الإثنين: 07/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

المصالحة الفلسطينية موضوع ورشة عمل في رابطة الأكاديميين ببيت لحم

نشر بتاريخ: 08/05/2011 ( آخر تحديث: 08/05/2011 الساعة: 22:02 )
بيت لحم-معا- عقدت في رابطة الأكاديميين في بيت لحم ورشة عمل ، تناولت موضوع المصالحة الفلسطينية والتي توجت بالتوقيع على وثيقة المصالحة بين فتح وحماس في القاهرة برعاية من القيادة المصرية الجديدة

وقد أدار الورشة الدكتور نائل عبد الرحمن رئيس الرابطة الذي رحب بالحضور ، ثم بارك للحضور تحقق المصالحة الفلسطينية التي طال انتظارها ، وعبر عن الشكر للقيادة المصرية الجديدة راعية الاتفاق ، ثم أشار إلى ما تشهده الساحة الفلسطينية من حالة من الجدل المحتدم حول موضوع المصالحة ،والأسئلة المطروحة حول جدية الأطراف المتصالحة ونواياها الفعلية ، ومدى استجابة هذه الأطراف للمصلحة الفعلية للشعب الفلسطيني ، وليس فقط استجابة للظروف التي فرضتها المتغيرات الجارية من حولنا بإيجابياتها وسلبياتها ، وما هي التوقعات التي ينتظر أن تحققها هذه المصالحة ؟

الأستاذ الدكتور ذياب عيوش عضو المجلس الثوري لحركة فتح وأستاذ علم الاجتماع المعروف فقد تحدث عن الحيرة التي تنتاب الباحث المتخصص حين يتحدث من زاوية تنظيمية ، فالقضية تتعلق بالموازنة بين التخصص العلمي والانتماء التنظيمي، غير أنه عبر عن قناعته بأنه لا يوجد تنظيم متفق تماما على قضية المصالحة، من وجهة نظر سسيولوجية، موقفا فتح وحماس يشبه موقف فارسين بدآ يتبارزان، لكن جاء وقت هما غير قادرين على الاستمرار، وأرهقا وأصبح الخطر محدقا بالجميع. فتح مطلوب منها كتنظيم يقود المجتمع أن تأخذ بعين الاعتبار المصلحة العامة وهكذا ظروف المجتمع في غزة شكلت ضغطا على الجانبين حماس وفتح، الحكام العرب معنيون بما يحدث عندنا، لكن مصالحهم كعرب وأنظمة هي المتحكمة في سلوكهم نحو قضيتنا. والدليل ما كان مبارك يفعله من إصرار على عدم تغيير أي بند في الاتفاقية مما أعاق الاتفاق،لكن بغض النظر عن كل ما يقال من أهداف المصالحة والظروف المحيطة بها ، فإن المصلحة العليا للشعب الفلسطيني ترتبط بوحدة قواه الفاعلة التي وجدت نفسها أمام استحقاقات يستحيل عليها التنصل منها كما يستحيل عليها مواجهتها منفردة ما حتم التقاءها عند نقطة معينة .

د. أسامة مناصره أستاذ التاريخ في جامعة القدس المفتوحة رأى أن المصالحة هي مصلحة حقيقية وتمنى أن تكون نابعة من مصلحة وطنية وأن لا تكون مرتبطة بمصالح تنظيمية ، الخلاف أصلا لم يكن على التفاصيل. فمبدأ المصالحة كان مرفوضا، والأطراف الخارجية كان لها وجهة نظر منعت المصالحة، أنا أعتقد أن الورقة المصرية لم تتغير بالجوهر، لكن يوجد في المنطقة تغيير فرض تلك المصالحة، ما يحدث في مصر وفي سوريا بالتأكيد يلعب دورا كبيرا في الأمر، جعلت ما يحدث عبارة عن صفقة. سياسيا حماس وفتح غير بعيديتن عن بعضهما، فتح تفاوض، وحماس تعقد هدنات، وإسرائيل منذ خروجها من قطاع غزة هي معنية بإظهار أن هناك طرفان غير موحدين ولا يمكن التفاوض مع أي منهما فأحدهما ضعيف والآخر إرهابي .

أما د. ابراهيم أبو أعمر مدير معهد التراث في جامعة القدس حاول البحث في الأسباب التي دفعت بحماس وفتح للمصالحة، معبرا عن اعتقاده بأنه استحقاق داخلي أكثر منه خارجي، فالطرفان تضررا من الخلاف سياسيا ، مع الأخذ بعين الأعتبار أن فتح وحماس اليوم يلتقيان في الجوهر على نفس البرنامج السياسي المتمثل بإقامة دولة على حدود 67 ويبدو أن ما سيأتي في شهر أيلول المقبل شكل حافزا حقيقيا للتعجيل بالمصالحة ،هذا إضافة إلى التغيرات التي حصلت في مصر ، إضافة إلى ما يشاع من أن سوريا لم تعد مرحبة بوجود قيادة حماس على أراضيها

