ما رأي 347 قائدا عالميا بالعرب عقب ثورات الفيس بوك؟
نشر بتاريخ: 18/05/2011 ( آخر تحديث: 18/05/2011 الساعة: 13:48 )
دبي- معا- شهدت الجلسة الحوارية "صورة العربي بعد ثورات الجماهير" التي انعقدت خلال الدورة العاشرة من منتدى الإعلام العربي بدبي، نقاشات هامة وفاعلة حول الصورة الجديدة التي تكونت لدى الغرب والإعلام الغربي حول الفرد والمجتمعات في العالم العربي.
وناقش المتحدثون في الجلسة التغييرات التي طرأت على صورة الإنسان العربي في وسائل الاتصال الغربية عقب التطورات السياسية الاجتماعية الأخيرة في الوطن العربي، فبعد أن كان ينظر إلى الفرد العربي على أنه مثال للعنف والتخلف وهضم حقوق المرأة، بدأ الغرب يرسم صورة أفضل تظهر أن الفرد العربي يسعى إلى ذات التطلعات والاحتياجات التي يناضل من أجلها نظراؤه حول العالم، مع امتلاكه قدرة حقيقية على إحدث التغيير من خلال المطالبة بالحرية والحقوق المشروعة.
وتولى إدارة الجلسة، الإعلامية في قناة "العربية" نجوى قاسم، وتحدث فيها كل من، مأمون صبيح، مدير عام أبكو العالمية في المنطقة العربية؛ والبروفيسور فيليب سيب، بروفيسور الصحافة والدبلوماسية العامة في جامعة كاليفورنيا الجنوبية، والإعلامية أوكتافيا نصر مؤسسة شركة "بردج ميديا كونسلتنت" في الولايات المتحدة الأمريكية، والكاتبة فرح أتاسي، رئيسة المركز العربي الأمريكي للترجمة والبحوث والاتصالات؛ والصحافي المستقل جوي لوريا من الولايات المتحدة الأمريكية؛ والإعلامي عبد الله بوزكورت من صحيفة "زمان تودي" التركية.
واستهلت الجلسة بالكشف عن نتائج دراسة حديثة أجرتها "أبكو إنسايتس"، ذراع أبحاث الرأي في شركة أبكو العالمية لاستشارات الاتصالات والعلاقات العامة.
ووجدت الدراسة، التي حملت عنوان "ربيع عربي: تصورات وآراء قادة الرأي في الغرب"، أن نحو ثلاثة أرباع الذين شملهم الاستطلاع يرون أن الأحداث الأخيرة قد جعلت العرب أكثر قرباً من المجتمع العالمي، كما أعرب المشاركون في الدراسة عن تفاؤلهم حيال مستقبل العالم العربي في ضوء الأحداث الأخيرة.
وتظهر الدراسة، التي قدمها مأمون صبيح، أن وسائل الإعلام العربية حققت نجاحات واضحة مع قادة الرأي العام الغربي، وأنها تلعب دوراً فاعلاً في صياغة تصورات إيجابية حول الأحداث الجارية في الشرق الأوسط.
وأوضحت أن الغالبية العظمى من الذين شملهم الاستطلاع ينظرون بشكل إيجابي إلى المجتمعات والمواطنين العرب كنتيجة للثورات والانتفاضات التي تشهدها المنطقة.
وقال مأمون صبيح، مدير عام أبكو العالمية في المنطقة العربية: "تعد هذه الدراسة الأولى التي تسلط الضوء على تأثير الأحداث التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط على آراء قادة الرأي في العالم الغربي. وتشير الدراسة إلى أنه في حين قد يكون هناك قلق حول من سيتولى السلطة في المرحلة القادمة، فإن الغرب ينظر بشكل إيجابي ومتفائل إلى الأحداث الجارية في المنطقة، وإن هذه الأحداث تعزز إلى حد بعيد النظرية القائلة بأن العرب باتوا يحتلون مكانة متنامية في المجتمع العالمي".
وناقشت الدراسة احتمال أن تشكل هذه الثورات أحداثاً مؤقتة وألا تعبر عن أن العالم العربي تغلب على الصورة النمطية التي لطالما ارتبطت به. كما قدمت الدراسة تحليلاً للدور الذي قامت به وسائل الإعلام الغربية في تغطية التطورات الأخيرة في العالم العربي.
