الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

جبهة التحرير الفلسطينية: اتفاق المصالحة افقد اسرائيل الكثير من اوراقها

نشر بتاريخ: 12/05/2011 ( آخر تحديث: 12/05/2011 الساعة: 13:05 )
رام الله- معا- قال الدكتور واصل أبو يوسف الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، إن التحرك الإسرائيلي ضد اتفاق المصالحة الفلسطينية "متوقع"، مشيرا إلى أن إسرائيل فوجئت بشكل واضح بخبر الإعلان عن الاتفاق.

وقال أبو يوسف إن توقيع اتفاق المصالحة أفقد إسرائيل الكثير من أوراقها ورهاناتها، مشيرا إلى أن إسرائيل كانت دوما تتذرع لعدم الوفاء بمتطلبات عملية التسوية بالقول إن قيادة منظمة التحرير الحالية لا تمثل الشعب الفلسطيني، وبالتالي لا يمكن عقد اتفاق معها.

وتوقع ابو يوسف أن يأخذ العدو الإسرائيلي موقفا معاديا للمصالحة وعلى نتنياهو أن يختار بين السلام أو متابعة الاستيطان، ونحن ليس أمامنا إلا أن نربح أنفسنا كفلسطينيين وبعد ذلك نستطيع أن نواجه كل هذه الضغوط بشكل موحد ومواجهة التحديات.

وحذر من أن إسرائيل ستوظف تحالفها مع الولايات المتحدة لإحباط المصالحة الداخلية عبر وضع العراقيل على الحكومة الانتقالية في المحافل الدولية، مشيرا إلى أن اسرائيل تمعن في عدوانها وجرائمها على شعبنا الفلسطيني في مواصلة القتل والحصار والاستيطان وتهويد القدس متحدية العالم أجمع وكافة القوانين والأعراف الدولية.

واوضح امين عام جبهة التحرير أن توقيع اتفاق المصالحة جاء وفق ما تضمنته الورقة المصرية، التى تبلورت فى عام 2010، والتفهمات الإضافية التى تمت ، بحيث أصبحت العناوين لهذا الاتفاق تتناول أولا تشكيل حكومة وطنية من الكفاءات الفلسطينية، وثانيا دعوة اللجنة المكلفة بإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية التى نص عليها إعلان القاهرة فى 2005، وتشكيل مجلس القضاء الأعلى بتوافق وطنى الفلسطينى وبمرسوم يصدره الرئيس الفلسطينى محمود عباس، وتم الاتفاق على تشكيل لجنة الإنتخابات العليا، بتوافق بين القوى أيضا يصدره الرئيس بمرسوم ثم لجنة أمنية عليا من الكفاءات المهنية فى هذا الاختصاص ودعوة المجلس التشريعى للانعقاد وإعادة تفعيله مجددا.

وقال أن جميع القوى والفصائل الفلسطينية حرصت على إتمام التوقيع ولديها إرادة صادقة وجادة لتنفيذ كافة بنوده، معتبراً ذلك الطريق نحو استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية لمواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية ورافعة للعمل الفلسطيني على المستوى الدولي خاصة وأننا نواجه استحقاق أيلول 2011 في الأمم المتحدة من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967.

وثمن ابو يوسف دور الشقيقة مصر في المصالحة واستمرارها في الاستمرار في رعايتها ، واكد ان هذه المصالحة اتت في ظل الثورات الشعبية العربية فى المنطقة.

وقال ان المصالحة اتت في في اجواء مفعمة بالامل تهب فيخا نسائم التغيير في المنطقة والتي تستجيب لارادة الجماهير التواقه للحرية واشاعة مناخ الديمقراطية وتداول السلطة بشكل سلمي وضمان الحريات العامة ، ومكافحة الفساد والتمييز، هذه الاهداف النبيلة تصب جميعها في مجرى التحولات السياسية والاجتماعية نحو الافضل ، نقطة ارتكازها تغيير الاوضاع الداخلية السائدة التي توقفت عن عجلة الدوران منذ عقود طويلة، ان انعكاس نتائج هذه الثورات ينبغي استثمارها بما يعزز مركزية القضية الفلسطينية وسبل توفير الاسناد والدعم لها لتبقى قضية الامة وسماتها المشتركة، وخاصة في ظل الانواء العاصفة والتدخلات الخارجية التي تحاول حرف مسار هذه الثورات بما يخدم مصالحها واطماعها في المنطقة.

