لنجعل من الذكرى دروس وعبر

بقلم : مفيد حسونة * الناقد الرياضي بجريدة الرأي الأردنية

تنطلق مباريات بطولة فلسطين الدولية لكرة القدم وغدا الأحد سيكون الاحتفال الرسمي بحضور كل الشخصيات الرسمية والرياضية.
فرق من مختلف دول القارات جاءت لمشاركة الأهل في فلسطين ذكرى النكبة الاليمه ولتشاهد على ارض الواقع بما حل بالشعب المرابط فوق ما تبقى من أرضه المسلوبة.

بطولة يطلقها الاتحاد الفلسطيني بما يتناسب مع جسامة الذكرى.. بطولة كبرى هي الأولى من نوعها بغطاء دولي وتحت لواء الاتحاد العربي ودعم قاري تجسد بما بذلته القيادة الفلسطينية من جهد دبلوماسي سياسي ورياضي.

لن ادخل بتفاصيل ذكرى النكبة فزملاء القلم والفكر من السياسيين استهلوا كلماتهم وتحليلاتهم منذ أيام وحتى موعد الذكرى السنوية ولكنني أتحدث عن الذكرى خلال بطولتها الدولية بكرة القدم والتوقف عند فوائدها العديدة التي يجدر أن تعود على الكرة الفلسطينية خاصة والرياضة عامة طالما لم يسبق وان أقيمت اكبر من حجم هذه البطولة لرياضه أخرى.

فدعونا ندقق بهوية الفرق المشاركة من كل القارات من أسيا وإفريقيا وارويا وأميركا وهو ما يجعلنا ندعو كل أركان اللعبة للانخراط في البطولة بكل جوانبها .. والدعوة أولا للكوادر الإدارية بان تستفيد من تجربة التصدي لبطولة بهذا الحجم وأدرك تماما أن فلسطين تملك كوادر إدارية عالية المستوى بفكرها لكنها كانت تنتظر الفرصة وها هي تأتي فليقدموا لنا أمام كل الأشقاء والأصدقاء ما يراهنون علية وما يؤكد قدراتهم.

وندعو الأجهزة الفنية لكل الفرق الفلسطينية أن تتفرغ لمتابعة البطولة مع نجومها بدء من تدريبات الفرق ثم المباريات خاصة وان مباريات البطولة سوف تقام في أكثر غالبية المحافظات الفلسطينية وان الفرق المشاركة سوف تتوزع فيها وبحيث يتم تخصيص أماكن خاصة لجلوس المدربين واللاعبين في الملاعب التي سوف تستضيف البطولات من خلال اعتماد بطاقاتهم الصادرة عن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم واللجنة الاولمبية الفلسطينية وهي مناسبة لهم لمراقبة أفضل اللاعبين من الفرق المشاركة لتعزيز صفوفها للموسم المقبل خاصة مع تنوع جنسيات اللاعبين.

ونأمل من الحكام أن ينظروا بعين المراقب لطريقة إدارة المباريات والتي سوف يتولاها عدد من الحكام المرافقين للفرق وان تضاعف لجنة الحكام حجم عملها الإداري والفني بتنظيم ندوات للتقييم والتوقف عند الحالات التحكمية باعتبارها تشكل حلقات نقاش فنية عالية المستوى.

ونراهن على الحضور الجماهيري الفاعل والذي سيرافق كل مباريات البطولة ولعلي كنت شاهد عيان للعديد من المباريات الاحتفالية أو التنافسية التي أقيمت في الملاعب الفلسطينية ولمست عن قرب عشق الشعب الفلسطيني للرياضة عامة وكرة القدم على وجه الخصوص مثلما نراهن على وعي الجمهور الفلسطيني وعشقه لاحتضان الأشقاء والأصدقاء حرصا منه على تقديم الصورة الحضارية للشعب الفلسطيني.

ولعلها مناسبة عظيمة اجزي من خلالها التقدير والمحبة إلى الزملاء في الإعلام الرياضي الفلسطيني لسرعتهم القياسية في التقدم وملاحقة كل الأحداث الرياضية الفلسطينية والعربية والقارية والدولية ومدى اهتمام قيادات الصحف والوكالات وكل وسائل الإعلام بالرياضة من خلال تخصيص مساحات واسعة لها وارى أن يتم الاستفادة من وجود العشرات من رجال الإعلام الرياضي العربي والأجنبي لتبادل الفكر والرأي من خلال استكتابهم في كل وسائل الإعلام الفلسطينية ليقدموا الخيارات للقارئ الفلسطيني والعربي.

أنها بطولة لإحياء ذكرى لن تنسى مدى الدهر نرى فيها الكثير من الدروس والعبر ونراهن على أنها ستكون كبرى البطولات في التاريخ الحديث للرياضة الفلسطينية.