الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الصحافة والتحريض: "turn on ،turn off"

نشر بتاريخ: 09/05/2011 ( آخر تحديث: 09/05/2011 الساعة: 18:26 )
غزة- معا- خضرة حمدان- "أنت مغضوب عليك"، "أنت من الضالين" ولا شو كمان" أنت بوق فتنة"، " انتو معانا ولا معاهم" أحدثها " فش صحافة مستقلة كذب كلنا منحازين"، "إلى اللقاء نراكم في عالم آخر جديد تكون فيه الصحافة حقاً سلطة رابعة" بلاش نضحك على بعض شو سلطة رابعة يا بتسكت يا نسكتك".

مصطلحات وسمت فيها الصحافة ورجالها في عالم الانقسام السياسي بين الشقيقين الفلسطينيين، طُلب منها أن تكون حزبية وحين بدأت غيمة الانقسام بالتبدد يطلب إليها أن تكون وطنية وواضحة وتسدد الخطى نحو المصالحة ولا تعكر أجواء الصفاء الذهني بعد العصف الفكري والنفسي والميداني الذي راح ضحيته الكثيرون ضحايا انقسام ماتوا وترملت زوجاتهم وتيتم أبناؤهم وعلاقات اجتماعية تفككت وبيوت حرم عليها دخول الحمساوي ومساجد حرم منها دخول الفتحاوي والكثير الكثير.

إذن ما دور الصحافة في تلك اللحظات أين كان المنمقون بالبلاغة والأدب، الشعراء؟، أين كان الكتاب الميامين لماذا لم يمارسوا دور التوحيد؟ هل فعلا لم يكن أحدهم مستقلاً؟ كيف عادت فضائية الأقصى لتبث في الضفة الغربية وكيف عاد تلفزيون فلسطين ليبث من غزة؟ هل يحدث هذا بجرة قلم أم سبقه إعداد واستعداد، كيف نأتي بمصطلحات التوحيد بعد أن قصمت ظهورنا مصطلحات التشكيك والتخوين والتهليل والتحريض والتفريط والتشتيت والفعل ورد الفعل، يا رب تتوحد الوزارات، قولوا آمين.

قبل توقيع الحروف الأولى كما علمت "معا" على اتفاق المصالحة بالقاهرة جاءت الأوامر من أعلى الهرم الرئيس محمود عباس، ومن رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل ورئيس الوزراء بالحكومة المقالة إسماعيل هنية قرروا "قلب طاولة" الحوارات الساخنة والتخوين والتحريض من وسائل الاعلام المحلية وفرش الرمال الذهبية والبسط الناعمة.

جاء القرار "لا لمصطلحات الانقلابيين، الإمارة السوداء، المليشيات، الخونة، الأجهزة الأمنية العميلة، الرئيس المنتهية ولايته" وغيرها من المصطلحات التي سادت زمناً يقاس بعمر القضية لا يقل عنها حتى لو قصر.

تغير الحال هكذا ببساطة يجب على الإعلام أن يكون موحداً لا مفرقاً، مبشراً بالخير ليس العكس، لماذا وهل الإعلام هو ماكنة مفتاحها بأيدي الساسة ولماذا لا يلعب الإعلام دوره دون سلطة أي سلطة ودون سطوة أي قوة؟.

في فضائية "الأقصى" تحدثنا لمدير عام الأخبار فيها عماد زقوت الذي بدى فرحاً بهذه المصالحة الإعلامية، مؤكدا أن الإعلام هو مرآة المجتمع ويعكس كل ما فيه إن كان صلحا أو غير ذلك، معتبرا أن الأجواء والمناخات السائدة هي التي تعكس وتفرض دور الإعلام.

ولماذا لم يقم الإعلام بدور التوحيد لا عكس ما يجري فقط قال: "كنا أول الدافعين للمصالحة صحيح أن هناك بعضاً من الحزبية ولكن ليتذكر الجميع لقد أطلقت فضائية الأقصى عبر رئيسها سابقاً وزير الداخلية الحالي فتحي حماد أول مبادرة لوقف التحريض والمصالحة الإعلامية ولكنها لم تجد صدى".

وعن الفروق بين المصطلحات المستخدمة بعد التوقيع على المصالحة عنها في ظل الانقسام مثل الرئيس المنتهية فترة ولايته، المدعو عباس، وأجهزة عباس العميلة التي تغيرت إلى الرئيس عباس والأجهزة الأمنية قال: "لم تقم فضائية الأقصى بالمصطلحات السابقة التحريضية ولكنها وردت على لسان بعض الشخصيات المستضافة في برامجنا وأخبارنا أو على لسان المواطنين نحن كنا نستخدم مصطلحات أخف وطأة مثل الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة ولفتح ورام الله مثلا...".

وحول قرار عودة البث بالضفة الغربية أكد أن القرار جاءهم من المكتب الإعلامي الحكومي- يجدر الإشارة هنا إلى أن رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بالحكومة المقالة متواجد بالقاهرة أي أن القرار جاء من القاهرة- وبعدها بدأ بعض الصحفيين والمراسلين في الضفة ببث مقابلات من الشارع لكنهم كانوا حذرين ومتخوفين من الأجهزة الأمنية هناك إلا أنهم شعروا بالثقة أكثر فأكثر بعد أن "جسوا النبض وقاموا بلقاءات مباشرة بوجود رجال الأمن بالسلطة ولم يتم التعرض لهم"، مؤكدا أن هذا شكّل لهم دافعية أكبر للعمل بشكل مفتوح ودون خوف أو قلق.

أما عن المعتقلين ومن طوردوا من العاملين بفضائية "الأقصى" قال إنهم يشعرون بالتفاؤل وأن طواقم الفضائية لم تكن مستعدة للعمل من الضفة الغربية بعد تعرض الكثير منهم للمضايقات والمطاردة أو الاعتقال مثل مراسلها طارق أبو زيد ولكنهم عادوا للعمل بكثير من التفاؤل مع بعض الشيء من الخوف كونهم لم يحصلوا على قرار رسمي من السلطة الفلسطينية بعد للعمل من هناك.

كما هو الشعور السائد في فضائية الأقصى فإن الطاقم العامل بفضائية تلفزيون فلسطين يكاد يطفو عليه شعورد السعادة بحيث يصف مراسل الفضائية بغزة شعورهم بأنهم في غاية السعادة كونهم لأربعة أعوام منهم من أجبر على الجلوس بالمنازل وعدم ممارسة عمله ومهنته.

المراسل عادل الزعنون قال لـ "معا": "حين سمعنا قرار البدء بالعمل من غزة لم نصدق شعرنا بالسعادة البالغة لأن نكون من أول الناس لنساهم في زرع الثقة بين جمهور فتح وحماس، مشيراً إلى أن "قراراً رسمياً ببدء العمل للفضائيتين من غزة والضفة لم يصدر لكن الفضائيتين اعتمدتا على تصريحات سابقة للرئيس لوقف التحريض عبر وسائل الإعلام".|128173*الزعنون يجري مقابلة مع قيادي بحماس لتلفزيون فلسطين|ويومياً تكاد نشرات الأخبار والبرامج لا تخلو من ضيوف الطرفين بالفضائيتين حتى أن معدي البرامج باتوا يتعمدون استضافة الفريقين كما يقول الزعنون، منوهاً إلى الترحيب الذي وجده طاقم الفضائية من المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، معرباً عن أمله أن يعود للإعلام الفلسطيني دوره الحقيقي وأن تنتهي للأبد ممارسة أي سلطة أو سطوة عليه.