الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

مفيد حسونة: ليعذرنا أهل السياسة .. الرياضة الفلسطينية الاجرأ

نشر بتاريخ: 10/05/2011 ( آخر تحديث: 10/05/2011 الساعة: 16:12 )
الخليل- معا- ناصر المحتسب- الزميل مفيد حسونة يفتح قلبه للإعلام الرياضي الفلسطيني, الإعلامي الأردني الذي خدم في محراب الرياضة الأردنية والعربية لأكثر من (خمس وثلاثين عاما) و الذي تم تكريمه العام الماضي كأحد رواد الإعلام الرياضي الأردني والعربي, أكد أن الرياضة الفلسطينية نجحت في غضون فترة زمنية محدودة في التغلب على السياسة, باحتضان الأشقاء والأصدقاء على ارض فلسطين, من خلال سلسلة أحداث رياضيه غير مسبوقة, بتاريخ الرياضة الفلسطينية قبل وبعد الاحتلال.

وأضاف الزميل حسونة، الإعلامي الرياضي بجريدة الرأي، كبرى الصحف اليومية الأردنية, أن البطولة الدولية بكرة القدم, والتي تسير باتجاه أن تحقق اكبر حدث رياضي سوف تعيشه المدن الفلسطينية, يؤكد على عمق الأهداف الإستراتيجية التي حققتها الرياضية الفلسطينية لقضيتها الجوهرية, القضية الفلسطينية خلال السنوات الماضية, وتحديدا منذ تولي اللواء جبريل الرجوب قيادة الرياضة الفلسطينية, حيث انتشرت المنتخبات والأندية الفلسطينية في كل بقاع الأرض, تحمل قضيتها الأساسية, واحتضنت لأول مرة منذ النكبة العديد من منتخبات وأندية الدول الشقيقة والصديقة.

وخاطب الزميل حسونة الذي يعتبر أول صحفي رياضي في الأردن الشقيق, يخوض انتخابات نقابة الصحفيين قبل عدة أيام .. أهل السياسة وقال: اعذرونا فالرياضة الفلسطينية أثبتت أنها الاجرأ, وهي قطعت شوطا بزمن قياسي بفضل لغتها وأهدافها النبيلة, التي يفهما كل العالم وبفضل طريقة العرض والإقناع, الذي يتأجج في قلوب قيادات الرياضة الفلسطينية ونجومها وأركانها وإعلامها, بصدقهم لقضيتهم العادلة التي استهلكت البشر والحجر على امتداد أكثر من نصف قرن.

وأضاف حسونه, ليس تحيزا لشخصه بل إنصافا لما حققه للقضية الفلسطينية عبر الرياضة, فان اللواء جبريل الرجوب رئيس اللجنة الاولمبية الفلسطينية, يستحق أن يحظى بكل التقدير والتكريم من كل فلسطيني وعربي, لقد أعاد الحياة إلى الرياضة الفلسطينية والى ملاعبها, وأعاد للمنتخبات الفلسطينية حق خوض مبارياتها الدولية الرسمية على الأرض الفلسطينية, وهو حق بقي مهدورا دهرا من الزمن.

ويضيف: لقد كنت شاهد عيان وساهمت بولادة اللقاءات المحدودة, التي أقيمت بين الأندية الأردنية والفلسطينية بعد عام 1967, وكان ذلك حينما زار وفد نادي شباب الخليل الرياضي مدينتي عمان واربد, قبل نحو (30) عاما, ومن ثم توافد العديد من الأندية الفلسطينية إلى الأردن, ثم ساهمت بتحقيق أول زيارة لقطبي الكرة الأردنية الوحدات والفيصلي إلى المدن الفلسطينية قبل نحو (15) عاما, وما أعقبها من زيارات للعديد من الأندية الأردنية إلى المدن الفلسطينية وكنت شاهدا على تقطعات النشاطات الرياضية الفلسطينية وغياب انتظام البطولات المحلية لسنوات طويلة وشاهدت ملاعب لا تصلح حتى لسباق الخيول, ولكن ما يحدث الآن هو شيء كبير وتاريخي وغير مسبوق على كافة المستويات.

وأضاف حسونة, وهو من مواليد مدينة خليل الرحمن: خلال شباط الماضي تشرفت بان أكون ضمن اكبر وفد إعلامي رياضي عربي, يزور فلسطين ويشارك بملتقى الإعلاميين الرياضيين العرب, وتشرفنا جميعا بلقاء سيادة الرئيس محمود عباس في لقاء تاريخي, جسد فيه سيادة الرئيس ابومازن, معنى وعمق الزيارة حينما شرفنا بشهادة نفخر بها جميعا, نحن أسرة الصحافة الرياضية العربية, حينما اعترف بأننا في الإعلام الرياضي أجرأ من الإعلام السياسي, مستذكرا مواقف عديدة رفض فيها زملاء المهنة في السياسة زيارة المدن الفلسطينية تحت ذريعة وجود الاحتلال.

