الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاحتفال بافتتاح مشروع الري المتكامل في الاغوار

نشر بتاريخ: 12/05/2011 ( آخر تحديث: 12/05/2011 الساعة: 23:23 )
طوباس -معا- تم أمس الاحتفال بافتتاح مشروع الري المتكامل في قرى النصارية وبيت حسن والعقربانية والأغوار والذي نفذته مجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينيين ضمن برنامج تحسين مستوى المعيشة في الضفة الغربية الممول من القنصلية الهولندية وبإدارة جمعية التنمية الزراعية "الإغاثة الزراعية" وبالشراكة مع وزارة الزراعة وعدد من المؤسسات الأهلية.

وافتتح الحفل الذي اقيم في قرية النصارية تحت رعاية وزير الزراعة الدكتور إسماعيل إدعيق ومحافظ نابلس اللواء جبريل البكري وممثل القنصلية الهولندية، بتلاوة ايات من القران الكريم ثم عزف السلام الوطني، والقى وزير الزراعة كلمة قال فيها ان هذه المنطقة عانت في السابق من الأهمال لفترة طويلة جداً، إما اليوم فهناك مشاريع تنفذها العديد من المؤسسات بتخطيط من المؤسسات الحكومية لتحويل المنطقة الى سلة الخضار الفلسطيني.

واشار ادعيق الى ان هذه المنطقة تتربع على اكبر كمية من المياه التي يمكن استغلالها في الزراعة، مؤكدا ان الوزارة ستعمل على حماية الآبار الموجودة وترخيص آبار جديدة لاستخدام كل الاراضي الزراعية وعدم ترك أي شبر بلا زراعة.

وأوضح ان الوزارة تبحث آفاق عمل شبكة مياه شاملة في المنطقة من خلال إقامة خطين رئيسيين لتوزيع المياه، مضيفا أنه سيتم إقامة محطة معالجة للمياه العادمة والتي ستوفر كميات من المياة للزراعة، معرباً عن أمله بالتوسع في زراعة الحمضيات في المنطقة خلال السنوات الخمس المقبلة، مبيناً أن هناك حاجة الى زيادة المساحة المزروعة بالحمضيات الى 20 ضعفا مما هي عليه الآن.

وقال إدعيق ان هذه المنطقة تصدر قرابة 12 الف طن من محصول الخيار الى إسرائيل سنويا بقيمة 24 مليون شيكل، كما يتوقع أن تنتج المنطقة اكثر من 70 من حاجة الأسواق الفلسطينية من البطاطا وإذا ما أضيف اليه فائض الإنتاج في قطاع غزة من البطاطا فانه يمكن الوصول الى الإكتفاء الذاتي.
واشاد ادعيق بالدعم الهولندي المتواصل لقطاع الزراعة الفلسطيني من العام 1986 وحتى الآن، مؤكدا أن هولندا تعتبر الداعم الأول لقطاع الزراعة في فلسطين، حيث تقدم سنويا دعما بقيمة تتراوح ما بين 10-15 مليون دولار سنويا لدعم هذا القطاع.

وقال ادعيق ان فلسطين هي البلد الشرق اوسطي الوحيد الذي وقع اتفاقية زراعية مع الاتحاد الاوروبي بما يسمح بتصدير المنتجات الزراعية الى الاتحاد الاوروبي في كل وقت، وبالتالي ينبغي الاستفادة من هذه النافذة الهامة لتسويق المنتجات الزراعية الفلسطينية بحيث تتحول الزراعة الى تجارة مربحة للمزارع الفلسطيني، مؤكدا على الحاجة الى فتح اسواق جديدة وتوفير التأمين الزراعي وبنية تحتية للزراعة حتى لا يشكو المزارع من سوء الاحوال.
وشكر ادعيق في ختام كلمته الممثلية الهولندية ومجموعة الهيدرولوجيين والاغاثة الزراعية وسلطة المياه على دورهم في اقامة هذا المشروع الهام.

من جانبها، دعت عنان الاتيرة نائبة محافظ نابلس في كلمة لها الى ضرورة البحث عن مصادر جديدة للمياه، خاصة وان المياه تشكل تحديا في فلسطين في ظل سياسة التعطيش التي تتبعها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وكذلك سياسة الاقتلاع التي تنتهجها اسرائيل والهادفة الى ارغام الفلاح الفلسطيني على ترك ارضه لتسهيل مصادرتها وتوسيع المستوطنات، مشددة على ان توفير المياه يؤدي الى تثبيت المزارع في ارضه وتوفير تنمية مستدامة في المنطقة تعزز صمود المزارعين، مضيفة ان برامج الحكومة يجب ان تركز على تنمية الريف.
وشكرت الاتيرة القنصلية الهولندية ووزارة الزراعية ومجموعة الهيدرولوجيين والاغاثة الزراعية والمزارعين لمساهمتهم في اقامة هذا المشروع.

