الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

تحالف المؤسسات الحقوقية يقدم طعنا في قرار توريد المناهج بالقدس

نشر بتاريخ: 09/05/2011 ( آخر تحديث: 09/05/2011 الساعة: 14:08 )
القدس- معا- طالب تحالف المؤسسات الحقوقيّة للدفاع عن المقدسيين المدارس الخاصة في القدس بعدم الانصياع إلى قرار البلديّة كونه قرار غير قانوني ولم يستند إلى الإجراءات الإداريّة القانونيّة السليمة والتي يجب إتباعها، كما أن هذا القرار غير مُبَرَر حتى اليوم، كما طالب التحالف إدارة المعارف الإسرائيلية بتقديم كافة المبررات التي دعت وزارة التعليم وبلدية القدس لتغيير المناهج المدرَّسة في مدارس المدينة.

وأكّد تحالف المؤسسات في بيان صحافي، أنّه تقدم بطعن أمام الجهات المختصة في بلديّة القدس ضد الكتاب الموجّه إلى مدارس الخاصة في القدس، حيث أكّد البيان أنّ التحالف وجّه رسالة إلى إدارة المعارف رفض فيها تعميم 7 آذار والآليّة التي أُتُبِعَت في ذلك، حيث كانت إدارة المعارف قد عمّمت في آذار الماضي على مجموعة من المدارس الخاصة بشرقي القدس والممولة جزئياً من قبل وزارة المعارف الإسرائيلية نيَّتها القيام بتزويد هذه المدارس بالمناهج التعليمية ومنعها من شراء الكتب المدرسية من موارد أخرى.

وأكد كتاب الطعن أن إدارة المعارف لم تتشاور مع أي من المدارس المعنية قبل اتخاذ القرار، ولم يُمنح أيٌ منها حق معرفة مُسوغات القرار، كما لم يتم توضيح الفروق بين المنهاج المنوي توزيعه من قِبل المعارف وبين المناهج القائمة حالياً، عِلماً أنّ أي تغيير على هذه المناهج سوف يؤثر على تحصيل الطُلاب، خاصة طلاب المراحل الثانوية المقبلين على امتحانات الثانوية العامة.

كما أوضح الكتاب أن أغلبيّة مدارس القدس قامت بتوريد الكتب المدرسية للعام الدراسي 2011-2012، وعلى هذا الأساس، ليس بمقدورها الحصول على كتب جديدة من أي مصدر آخر، كما أن عدداً كبيراً من الطلاب يقومون بالحصول على الكتب المنهجية من مصادر أخرى غير المدارس، ولا يمكن منعهم من ذلك.

وتساءل التحالف في كتابه عن المغزى من الحصول على الكتب من قبل المعارف الإسرائيلية إن كانت الكتب المنهجية التي طُلب توزيعها هي نفسها التي تقوم المدارس بتدريسها حالياً، لا سيما أن المناهج الفلسطينيّة تعتبر مناهج تراكميّة لا يمكن التعديل عليها دون أن تتأثر المواد والمعلومات في الصفوف الثانويّة حتى التوجيهي.

وأشار التحالف في ختام رسالته أن وزارة التربية والتعليم الفلسطينيّة هي صاحبة حقوق طبع الكتب المدرسيّة، وترفض بالتالي أي تعديل على هذه الكتب، وأنّه من واجب الوزارة تحميل المسئوليّة القانونيّة على الجهّات الإسرائيليّة التي تقوم بإعادة طباعة الكُتب، دون وجود إذنٍ مُسبق من السلطة الفلسطينيّة. كما ناشد البيان الصحافي وزارة التربية والتعليم الفلسطينيّة بمقاضة بلديّة الاحتلال أمام المحاكم المُختصة، لأنها قامت بتعديلات على المناهج الفلسطينيّة الموزّعة في مدارس البلديّة دون الحصول على تصريح من مؤلفي الكتب والقائمين على المناهج الفلسطينية. وأكّد البيان أنّ مثل هذه الخطوة سوف يعيق تطبيق قرار البلديّة لأجلٍ بعيد.

شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية والائتلاف من اجل القدس..

وفي نفس السياق، دعت لجنة القدس- شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية والائتلاف من أجل القدس في بيان مشترك كافة مدارس مدينة القُدس إلى عدم الانصياع للتوجيهات التي وصفتها بالمُجحِفة والغير قانونيّة الصادرة عن إدارة المعارف الإسرائيلية، وطالبت المدارس برفض كافة أشكال التهديد والوعيد والابتزاز الذي تقوم به سلطات الاحتلال من أجل أسرلة المنهاج الفلسطيني.

وقد دعا البيان كافة الأُطر السياسية والطلابية ومجالس أولياء أمور الطلبة للقيام بخطوات جدية وسريعة والتنسيق المشترك لإفشال هذا المخطط الخطير والذي يشكّل أهم معركة وجود في القدس.

وقد أشاد البيان بتشكيل تحالف المؤسسات الحقوقيّة للدفاع عن المقدسيين، الذي جاء رداً على السياسات الاحتلاليّة، ورداً على تقصير الائتلافات الحقوقيّة الحاليّة في أداء الأهداف التي تشكّلت من أجلها، مؤكداً أهميّة تضافر الجهود لمجابهة القرارات الإسرائيليّة بجميع الوسائل، والتي من ضمنها اللجوء إلى المحاكم لمجابهة القرارات الإسرائيليّة.

ودعا البيان السلطة الوطنية بشكل عام ووزارة التربية والتعليم الفلسطينية بشكل خاص لتحمّل مسؤوليتها الكاملة والشاملة اتجاه كافة احتياجات قطاع التعليم في مدينة القدس، وتحرير هذا القطاع من أي هيمنة أو ابتزاز احتلالي، مؤكداً على ضرورة تشكيل صندوق خاص لدعم التعليم والمدارس في مدينة القدس من أجل التحرر من أي هيمنة عليها.

وقال البيان أن الاحتلال يحاول من خلال هذه الخطوة الهيمنة الكاملة على الأرض والإنسان الفلسطيني وحرمانه من ثقافته وتاريخه وبالتالي العبث بهويته الجماعية، مشيراً أن الاحتلال يستغل الصمت الدولي الانحياز الأمريكي، وحالة الضعف العربي العام، والتناقضات على الساحة الفلسطينية.

وأكد البيان رفضه التام لأي محاولة للعبث أو للتدخل بالمنهاج الفلسطيني الذي يعبّر عن "ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا"، وأكد رفضه طلب سلطات الاحتلال، من خلال إدارة المعارف إعادة طباعة المناهج الفلسطينيّة تحت وصايتها ورقابتها.

وتوجه البيان بنداء إلى المجتمع الدولي وكافة المؤسسات الدولية الفاعلة والمُختصة لتحمل مسؤوليتها اتجاه الشعب الفلسطيني وحمايته وتحديداً في مدينة القدس وحماية كافة حقوقه وثقافة وحضارته كون القرار يمس بأبسط حقوقه بالتعليم الذي ينسجم مع احتياجاته وتطلعاته، كما توجه إلى كافة الدول العربية والإسلامية لتحمّل مسؤوليتها تجاه حماية الشعب الفلسطيني وتقديم كافة أشكال الدعم له، من أجل تعزيز صموده وحماية موروثه الحضاري والثقافي والتعليمي.