانوني في العالم ؟ اختلف الخبراء وتنوعت ارائهم .

وحذر البروفسور بالقانون الدولي والمتخصص بمجال حقوق الانسان ميخائيل سفراد , اسرائيل من توالي الازمات الدبلوماسية والقانونية قائلا " انا متاكد باننا سنواجه صباح مساء ازمات دبلوماسية ".

" اذا تم الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة واصبحت عضوا بالامم المتحدة فان اسرائيل ستجد نفسها وسط دائرة معقدة من الازمات القانونية التي ستظهر في كل حين في مواجهة المجتمع الدولي ، اننا نغرق عميقا داخل المستنقع " اضاف البرفسور ميخائيل .
|121518|
موضحا " اليوم مثلا اذا حضر وزير اوروبي لزيارة رام الله فانه سينسق زيارته مع اسرائيل ويدخل من خلال المعابر الحدودية التي تسيطر عليها لكن بعد اعلان فلسطين وبعد ترسيمها عضوا في الامم المتحدة فان طلب وزير اوروبي اذنا اسرائيليا لزيارة رام الله سيكون موازيا لطلب نتنياهو اذنا بريطانيا لزيارة واشنطن ".

واعتبر البروفسور ميخائيل موقف اسرائيل القانوني الامر الاخطر في هذه المعادلة قائلا " اليوم نوجد بوضع المحتليين للاراضي الفلسطينية وهذا الوضع سيستمر لكن بدلا من ان نكون في وضع شرعي يتيح لنا ادارة المناطق حتى يتقرر مصيرها النهائي سنتحول الى احتلال غير شرعي يحتل اراض تابعه لدولة ذات سيادة عضوا في الامم المتحدة وهذا الامر سيعبر عن ذاته من خلال تواجدنا وفرضنا بالقوة قرارات تتعلق بهذه الاراضي مثل ادخال البضائع الاوروبية لفلسطين او تحديد الرسوم الجمركية عليها وعلى سبيل المثال اذا قررت دولة فلسطين تغيير التعرفة الجمركية من 16% الى 12% فيما استمرت اسرائيل بجباية 16% لان هذه النسبة هي غلافنا الجمركي سيقولون لنا باننا نسرق ما نسبته 4% وماذا لو قررت دولة فلسطين تغير العملة ؟ ان الحديث يدور عن ازمات يومية ومتتالية".


يمكن النظر لاطلاق كل صاروخ قسام كجريمة حرب
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
|57872|
وستواجه اسرائيل ازمات قانونية في حال انضمت فلسطين للمنظمات الدولية " ان انضمام فلسطين كدولة لهذه المنظمات سيحولها الى ممثل مباشر لمصالح الفلسطينين داخل هذه المنظمات علما بان اسرائيل هي من تدير هذه الامور حتى الان على الاقل على المستوى الفني والتقني وفلسطين ستنضم الى الكثير من المنظمات الدولية وستظهر في كل محفل كدولة تستباح سيادتها من قبل اسرائيل الامر الذي سيخلق للاخيرة حالة من عدم الارتياح " استطرد البرفسور ميخائيل .

وتساءل " ماذا سيحدث على سبيل المثال اذا انضمت فلسطين لاتحاد الرياضة العالمي مثل الفيفا وترفض اسرائيل السماح لرياضي فلسطين بالخروج للمشاركة بالمنافسات الدولية ؟! هذا الامر سيجر وبشكل فوري طلبا فلسطينيا لفرض عقوبات على اسرائيل والمثال الاشد والاخطر واكثر الاشياء التي تثير خوف اسرائيل هي اذا وقعت فلسطين على ميثاق روما الخاص بالمحكمة الدولية في لاهاي هذه الخطوة التي سيمنح المحكمة الدولية الصلاحية القانونية لمحاكمة مشتبهين بارتكاب جرائم حرب او جريمة حرب تنفذ على ارض فلسطين سواء كان المسؤولون عنها فلسطينيون او اجانب ".

