الأسير كفاح حطاب: أنا أسير حرب وأرفض قوانينكم وارتداء ملابسكم
نشر بتاريخ: 15/05/2011 ( آخر تحديث: 15/05/2011 الساعة: 12:57 )
طولكرم- معا- سلّطت وزارة شؤون الأسرى والمحررين الضوء على الأسير الفلسطيني كفاح محمد حطاب ( 51 عاما) سكان مدينة طولكرم، المحكوم بالسجن المؤبد والذي يخوض إضراب عن الطعام منذ 9 أيام متتالية بعد أن رفض الاعتراف بالقوانين الاسرائيلية وأعلن انه أسير حرب، ويجب التعامل معه على هذا الأساس.
الأسير كفاح محمد عبد الرحمن حطاب، مواليد 1960، اعتقل يوم 4/6/2003، متزوج ويعيل ابنا قصي في الصف التاسع، وبنتا حلا الطالبة في جامعة النجاح الوطنية، حكم عليه بالسجن المؤبد، وتم نقله من سجن نفحة الى قسم العزل في بئر السبع بعد أن أعلن تمرده على قوانين وإجراءات إدارة السجون منذ 17/4/2011.
درس كفاح في يوغسلافيا الطيران، وعاد بعد إنشاء السلطة الوطنية الى أرض الوطن، وعمل في الطيران الفلسطيني في قطاع غزة، ثم انتقل الى مدينة طولكرم وعمل مساعدا لمحافظ المدينة المرحوم عز الدين الشريف، ثم تولى منصب مدير الدفاع المدني في طولكرم واعتقل وهو على رأس عمله.
لأول مرة في تاريخ الحركة الوطنية الأسيرة يعلن احد الأسرى رفضه التعاطي مع الأوامر العسكرية والإجراءات الداخلية الظالمة لإدارة السجون، ويطالب بحقه القانوني والإنساني كأسير حرب وفق اتفاقيات جنيف الرابعة، فيرفض الوقوف على العدد اليومي لإحصاء الأسرى الذي تقوم به شرطة السجن، ويرفض ارتداء ملابس السجن سواء عند الخروج للزيارة او للمحامي.
لقد أطلق الكابتن الطيار كفاح حطاب صرخة مدوية لها أثر استراتيجي هام، ومن خلال إعلانه أنه ليس رقما أو شبحا،و ليس إرهابيا أو مجرما، بل مقاتل شرعي وقانوني، وأسير حركة تحرر وطني قاوم الاحتلال بشكل مشروع، وأن كافة التشريعات والقوانين الاسرائيلية هي غير شرعية وباطله وتنتهك بشكل سافر كافة العهود وشرائع حقوق الإنسان.
لقد فتح الأسير حطاب معركته القانونية والإنسانية العادلة لإبراز عدم مشروعية الاحتلال، ومدى استهتار اسرائيل بالإنسان الفلسطيني وحقوقه وتعاملها مع الأسرى كأنهم ليسوا من البشر من خلال سلسلة إجراءات قمعية ووحشية تنال من إنسانيتهم وكرامتهم.
إن موقف الأسير كفاح حطاب هو برنامج نضالي كبير، يدعو من خلاله المجتمع الدولي وبكافة مؤسساته القانونية الحقوقية، والصليب الأحمر الدولي لممارسة دورهم ومسؤولياتهم في إلزام دولة الاحتلال بالاعتراف بالمكانة القانونية و المركز الشرعي للأسرى الفلسطينيين بصفتهم أسرى حرب، وتوفير الحماية الإنسانية والسياسية لهم على هذا الأساس.
إدارة مصلحة السجون الاسرائيلية نظرت لهذه الخطوة وأن كانت فردية بعين الخطورة، فقامت بعزل الأسير كفاح وتجريده من كافة حقوقه، وفرضت عليه عقوبة فرض غرامة مالية بقيمة 900 شيقل شهريا في محاولة لردعه عن هذه الخطوة، وحتى لا تتحول الى مطلب عام لدى جميع المعتقلين.
أعلن الأسير كفاح الإضراب المفتوح عن الطعام في زنزانته الانفرادية، وبجوعه وآلامه وعزلته يأمل أن يلتقط الجميع الرسالة، ويخلعوا ثوب المحتلين ويتحرروا من عبوديتهم وعنصريتهم وظلمهم التاريخي.
لا تتركوا الأسير كفاح حطاب وحيدا ، يذوب جسده في تلك العتمة القاسية ، فصوتة هو صوتنا ، وموقفه هو موقف الإنسانية جمعاء، يحتاج الآن الى من يحمل النداء ويشعل الضوء في ليل السجون الذي طال.