وزارة الاسرى تسلط الضوء على الأسيرة المحررة شيخة الرشايدة
نشر بتاريخ: 09/05/2011 ( آخر تحديث: 09/05/2011 الساعة: 12:09 )
رام الله- معا- سلطت وزارة الأسرى الضوء على الأسيرة المحررة شيخة الرشايدة (60) عاما، سكان قرية الرشايدة البدوية التي تبعد 20 كم عن مدينة بيت لحم وتمتد في صحراء واسعة حتى مشارف البحر الميت، ويبلغ عدد سكانها 1700 نسمة.
شيخة محمد احمد الرشايدة اعتقلت في 5/4/1985 إداريا بتهمة مساعدة المقاومين في قرية الرشايدة والمتسليين الى فلسطين، لتكون من أولى النساء اللواتي يعتقلن إداريا في ذلك الوقت.
فشلت المخابرات الاسرائيلية في انتزاع أي اعتراف من الأسيرة شيخة، وقد خضعت لتحقيق قاس ولشتى صنوف التعذيب والاهانات، في محاولة لكسر الروح العنيدة لهذه البدوية، انطلقت إرادتها في براري فلسطين منذ أن كان عمرها 20 عاما لتعانق الحرية في تلك الأرض الواقعة بين السماء والبحر.
قرية الرشايدة النائية تعرضت للقمع والاستهداف منذ عام 1967، ولا زالت وفق سياسة إسرائيلية رسمية لتهجير سكان القرية وإبعادهم عن حدود فلسطين.
الاعتقالات طالت الكبير والصغير، وقد حوصرت القرية لمدة 3 سنوات عام 1970، وهدم الاحتلال بيوت الشعر التي يقطن فيها السكان، واعتقلت جميع رجال وشبان القرية، وقد حكم على عدد منهم أحكاما عالية وطورد واستشهد ستة من أبناء القرية.
وفي عام 1983 صادرت سلطات الاحتلال آلاف قطعان الماشية والجمال، وفي أعوام 1986-1997 أحرقت الخيام وصودرت صهاريج المياه واعتقل الرعاة، ولكن سكان القرية ظلوا صامدين على أرضهم، وجوههم صوب البحر وإيمانهم عميق بالحياة والحرية، ومازالوا يشتبكون مع الاحتلال على مدار الساعة، متحدين ظروف العيش القاسية، يرفضون أن يخضعوا للذل والاستعباد.
شيخة الرشايدة، هذه البدوية التي أثبتت صمودها في التحقيق ولم تعترف بالتهم الموجهة لها فتم تحويلها الى الاعتقال الإداري، لتعيش مع 80 امرأة في سجن الرملة للنساء، ولتخوض معهن معارك الجوع دفاعا عن حقوقهن وكرامتهن الإنسانية.
الأسيرة المحررة شيخة الرشايدة التي أفرج عنها في 19/5/1994 بعد اتفاقية أوسلو ضمن الإفراج عن 5 آلاف أسير فلسطيني في ذلك الوقت ، لا زالت تواصل نشاطاتها التضامنية مع الأسرى وتشارك في كل الفعاليات المناصرة لقضية الأسرى.
الثوب البدوي الذي ترتديه، وجهها القمحي العنيد، وعيناها الحادتين كعيني الصقر تشير الى فدائية وإنسانة، اعتقل زوجها عدة مرات، مشحونة بصلابة المرأة الفلسطينية الثابتة على الأرض والمعطاءة بلا حدود في بساتين النضال، لتشكل بأحلامها حارسة لروح البقاء.
أن تصل شيخة الرشايدة، فعليك أن تمر عن حواجز عسكرية كثيرة يقيمها الجنود في الطرقات المؤدية الى القرية، وترى بعينيك أرضا ممتدة معظمها يستخدم للتدريب العسكري، وكيف يلاحق الرعاة من قبل مستوطني مستوطنة ( معالي عاموس ) لرعي أغنامهم في حقول وأراضي القرية.
وعندما تصل ستجد أمامك امرأة شامخة أطلق الرئيس الشهيد أبو عمار عليها شمعة الصحراء، مبتسمة قوية ، تقف كجيش بأكمله في وجه مطامع الجنود والمستوطنين، تفتح خيمتها على الريح الساخنة، لتطلق إيقاع الأرغول وهي تنشد حكاية شعب قرر أن يحيا حرا ما استطاع الى ذلك سبيلا.