الرقابة العسكرية الاسرائيلية تميط اللثام عن قصة المهاجر الروسي فيكتور غريفيسكي الذي عمل عميلا اسرائيليا روسيا مزدوجا
نشر بتاريخ: 20/09/2006 ( آخر تحديث: 20/09/2006 الساعة: 20:00 )
بيت لحم-معا- سمحت الرقابة العسكرية الاسرائيلية بنشر قصة المهاجر الروسي فيكتور غريفيسكي الذي عمل فترة طويلة رئيسا للقسم الروسي في هيئة الاذاعه الاسرائيلية كغطاء لعمله الاستخباري المزدوج حيث خدع جهاز "الكي -جي - بي " الروسي لمصلحة اجهزة الامن الاسرائيلية لمدة خمسة عشر عاما .
واضافت صحيفة "يديعوت احرونوت" التي نشرت القصة بان فيكتور قدم للاستخبارات الاسرائيلية خدمات جليلة لم تحلم بها طيلة فترة عمله كجاسوس مزودج باع الروس معلومات كاذبة وفي المقابل نقل معلومات هامة وموثوقة لاجهزة الاستخبارات الاسرائيلية .
وعاش فيكتور حياة مزدوجة حتى في اطار عائلته حيث عمل مسؤولا عن القسم الروسي في الاذاعة الاسرائيلية الى جانب عمله الاساسي كعميل مزدوج يخدم جاهز الشاباك الاسرائيلي ويرتبط بجهاز الـ كي -جي - بي الروسي حيث اكد ابنه ميخائيل بان والده لم يتحدث لهم مطلقا عن عمله الاستخباري وانهم لم يعرفوا شيئا عن هذا الجانب رغم ملاحظته بان شيئا غريبا يحدث في المنزل الى ان سمحت الرقابة بنشر اجزاء من قصته .
وبدأت قصة فيكتور مطلع سنوات الخمسين حين هاجرت عائلته من بولندا الا انه فضل البقاء هناك والعمل في الصحافة التي احبها ودرسها وبعد سنوات وصل الى اسرائيل في زيارة قصيرة وعاد الى بولندا وقد اعجب بالفكرة الصهيونية .
وبعد فترة ارتبط فيكتور بعلاقة قوية مع شابة يهودية عملت سكرتيرة في مكتب احد كبار مسؤولي الحزب الشيوعي ولاحظ اثناء احدى زياراته الى مكتب صديقته وجود نسخة من الخطاب الذي كان من المقرر ان يلقيه امين عام الحزب الشيوعي السوفيتي خرتشوف امام المؤتمر العام للحزب وهو الخطاب الذي سعت خلفه جميع وكالات الاسخبارات الغربية لاحتوائه على انتقادات حادة للزعيم ستالين وسرد لجرائمه .
وطلب فيكتور من صديقته الاطلاع على كراسة الخطاب وعندما ادرك اهمية الامر وما يشكله من سبق استخباري سارع الى مقر السفارة الاسرائيلية وسلم نسخة عنه لاحد المسؤولين الكبار فيها قبل ان يعيده الى صديقته اليهودية التي لم تشك بالامر حينها .
وساعد فيكتور بسرقته خطاب خورتشوف الشهير في بناء سمعة جهاز الموساد الذي سارع بدوره الى نقل فحوى الخطاب الى الاستخبارات الامريكية كجهاز استخباري قدير يعتمد عليه دون ان يأخذ فيكتور نصيبه من الموقع المحترم الذي احتله رجال الموساد الاسرائيلي بين زملائهم في الغرب نتيجة حوصولهم على خطاب رئيس القوى العظمى الشرقية .
واستمر فيكتور في الاستعداد للهجرة الى اسرائيل وعند وصوله اليها عمل في القسم الروسي التابع للاذاعة الاسرائيلية ولم يمض على عمله فترة طويلة حتى تلقى عرضا مفاجئا من عملاء الـ كي - جي - بي الروسي الذين اتصلوا به وعرضوا عليه العمل لصالحهم .
واستجاب فيكتور الى عرض الروس لكنه سارع الى جهاز الشاباك الاسرائيلي وابلغهم بما حدث معه فطلب منه الجهاز العمل كجاسوس مزدوج وفي هذه الحالة لم تكن ازدواجية فيكتور حقيقية وانما عمل لصالح الشاباك موهما الروس بالعمل لمصلحتهم .
وقال ابن العميل المزدوج ميخائيل " لقد ادركت ان شيئا يحدث من وراء الكواليس في البيت لكثرة الروس التابعين للكنيسة الروسية الذي كانوا يزورون منزلنا ويحتسون الفودكا وكانت الكثير من الطرود تصل الى منزلنا وعندما سألت عنها قيل لي بانها هدايا العيد ".
ويستذكر ميخائيل كيف تركوا منزلهم في القدس بشكل مستعجل لينتقلوا الى السكن في ايلات وقال " انتقلنا فجأة من القدس الي ايلات وكوني صغيرا سررت بذلك دون ان افهم سبب هذا الانتقال وبعد فترة علمت ان الاجهزة الامنية اعتقلت بمساعد ابي شبكة استخبارية مرتبطة بالكنيسة الروسية عرفت معظم اعضائها من خلال زياراتهم لمنزلنا ويبدو ان اجهزة الامن فضلت ابعاد عميلها فيكتور عن ميدان الاعتقالات زيادة في الاحتياط والامان ".
استمر فيكتور الذي يسكن حاليا وسط البلاد في اعماله التجسسية مدة خمسة عشر عاما استفادت فيها الاجهزة الاسرائيلية من معلوماته في حين اعتقد الروس بانهم جندوا عميلا نوعيا لدرجة انهم منحوه وسام الامتياز الخاص .
ونقل فيكتور الذي خضع لضابط الشاباك رؤبين الى الروس الكثير من المعلومات المهمة حتى يترك لديهم انطباعا بجدية واهمية عمله اضافة الى معلومات مغلوطة مسعينة بعمله كمسؤول عن القسم الروسي في الاذاعة لتبرير علاقاته واتصالاته بالكثير من الروس خاصة رعايا الكنيسة الروسية .