الأحد: 06/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

أم حسن 63 عاما من الحياة على حدود الأمل

نشر بتاريخ: 13/05/2011 ( آخر تحديث: 24/10/2011 الساعة: 09:31 )
غزة-تقرير معا- " عارفة الأرض كلها وبتًذكر بيتنا وبيت أعمامي وكل شبر من دمرة" كلمات انطلقت ببساطة من فم المرأة العجوز أم حسن "82 عاما" التي ما زالت تستذكر ثمانية عشر عاما قضتها في قرية دمرة الفلسطينية التي تقع خلف السلك الحدودي الذي يفصل غزة عن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 ولا يفصلها عن مكان سكنها ببيت حانون سوى اقل من الف متر.

أم حسن "عائشة الزويدي" تركت خلفها عشرات الدونمات من الأراضي الزراعية في قريتها التي احتلتها إسرائيل منذ 63 عاما مضت ولا زالت اليوم تحلم بالعودة إلى تلك البلاد وهي تحتفظ بمفاتيح العودة في رقبتها.

|129475|
وقالت أم حسن لـمراسلة"معا" هدية الغول:"لا أنسى أرضي في دمرة...كما لا أنسى نجد وسمسم وهربيا وبيت جرجيا والمجدل...كنت اذهب إلى تلك القرى برفقة والدتي"، مبينة أنها قامت بكتابة أسماء الأراضي ورسمتها في خريطة على أوراق تحتفظ بهم لأحفادها لعلهم يعودون يوما إلى دمرة.

وتقول:"أروي لحفيدتي كل ليلة كيف كنا نحصد الأرض ونرعى الغنم في تلك الأراضي، وكيف كنا نعيش حياة الريف قبل أن يقوم الاحتلال الإسرائيلي بتشريدنا"، وقالت أن تفكيرها لازال معلقا بدمرة وما يجاورها من قرى وتحتفظ بثلاثة مفاتيح تعطيهم لأحفادها بعد رحيلها عن هذه الأرض، مبينة أنها تحتفظ بأوراق تثبت ملكيتها للأرض في الطابو.

بعد ثمانية عشرة عاما قضتها الحاجة أم حسن في دمرة هاجرت برفقة عائلتها إلى جباليا ثم إلى دير البلح ووادي غزة قبل أن تعود مجددا إلى جباليا حيث تزوجت.

وتتمنى الحاجة أم حسن بعد 63 عاما من التهجير أن تشهد يوم عودة اللاجئين الفلسطينيين في إلى ديارهم التي هجروا منه وتقول:"إن شاء الله بنرجع على أرضنا ما بنسيبها لليهود".

وأضافت:"محدش بنسى أرضه وبلده وإحنا إلنا الأرض وبقول لكل الفلسطينية يعطوا أولادهم أوراق بأرضهم حتى ما ينسوها".

وتتمنى أم حسن أن تبقى على قيد الحياة حتى يتسنى لها بعضا من الوقت لرؤية دمرة بعد تحريرها من الاحتلال، وقالت محدثة أحفادها:" لما تفتح البلاد خذوني بالسيارة وبعرفكم على دمرة".