الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مسيرة في الخليل احتجاجا على تصريحات البابا

نشر بتاريخ: 20/09/2006 ( آخر تحديث: 20/09/2006 الساعة: 17:41 )
الخليل- معا- بدعوة من سماحة الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين انطلقت اليوم مسيرة حاشدة في مدينة خليل ضمت عدداً كبيراً من قضاة الشرع وعلماء الدين الإسلامي في فلسطين احتجاجا على تصريحات بابا الفاتيكان والتي هاجم فيها الاسلام.

واتجهت المسيرة إلى الحرم الإبراهيمي الشريف في قلب المدينة ، رفعت خلالها الشعارات المنددة بتصريحات البابا التي لا يتصور صدورها عن أعلى مرجعية كاثوليكية في العالم والمخالفة لأصول اللياقة وقواعد الدبلوماسية وخروجاً على تعاليم السيد المسيح عيسى عليه السلام ؛ الداعية إلى المحبة والتسامح .

وأكد المشاركون في المسيرة متانة العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في العالم الإسلامي وبالأخص في الديار الفلسطينية التي أرسى الإسلام أسسها وقواعدها ، والتي استلهمت من نصوص العهدة العمرية التي أمنت المسيحيين على دمائهم وأموالهم وكنائسهم وحرياتهم الدينية ، مؤكدين تمسكهم بهذه العلاقة القائمة على الاحترام المتبادل والتعايش المشترك .

وحذر القضاة والعلماء من الانجرار وراء تصريحات البابا التي تستهدف إثارة الفتن الدينية وإحداث صدام بين الحضارات وأتباع الديانات ، في وقت أحوج ما يكون فيه العالم إلى التعارف والتعاون بين أبناء الإنسانية .

وأكد المشاركون على ادعاء البابا أن الإسلام اعتمد العنف وحد السيف في نشر دعوته مغالطة كبيرة ومخالفة للحقيقة والتاريخ، إذ أن الإسلام لم يلجأ إلى العنف أو الإكراه على اعتناقه ، بل حرمت نصوصه القطعية ذلك صراحة .

كما اكدوا ان دعوة البابا لم تسنتد إلى العقل والمنطق مخالف للحقيقة كذلك ، فالآيات الكريمة والأحاديث النبوية تدعو المؤمنين إلى استعمال العقل وربط الأسباب بالمسببات . ويشهد علماء الغرب للمسلمين أنهم وضعوا أسس المنهج العلمي في الوقت الذي كانت أوربا غارقة في ظالم الجهل والخرافة وصكوك الغفران ومحاكم التفتيش الباغية , و لم يراع ما يقتضيه منصبه الديني ومخالف لما يتحتم عليه من الدعوة إلى الحوار والتقارب بين أتباع الأديان ، لذا فإن المشاركين يطالبونه بسحب تصريحاته والتراجع عنها والاعتذار الرسمي والصريح لجميع المسلمين ، ويرفضون ما صدر عنه من تبريرات تنطوي على إساءة جديدة للمسلمين .

و أيد المشاركون دعوة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين اعتبار يوم الجمعة بعد غد يوم غضب تخرج فيه المسيرات والاعتصام في المساجد للتنديد بتصريحات البابا ولنصرة الإسلام بشكل منضبط دون الاعتداء على المسيحيين أو كنائسهم وممتلكاتهم .

واشاد المشاركون بمواقف رجال الدين المسيحي في فلسطين والعالم الإسلامي المنددة والرافضة لهذه التصريحات ، ويدعون المسلمين إلى تجنب المساس بالمسيحيين أو كنائسهم ورموزهم الدينية ، وناشدوا المسلمين والمسيحيين الوقوف معاً وصفاً واحداً في ظل التعايش والتسامح بما يتفق وتعاليم دينهم ؛ لمواجهة الأخطار المحدقة بهم وبقضاياهم الوطنية .