وقال امين عام جبهة التحرير ان الثورات العربية أظهرت الوعي التام لشكل العلاقة القادمة مع الدول الأخرى المبنية على التكافؤ في العلاقة بما يخدم المصالح المشتركة العليا للعرب بالرغم من المحاولات الأمريكية ركوب موجة الثورات والتكيف مع الأوضاع الجديدة الناشئة إلا أنها لن تستطيع إقناع أحد لأنها هي من دعمت نظم الإستبداد وما ألت إلية الأزمات المتفاقمة كانوا من أهم حلفاءها الذين أصبحوا لا يلبّون مصالحها الحيوية.

وقال أبو يوسف, إن اللجنة التنفيذية ناقشت الإنتخابات المحلية خلال جلستها برئاسة الرئيس محمود عباس, مشيراً إلى أن أعضاء التنفيذية توافقوا على عقد سلسلة مشاورات بهدف تقييم الوضع بالنسبة لمشاركة قطاع غزة.

وأوضح امين عام جبهة التحرير أن المشاورات التي ستجري ستكون في سياق دراسة إمكانية ضمان نجاح الإنتخابات في حال التوافق على إجرائها في الأراضي الفلسطينية, لا سيما قطاع غزة بعدما كان ممنوع إجرائها هناك نظراً لحالة الإنقسام التي إنتهت بتوقيع إتفاق المصالحة.

وأضاف ان حركة حماس طلبت تأجيل الإنتخابات, لحين التوافق على موعد جديد لإجرائها, واكد أن اللجنة التنفيذية إتخذت قرار بالتوافق على إجراء المزيد من المشاورات لضمان إجراء الإنتخابات بالتوافق ومشاركة حركة حماس.

واعتبر امين عام جبهة التحرير ان حق العودة هو نقطة الارتكاز في القضية الفلسطينية ولا يمكن التنازل عنها، واضاف إن حق العودة هو في مقدمة سلم أولويات شعبنا أينما وجد هنا وفي كل دول الشتات، وإن القرار الأممي 191 يضمن حق العودة والتعويض للشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أن فصائل العمل الوطني بكافة ألوان الطيف السياسي وشعبنا توحدت خلف حق العودة، وأن إسرائيل وبعد 63 عاما فشلت وستفشل بمقولتها "الكبار يموتون والصغار ينسون"، في إشارة إلى النكبة وتشريد الشعب الفلسطيني.

وأكد ان منظمة التحرير تخوض معارك مختلفة للدفاع عن ثوابت الشعب الفلسطيني وفي المقدمة منها حق العودة، وواجهت كافة المحاولات التي تنتقص من دورها او خلق البدائل لها. كما استطاعت المنظمة خلال مسيرتها الطويلة من اظهار الحقوق الفلسطينية في مختلف المحافل الدولية، وإعادة القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية التي كانت حبيسه الادراج الى الظهور مجددا، واعتبار ان مفتاح الحرب والسلم في المنطقة يكمن في استعادة حقوق شعبنا وفي مقدمتها حق عودة اللاجئين الى ارضهم وديارهم التي شردوا منها، والتعويض عما لحق بهم من ضرر وأذى، والتأكيد على ان هذه العودة حق فردي وجماعي وهو حق مقدس غير قابل للالغاء ولا يسقط بالتقادم وأن المصالحة الوطنية وتعزيز الوحدة والصف الوطني، هو ما يقربنا من إحقاق المشروع الوطني بالحرية والاستقلال.