وإذا كانت المصالحة تمت بين الإخوة في القاهرة قبل أيام, فان الرياضة سبقت السياسة بعدما جمعت زملاء المهنة من كل المدن الفلسطينية, ومن غزة والأراضي المحتلة في الداخل, من خلال مشاركتهم في الملتقى ذاته.

ورغم ذلك فقد أشاد الزميل حسونة بدعم واهتمام القيادة السياسية الفلسطينية للرياضيين, والذي يجسد قناعتهم بالدور الكبير الذي تقوم به لتعزيز تطلعات الشعب الفلسطيني عامة, وتوجهات شبابه على وجه الخصوص وتنمية مواهبه وقدراته من خلال شعار, "الرياضة حياة" وأضاف: خلال مرافقتي للعديد من البعثات الرياضية الأردنية إلى مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية, شعرت مقدار الاهتمام الذي توليه القيادة الفلسطينية للرياضة, من خلال المنشات الرياضية الضخمة, والتي أضحت تنافس بحجمها وضخامتها كبرى الصالات الرياضية في الوطن العربي, ولعل الصالة الرياضية في مدينة الخليل, شاهد عيان على ذلك إلى جانب تعدد الاستادات الرياضية وانتظام النشاط الرياضي, وخاصة بطولات دوري المحترفين, وباقي الدرجات بكرة القدم, والتي تغطي كل ملاعب المدن الفلسطينية.

* الدعم الأردني
وحول الدور الأردني التاريخي في خدمة القضية الفلسطينية عامة, والرياضة على وجه الخصوص, يقول الزميل حسونة: على مدار العقود الست الماضية, فان الدور الأردني كان ولا يزال, ينبع من البعد القومي والإسلامي للقيادة الهاشمية, إلى جانب متطلبات خصوصية العلاقة, التي تربط الشعب الأردني وشقيقه الفلسطيني اللذين تربطهما علاقات تاريخية متميزة, كذلك فقد كانت القضية الفلسطينية بمثابة موقع القلب من الجسد في السياسة الأردنية, وهي تتصدر جدول أعمال جلالة الملك عبد الله الثاني في حله وترحاله.

وعلى الجانب الرياضي فان سمو الأمير علي بن الحسين, نائب رئيس الاتحاد الدولي كان ولا يزال يوجه على الدوام, بتسخير كل إمكانات الاتحاد الأردني لكرة القدم, ويضعه بتصرف الأهل في فلسطين, وكان على الدوام يوجه بانتظام لقاءات الأندية والمنتخبات الأردنية والفلسطينية, مهما كان توقيتها ومها كانت ارتباطاتها ومكان إقامتها, وكان الأردن المبادر دوما بزيارة المدن الفلسطينية, وخوض لقاءات حبية على مختلف ملاعبها.

* البطولة الدولية قمة الجرأة والشجاعة
ويرى الزميل حسونة, أن إطلاق فكرة إقامة بطولة كبرى بكرة القدم, بذكرى النكبة تمثل قمة الجرأة والشجاعة, التي يقدم عليها اللواء الرجوب من خلال حشد (16) فريقا, في بطولة هي الأكبر بتاريخ الرياضة الفلسطينية منذ فجر التاريخ, ويضيف: كنت أول من أعلن عن خبر ا قامة البطولة من خلال اتصال هاتفي أجريته مع اللواء الرجوب, وسجلت "الرأي " سبقا صحفيا عربيا, تناقلته عنها كل وسائل الإعلام, بعد ذلك فالحدث كبير وتاريخي والعمل على إنجاحه يتطلب جهودا كبيرة, ولعل في متابعتنا اليومية في "الرأي" عن مستجدات البطولة يؤكد نجاحها قبل أن تبدأ, من خلال فريق العمل الذي يتمحور من اللجنة المنظمة وما ينبثق عنها من لجان فاعله سوف تزيد من خبرة الكفاءات الرياضية الإدارية الفلسطينية.

إنها بطولة كبرى ننتظرها مع الأهل في فلسطين, لنكون شهود عيان على إعادة صياغة تاريخ الرياضة الفلسطينية بحروف من ذهب.

وفي ختام حديثه شدد حسونة على الدور الرائد والكبير الذي تقوم به الصحافة الفلسطينية المختلفة, في أظهار قيمة الحدث الرياضي الفلسطيني المغلف بالثوب الوطني, وحيا مفيد حسونه كل العاملين في حقل الإعلام الرياضي الفلسطيني.