الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

منصور يبعث برسائل متطابقة حول المجازر الاسرائيلية في ذكرى النكبة

نشر بتاريخ: 17/05/2011 ( آخر تحديث: 17/05/2011 الساعة: 07:31 )
بيت لحم -معا- بعث السفير الدكتور رياض منصور، المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة في نيويورك، رسائل متطابقة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن (فرنسا) ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلحاقاً بالرسائل التي تم إرسالها بتاريخ 3 مايو2011، فيما يتعلق بإحياء الشعب الفلسطيني للذكرى الثالثة والستين لنكبة عام 1948. ذكر فيها أن الآلاف من المدنيين الفلسطينيين في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وكذلك في جميع أنحاء الشتات، خصوصا في الأردن ولبنان وسوريا ومصر، شاركوا يوم 15 مايو 2011 في مظاهرات سلمية بهذه المناسبة مطالبين بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية ووضع حد لحرمانهم من حقوقهم غير القابلة للتصرف، بما في ذلك حقهم في تقرير المصير وحق العودة، ولتحقيق تطلعاتهم الوطنية المشروعة.

وذكر السفير منصور أن إسرائيل، السلطة القائمة بالإحتلال، ردت على المتظاهرين المدنيين في الأرض الفلسطينية المحتلة وفي بلدة مارون الراس بجنوب لبنان وبلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل بالقوة المفرطة مما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين وجرح المئات من الذين شاركوا في تلك الاحتجاجات. وغالبية المتظاهرين هم من اللاجئين الفلسطينيين الذين اضطروا لعقود من العيش في المنفى، كما واصلت إسرائيل رفض حقهم في العودة إلى ديارهم للعيش في سلام مع جيرانهم.

وأضاف أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وقنابل الصوت والذخيرة الحية ضد المتظاهرين المدنيين العزل بمن فيهم النساء والأطفال، والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 17 مدنيا، بينهم أطفال، وجرح أكثر من ثلاثمائة آخرين، بعضهم في حالة حرجة. وفي الوقت نفسه، نفذت قوات الاحتلال غارات جوية في منطقة بيت حانون في قطاع غزة، حيث جرت مظاهرة جماهيرية، ما اسفر عن اصابة العديد من المدنيين الفلسطينيين.

وأشار السفير منصور إلى قتل الصبي الفلسطيني، ميلاد عياش، 16 عاما، الذي كان يشارك في تظاهرة سلمية في وقت سابق من يوم الجمعة 13 مايو، في حي سلوان في القدس الشرقية المحتلة. وقتل عياش من قبل المستوطنين الإسرائيليين الذين فتحوا النار على المتظاهرين من نافذة بالقرب من بؤرة إستيطانية غير قانونية. وقد أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادة الفلسطينية بشدة هذه الأعمال الإسرائيلية الوحشية وأعلن الحداد لمدة ثلاثة أيام لجميع الذين قتلوا في الاحتجاجات الأخيرة.

وأضاف السفير منصور أن إسرائيل تواصل سياساتها غير القانونية من العقاب الجماعي والتخويف، والقيام بإعتقالات تعسفية وإحتجاز المدنيين الفلسطينيين في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، في حملتها الوحشية ضد المتظاهرين. ووفقاً للتقارير فقد تم توقيف ما لا يقل عن 118 فلسطينيا على يد السلطة القائمة بالاحتلال في الايام الاخيرة خلال الاحتجاجات بمناسبة ذكرى النكبة.

وذكر السفير منصور أن هذه المظاهرات التي تدعو إلى وضع حد للظلم المفروض على الشعب الفلسطيني لأكثر من ستين عاما وتجري في سياق مرحلة حساسة للغاية من حالة الإضطراب والتغيير التي تجتاح المنطقة ككل. وكما ذكرنا مرارا وتكرارا في الماضي، فإن الوضع الراهن المتفجر على الأرض لايمكن تحمله وإستدامته وأن إستمرار الفشل في التوصل إلى حل عادل ودائم لقضية فلسطين تزيد من تعميق مشاعر الإحباط وزيادة التوترات. وأكد السفير منصور مجددا أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن تطلعاته الوطنية وسوف يستمر في المطالبة بالعدالة وتحقيق حريته وإعمال حقوقه.

كما أكد من جديد على المسؤوليات الدائمة للمجتمع الدولي في هذا الصدد، ودعا إلى بذل جميع الجهود الرامية إلى إعلاء شأن القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، وجميع قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بقضية فلسطين. يجب إخضاع إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، لنفس القواعد ومعايير القانون الدولي وجميع الدول الأعضاء الأخرى، بما في ذلك ما يتعلق بمعاملتها للمتظاهرين المدنيين الذين يحتجون من أجل إعمال حقوقهم المشروعة. وعلاوة على ذلك، فإن على المجتمع الدولي واجب الالتزام بالعمل على إجبار إسرائيل على الامتثال لالتزاماتها القانونية بموجب اتفاقية جنيف الرابعة وإزاء الشعب الفلسطيني الرازح تحت إحتلالها العسكري لما يقرب من 44 عاماً.

وأضاف السفير منصور أنه يجب على مجلس الأمن على وجه الخصوص إيلاء الإهتمام اللازم لهذه الأزمة التي لا تزال مستمرة في تهديد السلام والأمن الدوليين بشكل خطير يمكن أن يبقي المجلس مهمشاً في هذا المنعطف الحرج. ويجب أن يعمل على تنفيذ قراراته ذات الصلة للمساهمة في التوصل إلى حل عادل ودائم وشامل للصراع الاسرائيلي الفلسطيني والصراع العربي الإسرائيلي ككل، بما في ذلك تحقيق حل الدولتين القائم على أساس حدود 1967، دولة فلسطين مستقلة ذات سيادة في فلسطين، مع القدس الشرقية عاصمة لها، تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل في سلام وأمن، وتحقيق حل عادل لمحنة اللاجئين الفلسطينيين على أساس القرار 194. وشدد السفير منصور على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي إجراءات عاجلة والوفاء بواجباته والتزاماته للمساعدة في فتح عهد جديد من الحرية الكرامة والسلام والأمن للشعب الفلسطيني.