اما الممثل الهولندي، فعبر في كلمة له عن سروره لما شاهده من نشاط زراعي على طول الطريق التي سلكها من رام الله وحتى النصارية، كما عبر عن فخره بما تم تحقيقه وللدور الذي لعبته هولندا في هذا المجال طوال السنوات الماضية، مؤكدا على اهمية القطاع الزراعي في توفير فرص عمل للشباب، مشددا على اهمية دمج التقدم التكنولوجي مع الزراعية بما يحقق نتائج كبيرة.

واضاف ان مشاريع التنمية الزراعية تساهم في تثبيت الناس في اراضيهم وهذا ضروري لقيام الدولة الفلسطينية، واعرب عن دعم بلاده للوحدة بين شطري الوطن الفلسطيني، لافتا الى ان هولندا تقدم دعما لمشاريع زراعية في الضفة وغزة وهي مستمرة في هذا المجال وستخصص ميزانيات لدعم الزراعة والمياه، واكد على اهمية الاتفاقية الزراعية بين السلطة الفلسطينية والاتحاد الاوروبي.

وفي كلمة لممثل سلطة المياه، شكر المهندس عمر زايد كل من اهم في هذا المشروع الذي يعد خطوة من خطوات الادارة المتكاملة لسلطة المياه في ظل العراقيل التي تضعها اسرائيل امام تطوير مصادر المياه في ظل تناقص مصادر المياه بسبب قلة الامطار، مؤكدا على اهمية تضافر الجهود لتوفير مصادر المياه.

واشار الى ان سلطة المياه تقوم بدعم وتوفير الابار الجوفية والزراعية بالتعاون مع وزارة الزراعة وتسهيل تطوير الابار بالرغم من طلب السلطات الاسرائيلية اغلاق ثلاثة ابار في منطقة النصارية وبيت حسن، وهو ما رفضته سلطة المياه، مضيفا ان سلطة المياه تقدمت بطلب لتاهيل 148 بئرا وحصلت على موافقة مبدئية مشروطة من الجانب الاسرائيلي الذي اشترط تركيب عدادات مياه تقرأ عن بُعد، وهو ما رفضته سلطة المياه ايضا، الامر الذي ادى الى تعطل المشروع.

والقى سعيد اشتية كلمة باسم مزارعي الاغوار شكر فيها كل من ساهم بانجاز هذا المشروع لاهميته الكبيرة لحل مشكلة تناقص مياه الري في المنطقة، مشيرا الى ان للمشروع اهمية كبيرة في زيادة المساحات المروية الى 700 دونم وتم زراعة 430 دونم، كما ساهم المشروع بحل مشكلة البطالة من خلال ايجاد فرص عمل لخمسين مزارعا نصفهم ممن كانوا يعملون في المستوطنات الاسرائيلية، كما ساهم في تنظيم عملية الري وادارتها بشكل سليم.
وطالب اشتية المسؤولين بمساعدة هذه المنطقة الزراعية المستهدفة من الاحتلال، وذلك من خلال اقامة برك اسمنتية وخطوط مياه ناقلة وشق طرق زراعية ودعم مزارعي الثروة الحيوانية بتخفيض اسعار الاعلاف والادوية البيطرية.

اما مدير عام الاغاثة الزراعية خليل شيحة، فقال ان المياه هي المحرك الاساسي للتنمية الزراعية وان القطاع الزراعي في فلسطين يعاني من تحديات كثيرة اهمها نقص المياه.
واوضح ان الاغاثة الزراعية استطاعت من خلال مشاريعها تخفيض تكلفة المياه بنسبة 40% عن السابق، الامر الذي سيساهم في تعزيز القوة التنافسية للزراعة الفلسطينية سواء في الاسواق المحلية او الاسرائيلية او الخارجية.

وقال شيحة ان القطاع الزراعي يوفر حلولا لمشكلة العمالة في المستوطنات، داعيا مزارعي المنطقة الى المحافظة على هذا المشروع لتحقيق اقصى استفادة منه.
وفي كلمة للمدير التنفيذي لمجموعة الهيدرولوجيين، قال الدكتور ايمن الرابي ان المجموعة تولي هذه المنطقة اهمية خاصة لدعم صمود المزارعين، وقد انشأت المجموعة العديد من المشاريع لاستصلاح الاراضي، واقامة قنوات الري، والبرك الاسمنتية والترابية، وشبكات وخزانات المياه.

واضاف ان المجموعة قامت بمساعدة المزارعين في استصلاح 700 دونم في المنطقة، مؤكدا على اهمية الشراكة الحقيقية على الارض من اجل الوصول الى التنمية المستدامة.
وتم في نهاية الحفل التوجه لقص شريط الافتتاح والاطلاع على المشروع من قبل الحضور.