من جانبه، قال جوي لوريا: "تظهر هذه الدراسة أن العرب قادرون على إحداث تغيير حقيقي في الصورة النمطية السائدة عن العالم العربي. فالثورات التي عمت الشوارع كانت تضم الرجال والنساء الذين تكاتفوا معاً لوضع حد للأنظمة الحاكمة في بلدانهم"، وأضاف أن "في حين لم يسمح لوسائل الإعلام بتغطية الأحداث في بلدان مثل سوريا، فإن تواجدها على ساحات الثورات بين الشعوب أسهم بشكل كبير في الحد من سفك الدماء".
وأشارت أوكتافيا نصر خلال مداخلتها إلى أن الرأي العام الغربي قد تغير تجاه العالم العربي، وأضافت: "لقد أخذت هذه الدراسة في اعتبارها آراء بعض من الشخصيات الهامة والدبلوماسية التي لا تزال مترددة وغير واضحة في نظرتها إلى ما يجري في العالم العربي، كما أن محور تركيز الدراسة كان دور الإعلام العربي في الثورات العربية، على الرغم من أن الفضل في قيام هذه الثورات يعود إلى الشعوب نفسها. وعليه، لا بد أولاً من التركيز على الشعوب لأنها هي من رسم الصورة التي نقلتها وسائل الإعلام".
من جانبها، أوضحت فرح الأتاسي أن الإعلام العربي لا يزال مقصراً في إيصال المعلومات الكافية والصورة الواضحة عن العالم العربي إلى الغرب، مضيفة أنه: "عندما ضرب تسونامي الثورات العربية المنطقة، بدأت تتشكل لدى الغرب صورة مختلفة وجديدة تماماً عن العالم العربي، فبعد أن كان ينظر إلى المجتمعات العربية على أنها مجتمعات استهلاكية، أصبح الغرب ينظر إليها كمجتمعات قوية قادرة على أن تصنع ثوراتها وديموقراطيتها بيدها، وفي ضوء ذلك، تكون مفهوم جديد عن الفرد العربي الحضاري الذي يدافع عن حقوقه سلمياً". وأضحت الأتاسي أن ما يجري من أحدث في المنطقة جعلت الإعلام الغربي يسعى إلى استقطاب وتوظيف خبراء عرب، وأصبح يفرد مساحات أكبر للقضايا والشأن العربي.
وتابعت الأتاسي قائلة: "يجب على العرب بعد أن ينجزوا ترتيب بيتهم الداخلي، أن يعيدوا النظر في علاقتهم بالغرب الذي لم يعرف عنه سابقاً سوى ازدواجية المعايير في التعامل معهم.
وأعرب فيليب سيب عن عدم قناعته بالدراسات التي توصل وتشرح الواقع المعقد للدول والمجتمعات من خلال الأرقام التي تستقيها من شخصيات ليست على علاقة مباشرة بالعالم العربي، مؤكداً على أن ما يهم بالنسبة للشعوب هو الجانب العملي وما ستؤول إليه الأمور في بلدانها على أرض الواقع، وليس آراء بعض الشخصيات الهامة أو الدبلوماسية التي تعيش في الغرب.
وفي نفس السياق، أكدت أوكتافيا على أن الآن التحدي يكمن في المستقبل، فالربيع العربي لم ينتهي بعد، والامر الآن يعود إلى القادة الجدد الذين يتعين عليهم أن يرسموا ويحددوا أسلوب تعاملهم وتعاطيهم مع الغرب، فإن لم يكن هناك من يقود هذه الشعوب ويواصل مسيرتها بنزاهة وإخلاص، فسوف تتكون لدى الغرب صورة سلبية عن هذه الثورات ويسود الاعتقاد بأنها لم تكن سوى فورة وانطفأت دون تحقيق النتائج المنشودة.
وتنعقد الدورة العاشرة من منتدى الإعلام العربي تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وتستمر حتى 18 مايو الجاري في فندق جراند حياة دبي. وترمي الدورة الحالية من المنتدى، والتي تنعقد بعنوان (الإعلام العربي وعواصف التغيير)، إلى توفير فهم دقيق وشامل عن المشهد الإعلامي في العالم العربي.
ومنذ انطلاقه في عام 2001، لعب منتدى الإعلام العربي دوراً رئيسياً في تسليط الضوء على القضايا والتحولات التي يشهدها المشهد الإعلامي الإقليمي والدولي، ويجمع الحدث هذا العام 60 متحدثاً عالمياً، وأكثر من 2400 موفد من الخبراء الإعلاميين من الصحف والإذاعة والتلفزيون والأوساط الأكاديمية.