" ولكن التوقيع على هذه المواثيق سيلزم فلسطين بالامتثال لقواعدها والتقيد بشروطها ويجب ان نذكر بانه وفي حال توقيع فلسطين على ميثاق روما فان اطلاق أي صاروخ قسام على سديروت يمكن ان يعتبر جريمة حرب " وحسب قول البروفسور ميخائيل .

وشبه البروفسور ميخائيل تأثيرات وابعاد اعلان اقامة دولة فلسطين على اسرائيل بتسونامي قانوني قائلا " يبدو اننا نتورط في هذا الامر ونغوص بالوحل عميقا والفيتو الامريكي يمكنه منع اشياء محددة ولكن هناك امورا اخرى لا ترتبط بالفيتو الامريكي وفي نهاية الامر فان الدولة ذات السيادة تمتلك الكثير من اسباب القوة والقدرة على المناورة ويمكنها الزام جهات دولية باتخاذ اجراءات ضد دولة اخرى تعتدي عليها ".

الفلسطينيون سيضطرون للتفاوض معنا

ومع كل ذلك ليس جميع الخبراء يعتقدون بان اسرائيل تقف على ابواب مستنقع وورطة قانونية مثل الدكتور " روبي سيبيل " المحاضر في القانون الدولي في الجامعه العبرية الذي قال " لا اعتقد بان الحديث عن تسونامي قانوني صحيحا مشككا في امكانية قبول الولايات المتحدة صاحبة حق النقض الفيتو بفلسطين دولة كاملة العضوية في الامم المتحدة مؤكدا عدم وجود ابعاد قانونية للاعلان عن فلسطين المستقلة وانما ستنحصر الابعاد في المجال السياسي .

واضاف الدكتور " روبي" ان مفتاح اقامة دولة مستقلة لا يوجد في ايدي الجمعية العمومية للامم المتحدة خاصة وان قراراتها غير ملزمة ويجب ان نلاحظ وجود قرار صادر عن هذه الجمعية يقضي باقامة دولة مستقلة على حدود وقف اطلاق النار لعام 1949 وهذا امرا ليس بجديد لكن المفتاح يوجد بايدي الفلسطينين انفسهم ومع هذا اذا اعلنوا عن انفسهم كدولة مستقلة على اسرائيل ان تنطلق من نقطة الافتراض بان غالبية الدول ستعترف بهذه الدولة بما في ذلك الجمعيه العمومية . |25853|

وواصل الدكتور روبي شرح وجهة نظره قائلا " يجب ان نوضع بان قرار الجمعية العمومية هو قرار دعائي اعلاني فقط يمكنه ان يشكل توصيه لمجلس الامن وهو الجهة المخولة قانونيا باتخاذ القرارات الملزمة وحتى لو اعترفوا بالدولة الفلسطينية سيبقى السؤال المهم ما هي حدود هذه الدولة ؟ وهذا الموضوع لا يمكن حله من جانب واحد وسيحاول الفلسطينيون تحديد خط 67 كحدود دولتهم لكن الجمعية العمومية غير مخولة بترسم وتحديد الحدود وان الطريق الوحيد لحل هذه القضية وترسيم حدود فلسطين المستقبلية هو الاتفاق بين الطرفين وهذه قاعدة القانون الدولي ولا يمكن للامم المتحدة او الدولة وحدها ان تحدد خط الحدود وسيضطرون للجلوس والتفاوض معنا ".

وفيما يتعلق بالعقوبات المحتمل فرضها على اسرائيل استند الدكتور روبي في اجابته للفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يحدد بوضوح ظروف وحالات فرض العقوبات وهي تهديد السلم وخرق السلام والقيام باعمال عدائية ومجلس الامن لم يتخذ مطلقا عقوبات من هذا النوع فيما يتعلق بالصراع العربي الاسرائيلي اضافة الى ان قرارا من هذا النوع مرتبط بالفيتو وهذا يجعل من فرص اتخاذ مثل هذا القرار معدومة .