أما د.سعيد عياد مدير دائرة الأخبار في التلفزيون الفلسطيني فقال إن ما يتعلق بالدوافع الداخلية والخارجية صحيح واتفق معها، لكن هل هذه المصالحة حقيقة أم وهمية أنا أعتقد أن ما جرى هو صفقة، أو كونفدرالية نفعية قابلة للانفصال . لأن الاقتسام هو تكريس للانقسام، لكن بعيدا عن الانتماء الحزبي أعتقد أن ما جرى هو اقتسام وهناك صفقة، حماس تفقد الموقع الجغرافي، الانقسام لم يحقق لها ما تريد وتضررت وحوصرت، العودة إلى الداخل أصبحت هي الحل، لماذا المصالحة وهمية، لان الخلاف بين فتح والتيارات السياسية الإسلامية هو خلاف أيديولوجي جوهري، وحماس هي مشروع سياسي في فلسطين للإخوان المسلمين كحركة عالمية، وانظر كيف أن الإخوان المسلمين اليوم يتعاطون مع ما يجري في العالم العربي من تكريس لهيمنتهم ، فلسطينيا الانقسام تكرس، لأنه يوجد جيل انقسام، يوجد خلاف ثقافي ، وما حدث إنما هو صفقة للانحناء أمام رياح عاتية خارجية، وهي صفقة وهمية، ستنتهي عند أول اختبار.

بينما أشار النقابي الأستاذ عزيز العصا إلى أن الفرقاء تحدثوا في القاهرة عن كل شيء إلا المصالحة ، فما حدث ليس مصالحة، لأن المصالحة تعني شيئا مختلفا عما حدث، وما حدث يوجد له سببان هما: فقدان حماس لسوريا، والثاني هو الموقف الأمريكي الذي عبر عنه الرئيس بقوله إن أوباما أصعدنا على الشجرة وأخذ السلم، الخطير أننا عشنا شرخا أفقيا وعموديا، الإشكالية أيضا أن القيادة السياسية ل م.ت.ف لم تتعلم من تجربة الانقسام،
أما المحامي فريد الأطرش الناشط في مجال حقوق الإنسان فاعتبر أن الوضع يدعو للتفاؤل، فنحن كنا نطالب بإنهاء الانقسام، والحراك الشبابي أحرج فتح وحماس فخيم الاعتصام شهدت حالات محرجة للجهتين، وربما لم يكن هذا الحراك هو سبب المصالحة الرئيس، ولكن أحد الأسباب، المطلوب أن لا نرى الصورة سوداوية، فالناس خرجوا فرحين دعما للمصالحة ، لكن حتى تنجح هذه المصالحة يوجد استحقاق هو دعمنا لها ، ويجب أن نراقب الأداء ونكون يقظين ، فالمعاناة والأضرار والتعذيب والحرمان من الوظيفة والمعتقلين السياسيين وغياب الحياة السياسية كلها عوامل تكرس الانقسام ،المعالجة يجب أن تتضمن إنصاف الضحايا، وتشكيل لجنة لذلك ، ويجب تعزيز المصالحة لتغيير الواقع.

أما رجل الأعمال سمير عثمان فقال إننا وطوال الفترة الماضية شهدنا خلافات أساسها غير وطني، والمفاوضات بين حماس وفتح كانت أفضت للورقة المصرية التي لم تكن أصلا مقبولة من الطرفين حتى تنازلت فتح في حينه، ورغم ذلك لم تتم المصالحة. لكن الحقيقة أن ما حدث في مصر شكل عاملا حاسما في المصالحة إضافة للحراك الذي يجري في العالم العربي، المطلوب من العرب والعالم اليوم هو دعم قيام دولة فلسطين ، وأنا متفائل من أن حركات الشباب العربية ستنتقل للاهتمام بالقضايا الخارجية وبالذات قضية فلسطين .

أما الأستاذ إبراهيم شعيبات الوكيل المساعد لدار الإفتاء الفلسطينيةفعبر عن اعتقاده بوجوب أن يكون لدينا شيء من التفاؤل حول إنهاء الانقسام ، هذا الشعار المتميز حتى عن الشعارات المرفوعة من حولنا والتي تنادي "بإسقاط النظم".
صحيح أن هناك ضغوطات يقع تحتها الطرفان، وربما تكون المصالحة هي الملجأ الأخير بالنسبة للطرفين، لكن من وجهة نظري فإن المصالحة محاولة تستحق أن نبذل جهودا في سبيل إنجاحها، لأنه لا يوجد بديل أمام القوى الفلسطينية في ظل الهجمة الإسرائيلية الشرسة، فنحن حتى من ناحية دينية مطالبون بالوحدة أمام هذا العدو الذي يحرق الأخضر واليابس، ففي هذه الظروف تعتبر وحدة شعبنا بفصائله خطوة مباركة .
وأما الدكتور محمود نصر اختصاصي التخدير في مستشفى العائلة المقدسة فقد أكد أن الحركة الصهيونية ما زالت تعتبر فلسطين أرضا منحها الله للشعب اليهودي المختار، وهي بالتالي تبذل المساعي الحثيثة لتحقيق الاعتراف بيهودية الدولة كخطوة للاستكمال تجريد شعبنا من حقوقه التاريخية ، لذا وفي سبيل مواجهة مخططاتها الخبيثة فنحن مع المصالحة، والقيادة الفلسطينية قدمت الكثير للمصالحة بهدف الحفاظ على وجود شعبنا وحقوقنا، فالمصالحة مصلحة فلسطينية وهي في مصلحة التنظيمات المختلفة.