السبت: 05/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

تسمو الرياضة في ذكرى النكبة

نشر بتاريخ: 12/05/2011 ( آخر تحديث: 12/05/2011 الساعة: 16:31 )
بقلم : فهد محمد

يوم الجمعة الخامس عشر من مايو" أيار" العام 1948 شهد العالم أفظع انتكاسة ونكبة في سابقة تاريخية لم تعهد لها البشرية ، بتهجير وتشريد شعب من أرضه ووطنه ، وإحلال شعب أخر محله ، وإقامة دولة للكيان الصهيوني على حساب الشعب العربي الفلسطيني بغير وجه حق ، واستخدام أبشع أساليب القمع والقتل والإرهاب وارتكاب المجازر ضد أهلها لإجبارهم على الرحيل وترك أراضيهم وأملاكهم ، لتكن اكبر شاهد ودليل على جرائم دولة الكيان التي عانى منها الشعب الفلسطيني على مر عقود وسنيين طويلة ومريرة من بطش المحتل وانتهاكه لحقوق البشر ، والتعالي على القانون والقرارات الدولية ...

لتأتي الذكرى الثالثة والستين من عمر النكبة ، وشعبنا الفلسطيني يستعد لأحيائها والاحتفاء بها بعدة فعاليات وأنشطة ، لعل أبرزها بطولة النكبة الدولية التضامنية لكرة القدم والتي يستعد الاتحاد الفلسطيني لإطلاقها بمشاركة فرق من قارات ودول عدة ، وبحضور لفيف من الشخصيات الاعتبارية والرياضية على رأسهم السيد جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ، كاعتراف ضمني باستقلالية الرياضة الفلسطينية وقدرتها على تنظيم البطولات الدولية وتأمينها ، واعترافاً بالحق الفلسطيني المسلوب ، بالرغم من محاولة التضييق واختلاق المعوقات من المحتل الإسرائيلي كما حدث مع البعثة السنغالية ...

تلك الذكرى الأليمة على قلوبنا ، لابد من استغلالها بالشكل الأفضل والأمثل لتذكير العالم بعدالة القضية الفلسطينية وحق العودة ، فلا نجعلها تمر بدون وضع بصمات فلسطينية لها تأثيرها على العالم الخارجي ، بأحقية إقامة دولة فلسطينية مستقلة ، من خلال التفاف الجماهير الفلسطينية مع ذلك الحدث الهام ، ورفع شعار " الشعب يريد إنهاء الاحتلال والمعاناة " ، واستعداد اللجان المكلفة للحدث لتكن على قدر من المسؤولية ، مع إبراز الجانب التاريخي والثقافي والديني والسياحي لأرض فلسطين وشعب فلسطين ، لان الرياضة الفلسطينية هي رسالة رياضة ومقاومة ووطن يتطلع للحرية والاستقلال مع عدم إغفال كشف معاناة اللاعب الفلسطيني والإجراءات التعسفية التي تقوم بها سلطات الاحتلال ضد الرياضة والرياضيين ، مع أهمية دور الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب وتواجد الإعلاميين والصحفيين لتغطية الأحداث والوقائع مباشرة من قلب الحدث لنقل صورة مُشرفة ومشرقة عن واقع الرياضة والشعب الفلسطيني ، ومدى التقدم على صعيد التجهيزات والمنشآت الرياضية ، ومدى الشعبية الجارفة التي تحظى بها لعبة كرة القدم من خلال المؤازرة القوية التي تعودت عليها ملاعبنا الفلسطينية ، لإرسال رسالة مفادها أن الشعب الفلسطيني مصمم على انتزاع حقوقه الشرعية ولديه من الإمكانيات البشرية والقدرات العقلية مايعزز صموده وبناء دولته ، وتأكيد لمقولة شاعرنا الراحل محمود درويش " على هذه الأرض مايستحق الحياة " .